تتفاقم الاضطرابات يوما بعد الآخر في أماكن متفرقة بإثيوبيا، ففي بلدة السوق الصغيرة بمنطقة أمهرة الشمالية، قالت إيتينيش، إن زوجها تاجر اعتقل في نوفمبر الماضي؛ بسبب مشاركته المزعومة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة على مدى الأشهر القليلة الماضية، وتم اقتياده إلى معسكر الجيش، وإنها لم تستطع الوصول لزوجها ولم يتصل بها سوى مرتين، وإن حالها كنساء كثيرات في المنطقة تم اعتقال أزواجهن بنفس التهمة. وقال موقع إثيوميديا، إن الحديث عن الاعتقالات أصبح سائدا منطقة الأنبا جيورجيس، إحدى أجزاء منطقة شمال جوندار التي تشهد حاليا اشتباكات بين المزارعين المسلحين والجيش، مضيفا: على حافة البلدة يقف جنود الحكومة مكونين نقطة تفتيش جديدة، انتقلوا إلى معسكر بناء الطرق، في أعقاب إعلان حالة طوارئ شاملة، ردا على الاضطرابات بين أكبر جماعتين عرقية في إثيوبيا، الأورومو، الذين يشكلون حوالي ثلث السكان، وسكان أمهرة. وتابع الموقع يوم 31 يوليو الماضي، خرج سكان جوندار، الذين يبعدون بحوالي 700 كم من العاصمة أديس أبابا، للتظاهر، وسط نزاع طويل الأمد مع إقليم تجراي المجاور، مستطردا: أثناء المرحلة الانتقالية في إثيوبيا من نظام وحدوي إلى دولة اتحادية في التسعينيات، زعم البعض أن سكان أمهرة خسروا الأرض التي تم ضمها إلى تجراي المجاورة، عندما أعيدت هيكلة البلاد على أسس عرقية لغوية. وأوضح موقع ذى جوردان تايمز: استخدمت المظاهرات كمنصة للتعبير عن الاستياء من القمع الحكومي لسكان أمهرة، وكذلك لتعزيز القومية العرقية الناشئة بينهم، خاصة أن سكان أمهرة هم ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، وتشكل 277 % في بلد به ما يقرب من مائة مليون شخص. وأضاف الموقع: أما الائتلاف الحاكم، الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية، عبارة عن تجمع من أربعة أحزاب على أساس عرقي، بما في ذلك حزب أورومو، أمهرة وتيجراي، والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ويعتبر هذا التحالف هو الحاكم، رغم أنهم لا يمثلون سوى ستة في المئة فقط من السكان. ويعتقد المعلقون الموالون لجبهة تحرير تيجراي الشعبية أن جناح ائتلاف أمهرة، والحركة الديمقراطية الوطنية بأمهرة، أعطت الموافقه للاحتجاج بجوندار كجزء من محاولة للحد من جبهة تحرير شعب تيجراي الهيمنة، لكن الأحداث اكتسبت زخما، عندما ترددت أصداؤها وأصيب الآلاف من أمهرة في الشوارع بعد محاولة وقف الحكومة لاحتجاجهم بالقوة، كما أصدرت الحكومة مرسوما للطوارئ من بين أمور أخرى، تحظر الأنشطة السياسية، بما فيها مشاهدة القنوات الفضائية المعارضة، وشهد هذا المرسوم اعتقال عشرات الآلاف للاشتباه في كونهم طرفا في الاضطرابات. مستقبل مجهول مع وجود شعور متزايد للقومية العرقية والقومية لعموم الإثيوبيين، الحكومة ترى أن قومية أمهرة تعرض سلامة البلاد للخطر، كما أن هناك عاملين أساسيين عملوا على زيادة هوية أمهرة، الإدراك المتزايد للتمييز العرقي من قبل الحكومة والحملات المستمرة لمكافحة أمهرة من قبل نخب أورومو، الذين يصورون المجموعة بأنهم مستعمرين من جماعات عرقية مختلفة. ووسط هذه التحديات العاجلة والملحة، ارتفعت روح القومية في أمهرة، مما خلق المزيد من الاضطرابات في المنطقة، وأثار تساؤلات أنه لا أحد حتى الآن يبدو قادرا على الإجابة أو ماذا يخبئ المستقبل.