(مفتتح)
المعرفة الأكيدة.. جهل أكيد (ديستويفسكي)
(1)
أفهم أن يمنعني النظام القمعي من السفر، وأفهم أن يتضرر من محاولات كسر حاجز الصمت بالكتابة في منابر ليست على هواه، وأفهم أن يعقرني كلاب النظام وينبحون للتشويش على لغتي المتمردة وعنادي المتواصل، (...)
(1)
أن نشتم حاكما ظالما.. لم تعد بطولة، البطولة أن نتمكن من مواجهته ومحاسبته والرد على ظلمه، وهذا لا يعني أن تكف القلوب عن تمنى العدل والقصاص، ولا يعني أن تتوقف الحناجر عن لعنة الظالمين، لكن أضعف الإيمان لن يزيح الطاغية عن عرشه، ولن يمنع الخائن من (...)
(1)
في مجتمع "الهلولة" يهمل الجمهور النص ويتعلق ب"الإفيه"، بحيث تختفي القضية ويختفي جوهر الموضوع تحت سيل من عبارات التندر السريعة، فالكل مسحور بالشكل الجديد الذي تطورت إليه النكتة القديمة، بحيث صارت التعليقات الفورية "هوساً يلحس دماغ الناس"، حتى أن (...)
(1)
ذات ليلة شتوية في أعقاب حرب الخليج الثانية، جمعتنا سهرة مليئة بالأسئلة في منزلي القديم بشبرا، كانت السهرة على شرف الصحفي اللبناني الكبير حسان الزين رئيس تحرير مجلة "الشاهد"، وتطرقت المناقشات إلى الوضع العربي وسيناريوهات المستقبل، وأشاد صديق من (...)
(1)
مسكينة "الثورة" في بلاد الأشلاء.. لأنها لا تعاني من أعدائها فقط، بل تعاني أكثر من أهلها، بل أنهم أشد خطرا عليها من الأعداء، وأكثر خذلاناً لها من الضعفاء. هتسألني: إزاي؟
مش هقولك: "تعالى وأنا اقولك".. هحاول أقولك وانت قاعد في حالك، لحد ما تقتنع (...)
(1)
رحم الله الدكتور المسيري، عندما زرته في بيته قبل سنوات طويلة في منتصف الثمانينات، كان مشغولا مع فريق كبير من الباحثين بموسوعته عن المصطلحات الصهيونية، وبدأ يتحدث عن المشروع الضخم، ومشاكل التمويل وعدم دقة المساعدين، لكنه فوجيء بي أمتدح ديكورات (...)
(1)
يحكى أن فأرا جبانا التقى بساحر يعيش في قلب الغابة السوداء، فتوسل إليه الفأر أن يسحره في شكل قط، كي يستطيع أن يعيش في الغابة؛ لأن خوفه من القطط يرعبه ويمنع من ممارسة حياته الطبيعية، فيظل معظم الوقت هارباً في الممرات الضيقة المظلمة، وبالفعل استجاب (...)
(1)
اطلع النخلة.. كلمة عادية ليس فيها ما يخيف، لكن صابر كان يصاب بحالة من الهياج والهلع عندما يسمعها، والسبب أنه كان معتقلا في أحد السجون، وكان الضابط المكلف بتعذيبه يرسم خطا رأسيا بالطباشير على جدر الزنزانة، ويقول له: هذه نخلة.. اطلع النخلة، وهات (...)
(1)
اتصل بي عدة مرات، ثم ترك رسالة عاتبة نصها كالتالي: إيه اللي بيحصل ده؟.. أنا لازم أشوفك حالا، الموضوع خطير.
(2)
ابتسمت في سري، فأنا أعرفه كرجل مخلص ومسؤول كبير سابق، هو ليس صديقي تماما، وليس قريبي تماما، لكنه يعتبر نفسه كذلك وأكثر، وفي كثير من (...)
(1)
عاتبني صديقي القبطان، المخرج سيد سعيد، قائلًا: انت حر يا جمال في تصرفاتك، بس انا عاوز أعرف إجابة عن سؤال محيرني: انت ليه عملت لي بلوك على «فيس بوك»، وبعدين طلبت صداقتي تاني؟
(2)
وعاتبني صديق آخر «يمكن اعتباره ممثلًا لشريحة واسعة من الأصدقاء» على (...)
(تمهيد)
بينما كان الرجل يتضور جوعا، ويجر زوجته من شعرها في الشارع أمام الجيران، الذين يدوسون بعضهم أثناء التدافع نحو عربة صفراء توزع بعض الوجبات و"الكراتين الغذائية".. كان الشيخ الكبير يدعو للتراحم، والرئيس الداعية يبتسم أمام الكاميرا ويحث شعبه على (...)
(1)
إغضب، تَشاءَم، إلعن… لكن لا تيأس.
(2)
عندما كتبت هذه العبارة في ختام أحد مقالاتي قبل شهور، كنت أخشى من نجاح دولة الأشلاء العميقة، في تصدير "زبالتها" السياسية والاقتصادية إلى معنوياتنا، لإصابتنا بإحباط مقصود، وكنت أعلم أنها تخطط لجرنا إلى الخلاء (...)
