(1) أوعى معارضتك لقطر تنسيك إن أي مواجهة حقيقية هتكون مع أختها الكبيرة السعودية وان الاتنين #ولاد_خالد_صلاح (2) تورط قطر والسعودية في دعم الإرهاب، ليس خافيا على أحد، لكن هذه المهام القذرة تتم برعاية واشنطن، منذ خططت لتأسيس تنظيمات للمجاهدين في أفغانستان لمواجهة الغزو الشيوعي، وحتى تكرار نفس اللعبة عن طريق تصنيع داعش وأخواتها لنفس الهدف وأهداف محلية أخرى في سوريا، ومن المعروف أن أي طرف يساعد على تهيئة بيئة ملائمة للإرهاب، لا يمكنه السيطرة على كل عملياته، ولا على تعدد النوعيات والأهداف، والانشقاقات التي تحدث بعد أن تتمكن العناصر المتطرفة من السلاح والمال والأسرار التي تبتز بها الممولين، ولهذا: فمن الذي يمنع العناصر الإرهابية التي مولتها قطر والسعودية من ارتكاب أي تفجيرات، حتى لو لم تكن بتكليف مباشر من الدول الممولة؟ (3) يبدو أن هذا السؤال، كان يشغل هيلاري كلينتون أيضاً، فعقب تفجير أورلاندو الذي أوقع 49 قتيلا قبل شهور، "زجت" بكل من السعودية وقطر والكويت في تهمة تمويل الإرهابيين ولم يصدر عن مجلس التعاون أي تعليق، فقد قالت كلينتون في خطاب أثناء جولتها الانتخابية في كليفلاند بولاية أوهايو: "لقد حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون، مواطنيهم من تمويل المنظمات الإرهابية"، وبعدها كشف جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" أن لديه رسائل من البريد الاليكتروني لهيلاري تثبت أن واشنطن على علم بتمويل السعودية وقطر لتنظيم الدولة "داعش"، والحقيقة أن الرسالة التي أرسلتها كلينتون في بداية عام 2014 لمدير حملتها الرئاسية بعد ذلك "جون بوديستا"، لا تضيف جديدا لما قالته قبل ذلك في جلسة استماع رسمية بالكونجرس، ولما يردده كل يوم تقريبا نواب في الكونجرس مثل "تولس جابارد"، و"ريتشارد بلاك"، و"بيتر روسكام"، والأميرال "جون كيربي" المتحدث باسم الخارجية وقبلها البنتاجون، بل ومصادر عربية في مقدمتها اعتراف وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، والذي تخفى تحت صياغة "تسليح ميليشيات المعارضة في سوريا"، لكن الوقائع على الأرض تظل واضحة بصرف النظر عن تجميل الشعارات، فقد أدانت محكمة لبنانية ابن عم وزير الخارجية المدعو (عبد العزيز بن خليفة العطية) فى قضية تمويل للإرهاب، وحكم عليه غيابيا بالسجن 7 سنوات، بعد أن سمحت له السلطات اللبنانية بالمغادرة تحت ضغوط وتهديدات من الدوحة بطرد 30 ألف من العاملين اللبنانيين في قطر، وهي الطريقة التي تتبعها قطر في كل أزمة فبعد تقرير وزارة الخزانة الأمريكية، وتصريحات كوهين وزوبين العدائية ضدها، دفعت الكثير من الأموال وأبرمت صفقة لضخ حوالي 19 مليار دولار للخزانة الأمريكية كمقابل لشراء طائرات مدنية، وحصلت في المقابل على بيان من السفارة الأمريكية في الدوحة، يقول فيه مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون تمويل الارهاب دانيال جلايسر، أن هناك تعاونا بين واشنطنوالدوحة في جهود مكافحة تمويل الإرهاب. (4) أعود إلى الأسئلة المفتوحة، وهي أسئلة مشروعة لأي سياسي يفتح عقله لكل الاحتمالات: إذا كانت دول الخليج لها هذه السمعة في دعم الميليشيات والمسلحين، وتبني الأفكار الضالة (بالتعبير السعودي) التي تهدم كيانات الدول الأخرى، فما الذي يمنعنا من تصنيفها بالدول الإرهابية؟، وإذا كانت أموالها وأراضيها جزءا أساسيا من بنية التنظيمات الإرهابية التي ضربت أمريكا وأوروبا وكثير من دول العالم، فهل من الحكمة أن نصمت على هذه الأدوار التخريبية، حتى نعثر على أدلة دامغة لتورط المسؤولين السياسيين في إصدار أوامر مباشرة لتنفيذ عمليات بعينها، متغافلين عن الدعم المالي والتدريبي والاستخباراتي؟. (5) ويبقى السؤال الأخير: لما فزعت دول الخليج هذه المرة من اتهام كانت تعتبره عادياً وغير خطير فيما سبق؟ كما ألمحت سابقا، لأن المتغيرات تنذر بأن "أمريكا/ترامب" تتجه إلى مزيد من الابتزاز المباشر، وأن الغرب لديه من الأدلة الموثقة الكثير، ليثبت تورط السعودية وقطر تحديداً في تمويل الإرهاب، بل وفي جرائم حرب تتبلور أدلة اتهامها في فخ "عاصفة الحزم" على أرض اليمن، لهذا فإن دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية تعيش مرحلة "النفخ في الزبادي"، خاصة وأن تفجير كنيسة قد يحشد الرأي العام الغربي بسهولة، مما يكلف الخليج ثمنا باهظا لترضية الأسياد الذين يقدمون أنفسهم كحماة المسيحيين في العالم، وهم ليسوا أكثر من أقنعة عصرية لتجار الحروب الصليبية القديمة. جمال الجمل [email protected]