يتعرض الآلاف بمحافظة الغربية لخطر الإصابة بالأمراض الفتاكة, بعد أن غمرت مياه الصرف الصناعي، الناتجة عن مصانع الكيماويات بمدينة كفر الزيات ومصانع مدينة المحلة الكبرى، العديد من القرى والمناطق السكنية، والتي تحتوي على كميات هائلة من بكتيريا السالمونيلا، التي تؤدي إلى الإصابة بمرض حمى التيفود والنزلات المعوية، والعديد من البكتيريا الأخرى، التي تهدد صحة الإنسان، وتسبب الكثير من الأمراض. في المقابل يتجاهل المسؤولون خطورة الأمر، فارتفعت حدة الانتقادات الأهالي لهم، مطالبين بضرورة تدخلهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن معظم تلك المصانع لم توفق أوضاعها البيئية حتى الآن، وتقوم بالصرف بالشوارع، بعد منعهم من الصرف بفرع النيل، وتحايل أصحاب المصانع على القانون بالصرف في شبكات الصرف الصحي، مما أدى لانسداد الشبكات وتلفها؛ وإغراق الشوارع. ففي مدينة المحلة الكبرى أبدى سكان مناطق "أبو شاهين والجمهورية والزراعة والجندي والمستعمرة" غضبهم العارم لتجاهل المسؤولين استغاثاتهم وعدم الاهتمام بالكارثة البيئية التي حلت بهم، بعد أن غمرت مياه الصرف الصناعي الشوارع، وتراكمت أمام البيوت، محدثة بركًا ومستنقعات، الأمر الذى أعاق حياتهم المعيشية، وتسبب فى صعوبة حركة السير والنقل. وأوضح الأهالي أنهم يعيشون في تلك المعاناة منذ شهور؛ بسبب تأخر فتح وتشغيل وصلات الصرف الصناعي بالمدينة الصناعية الكبرى، وعدم متابعة وتصليح طرمبة الضخ الرئيسية بمحطة الصرف الصناعي الجديدة، مطالبين بتخصيص سيارات لكسح وشفط مياه الصرف الصناعي. كما اشتكى الأهالي أصحاب المصانع إلى اللواء أحمد ضيف صقر، محافط الغربية، عبر فاكسات ومخاطبات رسمية، معلنين عن تضررهم من عدم تشغيل محطة إيجييكو للصرف الصناعي بمنطقة ميدان المشحمة، وعدم استجابة أصحاب المصانع لتركيب وصلات جديدة، تمنع إغراق مياه الصرف الصناعي للشوارع، ولكن دون جدوى. وفي مدينة كفر الزيات يواجه السكان الموت البطيء؛ بسبب نسبة التلوث الصناعي المتفاقمة، بعد تجاوزها النسب المسموح بها دوليًّا، حيث تضم كفر الزيات عددًا كبيرًا من المصانع والشركات، مثل مصانع الكيماويات والمبيدات والأسمدة والمبيدات الحشرية والورق والزيوت والصابون، وحمَّل الأهالي مأساة ارتفاع نسبة التلوث الصناعي في قرى ومدينة كفر الزيات لتهاون جهاز البيئة ومجلس المدينة، مؤكدين أن العديد منهم غادروا منازلهم؛ تجنبًا لمخاطر الإصابة بالأمراض المعدية، التى تسببها مياه الصرف الصناعي التي غمرت شوارع القرى المجاورة للمصانع، في غياب تام للمسؤولين، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة وآثار بيئية خطيرة، مطالبين وزير البيئة بالتدخل العاجل؛ لإنقاذ المدينة من كارثة بيئية وصحية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. تقول الدكتورة مروة نبيه النحاس، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بجامعة طنطا: تحتوي مياه الصرف الصناعي على كثير من الملوثات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية، وصرفها بشكل عشوائي غير منظم يتضمن خطرًا كبيرًا على الإنسان والبيئة والمياه الجوفية. وفي حالة عدم معالجة مياه الصرف الصناعي معالجة جيدة، فستصل إلى شبكات الصرف الصحي، وتسبب تلفًا لها، وقد تؤدي لدمار بيئي وصحي. مشددة على أنه للوقاية من أي أضرار صحية قد تصيب المواطنين؛ يجب إلزام أصحاب المصانع بوقف عملية الصرف الصناعي بالشوارع أو النيل، ومتابعة خطط توفيق الأوضاع البيئية للمنشآت الصناعية التي تقوم بالصرف. فيما أكد المهندس عصام عامر، رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالغربية، أنه تم بالفعل توفيق أوضاع بعض الشركات والمصانع بكفر الزيات والمحلة الكبرى، مع تنفيذ حملات تفتيشية؛ لحصر مصادر التلوث الناتج عن بعض المصانع ومغاسل السيارات ومحطات التموين والخدمة التي تصرف على المجاري المائية أو على شبكة الصرف الصحي، وتسببت في انسدادها وغرق الشوارع بمياه الصرف الصناعي، وتم تحرير مخالفات رسمية للعديد من المخالفين. ومن جانبه قال المهندس رضا الورداني، مسؤول الصرف وجهاز النظافة بالمحلة، إنه تم التنسيق مع مسؤولي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي والصناعي؛ لتخصيص سيارات لكسح وشفط مياه الصرف الصناعي، التى غمرت شوارع المحلة السكنية، وتطهير مواسير الصرف الصناعي؛ حفاظًا على أرواح المواطنين. وأشار إلى أنه تم الدفع بخمس سيارات لشفط المياه من مداخل العمارات وخارجها والشوارع الرئيسية، والاستمرار في متابعة الصرف بالمنطقة، والدفع بفريق الطوارئ أسبوعيًّا بالمنطقة؛ لتطهير المواسير؛ لتلافي وقوع هذه الأزمات في المستقبل، مؤكدًا أنه حصل على إقرارات رسمية من أصحاب المصانع بإيقاف العمل والإنتاج داخل مصانعهم لحين بدء تركيب الوصلات الجديدة وبدء صرف المواد الكيماوية لمصانع الصباغة عبر مواسير الصرف الصناعي الجديد.