فكري ناموس أحد الشعراء المصريين المعاصرين، تخرج في كلية دار العلوم، ويعمل معلمًا للغة العربية. وفي هذه القصيدة يظهر مدى تأثره بالقضية الفلسطينية خاصة والعربية عامة: النيلُ يبكي والفراتُ ينوحُ لا تعجبوا إن الحسينَ ذبيحُ أيامُنا متشابهاتٌ كلها فيها العروبة عزها مسفوحُ مات الحبيبُ فماتَ فيه رجاؤنا والخيرُ في بعض القلوب شحيحُ والآي كم تتلى فلا هديٌ لها ونسائمُ الهادي البشيرِ تفوحُ ما هاجني إلا بكاءُ صغيرةٍ تعوي وبالسرِ المصونِ تبوحُ ويلاهُ إن النارَ تحرقُ مهجتي تشكو فأصرخُ في الورى وأصيحُ يا أمة ماتتْ وماتَ حياؤها والمبتلى فيها هوَ المفضوحُ ما سرتُ إلا في بحارِ مدامعي والخوفُ يخفى مرةً ويلوحُ فصرختُ من ألمي وقلتُ معاتبا موتوا كرامًا فالحبيبُ جريحُ يا أمةً عَشِقَ الهوانَ رجالُها وأذلها التخويفُ والتذبيحُ فقدتْ بكارتَها المنى وَلَئِنْ أَتَى لخلاصِهَا نوحٌ لأخفقَ نوحُ الذل كبلها وحرمَ دمعَها وتألمتْ ويخالفُ التصريحُ أنا يا أخا الأحزان أحمل في دمي عشقًا لغزة والفؤاد جريحُ الموت في أنحاء غزة ظاهر والعز في جنباتها مطروحُ الموت في أنحاء غزة إنما ريح المذلة في اليهود تفوحُ الموت فينا والمذلة فيهمو وحماس تشدو واللسان فصيحُ في بيت لاهيا في ربوعك غزة سمة على أنف الكرام تلوحُ إني أرى الزهار يكتبها دما ودم الرياسة في البلاد شحيحُ أنا يا هنية ما رأيتك مرة إلا وحرك مهجتي التسبيحُ سبحان من أسرى بعبد ليلة ما كان لولا فضلها سيروحُ أنا يا رسول الله أرفع غضبتي فليقتلوني فالسهام تريحُ وليغلقوا دوني المعابر كلها أنا لن أموت ورزقه ممنوحُ إن يطحنوا جسدي على خد الرحى طلبًا لموتي لن تموت الروحُ يا مصر يا أم البلاد سؤالنا حتى متى يتألم المجروحُ؟ الغاز أم فتح المعابر أشتكي والموت يحصد والحصار صريحُ؟ نتقاسم اللقمات نغمسها دما وطعامكم فوق التراب طريحُ والعرب ملء جفونهم نوم الضحى تحت الأباتشي هل ينام جريحُ ؟! شعب يغرد والقنابل صوته والموت في أرض الرباط مديحُ جهد المقل هواي نبض مشاعري صرحت لما خانني التلميحُ في القدسِ أناتُ الصغارِ تهزنا وكأنها التهليلُ والتسبيحُ رباهُ إن السيلَ قد بلغَ الزبى ودماؤنا فوق الترابِ تسيحُ نشكو إليك صلاحَنا وجنودَه كدنا نجنُّ لفعلهمْ وننوحُ قل يا صلاحَ الدينِ مَنْ يُصغي لَنَا وجراحُنا دميتْ وأنتَ شَحيحُ أعراضُنا هُتكَتْ وذي أوطانُنا كم ضج فيها مسجدٌ وضريحُ إني أرى العذراءَ تسكبُ دمعَهَا تغدو وقدْ أسفتْ لَنَا وتَروحُ إني أرى طهَ وبينَ عيونِهِ شكوَى وفي نبراسِهِ تَلويحُ موتوا فإن العز تحتَ سيوفكم والحقُ تلويحُ الحبيبِ صَريحُ من يَحمنا يَا أمتي منْ خوفِنَا إنً كنتُ أبني والصديق يُزيحُ توبي إلى الرحمنِ عودي حولَنَا فهوَ الذي يَهبُ العُلا ويُتيحُ موتوا لأجلِ القدسِ كونوا قوةً إن التفاني في المليحِ مليحُ بانتْ سعادُ فَهَيجَتْ كعبًا وكمْ عَصَفَتْ بكعبٍ في الصبابةِ ريحُ والقدسُ بانَ الحسنُ في أرجائهَا مَن يا تُرى يَصبو لَها ويَبوحُ مَن ذَا يُزيحُ الحزنَ عَنْ أجفانهَا رُفعَ المسيحُ فهلْ يعودُ مَسيحُ؟! مَن ذَا يَلم الشملَ يَجمعُ رَأْيَنَا جمعًا فقدْ أَوْدَى به التبريحُ هذا حبيبٌ أَبْعَدَتْهُ جراحُه هذا عدوٌ قُربُه مَمَنُوحُ ودلائلُ العشاقِ لا تَخْفَى وإنْ كتموا الجوى فدمُوعُهُم ستبوحُ إني أرى الأحجارَ قد نطقتْ هوى تمضي وتضربُ غرها وتُطيحُ قل لي لماذا هواكَ لم يقطرْ دما والقلبُ من داءِ الغرامِ صحيحُ؟! أفصحْ فإن السيفَ أصدقُ رايةً إن كنتَ تهوى والحبيبُ جريحُ هذا كتابُ اللهِ يختصرُ المدى وعلى فمِ الهادي نما التوضيحُ فَلِمَ التخاذلُ والتخوفُ والبكا والعيشُ في ظلِ الإلهِ مُريحُ؟! ولم نَصُد قلوبَنَا عن بابِه واللهُ دومًا بابُه مفتوحُ؟! ولم نُذل رقابَنَا لعدوِنَا وينالُه رغمَ العَدَاءِ مَديحُ؟! ولم نبيعُ القدسَ وَهْيَ رَجَاؤُنَا ورجاؤنا بلهيبنا مَلفوحُ؟! هذي مآذنُها تُناجي ربَها والمسكُ من جسدِ الشهيدِ يَفُوحُ نحنُ الذينَ تجمعوا في بَيْعِهَا مَا بَاعَهَا التعذيبُ والتجريحُ خُنا فلمْ تَيْأَسْ وكانَ بِوِسْعِهَا واليأسُ من بعضِ الأمورِ مُريحُ وفهمتُ بعدَ فواتِ أمري أنني جسدٌ وأن جهادَنَا الروحُ حاولتُ أن أبكي فعاندني البكا فعلمتُ أني للجهادِ جَمُوحُ