(1)
الرئيس المعجزة يمنحني أملا جديدا في الكتابة، ودرساً في الإيمان بيقظة الجماهير، فقد كنت أتشكك في اهتمام الشعب بالقراءة وبالسياسة، وتصورت أنهم فقدوا الحماس في الثورة والدولة والعيشة كلها، بعد أن ارتفعت الأسعار لأقصاها، حتى أن سيادته انتظر "رد (...)
(1)
ماذا يحدث في سيناء؟
سيقول الموالي: إرهاب، وجيشنا العظيم يتصدى ويشن حرب تطهير، ويقول المعارض: اضطهاد، وسوء إدارة، ويضيف المتشكك: تواطؤ لإطالة عُمر "الفزاعة" التي تساعد السلطة على إسكات الشعب، ويحذر رجل الأمن: يجب أن تصطفوا على قلب رجل واحد (...)
(1)
المستشار وائل شلبي لم ينتحر، لقد نحروه.. تخلصوا منه داخل الحجز حتى لا يفضح باقي الكبار.. "البكرة هتكر وتجرجر ناس تقيلة أوي"!.. هل من المعقول أن ينتحر مستشار هاديء الأعصاب، لمجرد اتهامه في قضية رشوة، مع أن التحقيقات لم تثبت عليه شيئا بعد؟، وكيف (...)
(1)
أراد السلطان الدموي في مملكة "سيكوستان" أن يهزأ برعيته، ويهيء لنفسه فرصة جديدة لقطع المزيد من الرقاب، والتخلص (بالحيلة) من بعض الفاسدين الطماعين من حاشيته، فقد صاروا يسرقون حتى من المنهوبات التي يضع عينه عليها، وبعد كام منام أوحت له مزولة (...)
(1)
أراد السلطان الدموي في مملكة "سيكوستان" أن يهزأ برعيته، ويهيء لنفسه فرصة جديدة لقطع المزيد من الرقاب، والتخلص (بالحيلة) من بعض الفاسدين الطماعين من حاشيته، فقد صاروا يسرقون حتى من المنهوبات التي يضع عينه عليها، وبعد كام منام أوحت له مزولة (...)
(1)
تبخر الموبايل في معادلة كيميائية عجيبة، تحير الألباب وتدعو إلى الارتياب، ولما حكيت ما حدث مستفسراً ومندهشاً، علقت صديقتي العزيزة الدكتور عبلة البرشومي العالمة والأديبة المقيمة في باريس، لتحذرني من جنون الارتياب، الذي وقع فيه مثقفون معارضون قبلي، (...)
(1)
تبخر الموبايل في معادلة كيميائية عجيبة، تحير الألباب وتدعو إلى الارتياب، ولما حكيت ما حدث مستفسراً ومندهشاً، علقت صديقتي العزيزة الدكتور عبلة البرشومي العالمة والأديبة المقيمة في باريس، لتحذرني من جنون الارتياب، الذي وقع فيه مثقفون معارضون قبلي، (...)
(1)
لا يعنيني أحمد موسى وما يقدمه، فهو مجرد قناع مفضوح يخفي أجهزة بائسة وشخصيات جاهلة، وعهدي به منذ نشأته أنه لا يتكلم مثلي ومثلك.. لأنه مجرد صدى يردد ما يصل إليه، وينطق ما يملى عليه، لهذا أحب دائما أن أزيح القناع لأعرف من يقف وراء البتاع، ومن يغذيه (...)
حبيبتي/
عندما أقول أنني بخير، فهذا لا يعني في الواقع أنني بخير، لكنه يعني أنني أحاول أن أكون بخير، لذلك أدعيه وأتعامل كما لو كان هنا.. أتشبث في "قشة" الأمل، أحاول الظهور بمظهر القادرين على تعديل الاعوجاج، ومواجهة الفساد، والاستمرار في الجهاد اليومي (...)
(1)
مثل كل بيت، لدينا جماعة "منفضين دماغهم"، وفريق مشاكس من "أهل الشر"، ولدينا أيضا "قلب كبير" من أصحاب "النية الحسنة"، وصاحب النية الحسنة في بيتنا، هو الزعيم السابق، الأب الذي كان في شبابه معاديا لعبد الناصر، بحجة أنه ديكتاتور، يتعامل مع خصومه (...)
(1)
كانت السيدة الفاضلة سعاد إبراهيم والدة المواطن عبد الفتاح السيسي تدعو له قائلة: «روح يا ابني ربنا يوقف لك ولاد الحلال، وينصرك على مين يعاديك، ويكفيك شر حاكم ظالم»، ولم تكن الأم الطيبة تعرف أن ابنها المنطوي سيكون هو نفسه الحاكم الذي تدعو الأمهات (...)
(1)
"مصر تستيقظ"
أظنكم تذكرون ذلك المانشيت الذي اجتمعت عليه معظم الصحف غداة افتتاح المؤتمر الاقتصادي، لقد قفز العنوان إلى ذهني بعد مشاهدتي للفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "الجزيرة" عن التجنيد الإجباري في مصر بعنوان "العساكر"، لم أتذكر ذلك التعبير (...)
(1)
* بص احنا نخبط الخبطة الكبيرة، ونلم الموضوع بعدها على طول
– ولو الناس عملت هيصة، والجماعة بتوع مزارع الفراخ تضرروا، هنعمل إيه؟
* خليك تقيل وقلبك جامد، شوية أخبار وشائعات يشتغلوا عليهم العيال بتوعنا، ساعتها الناس هتطلع وتنزل وتلاقي الكلام مش راكب (...)