شهدت شركة الزجاج الدوائي بالسويس وقفة احتجاجية للعاملين بالمصنع مساء أمس، أعقبها إعلان العمال الاعتصام بمقر الشركة؛ للمطالبة بتطوير الماكينات وتحسين الأوضاع الفنية للمصنع وحمايته من الانهيار وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ عدة أعوام، وحمل العمال لافتات تطالب بذلك. وبحسب شكاوى العمال لم تقم الشركة بالصيانة المطلوبة وتوفير قطع الغيار وتحديث الماكينات كما يجب، وهو ما تسبب فى حوادث شبه يومية، يذهب ضحيتها العمال، فضلًا عن ضعف الإنتاج ونشوب الحرائق بشكل متكرر بالمصنع. تأسست الشركة العربية للزجاج الدوائي عام 1983 بمنطقة عتاقة الصناعية بالسويس كقطاع عام؛ بغرض إنتاج العبوات الزجاجية المستخدمة فى الأدوية ومكملاتها، ثم توسعت إلى إنتاج عبوات زجاجية لأغراض مختلفة، وتصدر غالبية إنتاجها للخارج، ويبلغ رأس مال الشركة 295.1 مليون جنيه. وقال أحمد سليمان، أحد العمال، إن مطلبهم الأساسي هو تجديد المصنع؛ حفاظًا على أرواحهم وكفاءة الإنتاج، وذلك بشراء قطع غيار للماكينات، مع إجراء صيانة للفرن، كما طالب بعقد جمعية عمومية؛ للنظر في المطالب والشكاوى المقدمة من العاملين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة من بدلات وحوافز، فضلًا عن صرف غلاء المعيشة، وتفعيل وعود مجلس الإدارة بصرف المستحقات المتأخرة منذ عام 2014. وأكد أن عددهم أكثر من 700 عامل، وكل مرة يتدخل مسؤول، ويطلب منهم إنهاء الاعتصام، ويعد بالتحدث مع الإدارة في مطالبهم، وبعد إنهاء الاعتصام لا يتحقق أي شيء. وقال محمد سعيد، أحد العمال: مع بداية إعلاننا الإضراب وتنظيم وقفة احتجاجية، اتصلنا بنواب السويس، واستجاب لنا أحدهم، وقبل أن يصعد إلى الإدارة للتفاوض معهم، أكد على وقوفه بجانبنا، ولكن بعد أن خرج من الإدارة، تبدل رأيه تمامًا، بل وأخذ في تهديدنا والتوعد لنا بنفس مصير شركات أخرى تم اقتحامها والقبض على كل العمال فيها، وهو ما دفعنا إلى إعلان الاعتصام بمقر الشركة بعتاقة؛ حتى يتم النظر فى مطالبنا. وأضاف إلى المطالب السابقة زيادة بدل الوجبة من 10 جنيهات إلى 30 جنيهًا، وزيادة بدل طبيعة العمل، وسرعة أعمال الصيانة، حيث إن الشركة تتكون من مصنعين: أحدهما جديد، والآخر قديم ومتهالك، لذا يطالب العمال بتجديده؛ حتى لا يتم الاستغناء عنهم إذا تم إغلاقه، ولا تتكرر حوادث إصاباتهم نتيجة تهالك المصنع. وتابع أن إدارة الشركة التي تتبع قطاع الأعمال العام ترفض تجديد المصنع المتهالك، وأيضًا صرف العلاوات والأرباح المستحقة التي لا تتجاوز 6 شهور على الراتب الأساسي، كما طالبوا بتوفير منظومة علاج، حيث يتعرض العمال بأفران التصنيع لضغط سمعي مرتفع، تسبب في إصابتهم بصمم، موضحًا أن الآلات تصدر أصواتًا تتعدى قدرتها 120 ديسيبل، حسبما ذكرت اللجنة الفنية لفحص المصنع، بالإضافة لمطالبتهم بصرف بدل مخاطر. وشدد على ضرورة تدخل الدكتور عوض تاج الدين، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية لصناعة المستلزمات الطبية، والتي تضم 11 شركة إحداها شركة الزجاج الدوائي، وتشكيل لجنة تقصي حقائق في مخالفات المصنع الجديد الذي تكلف إنشاؤه 500 مليون جنيه، ويضم 3 وحدات لإنتاج الزجاج وفرنًا جديدًا، ولا ينتج بالكفاءة المرجوة منه. ومن جانبه أكد اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، أنه يرفض فكرة الاعتصامات والإضرابات لتحقيق مطالب العمال، وطالبهم بالتحدث مع الإدارة أولًا والتحلي بالصبر؛ لتحقيق مطالبهم؛ لما تسببه الإضرابات والاعتصامات من خسائر؛ لتوقف لعجلة الإنتاج، كما أكد أنه سيتحدث مع الإدارة بشأن مطالب العمال، وسيتم الاتفاق والوصول إلى حل مناسب.