فنكوش الثورة ومصادر القائد اﻹخوانى المخدوع

قبل الساعة (‏08:41) من مساء الجمعة 27 سبتمبر 2019، كان القيادى اﻹخوانى اﻹرهابى «أحمد يحيى مطر» يتحدث بكل ثقة ويقين ويؤكد أنه على علم بما يجرى فى دوائر صناعة القرار فى مصر، وكان يرسل بما يتوهم أنها معلومات صحيحة إلى أصحاب القرار فى التنظيم اﻹخواني، وكذلك إلى أصدقائه المقربين فى رئاسة النظام التركى الحاكم، مبشرًا بأنه لن يأتى صباح السبت إلا بميلاد جديد وفجر جديد لجماعته اﻹخوانية.
فى الساعة (08:14) من مساء الجمعة، أعلن التلفزيون المصرى عن بيان مرتقب للمتحدث العسكري، وأسرع الإرهابى أحمد مطر يسابق الزمن فى كتابة الخبر العاجل ليقول للجميع إنه أول العالمين ببواطن الأمور، وكواليس ما يجرى فى مصر، وقال فى حسابه على «الفيس بوك» إن صديقًًا على صلة بأحد قيادات جهاز سيادى أخبره بأن المتحدث العسكرى سوف يخرج ليقول كلمة أهم ما فيها «التحفظ على بعض الشخصيات وإلغاء حالة الطواريء وإسقاط قانون التظاهر» وأكد مطر لجماعته أن القرارات تتضمن اﻹفراج عن جميع المحبوسين وكذلك من تم القبض عليهم مؤخرًا، وأضاف أن إذاعة (BBC) قالت إن «البيت الأبيض سيعلق على الأحداث فى مصر خلال ساعات».
انتشرت كلمات «أحمد مطر» بسرعة البرق بين مئات الحسابات اﻹخوانية على «تويتر» و«الفيس بوك» واستعدت قنوات «اﻹخوان» للإعلان عن انقلاب عسكرى فى مصر، وتلقى الجميع الرسالة بكل ثقة لأن المصدر هو «أحمد مطر» القريب من رجب طيب أردوغان ودوائر صناعة القرار فى النظام التركى الحاكم، وهو أحد المشاركين فى صناعة القرار داخل التنظيم اﻹخوانى المصرى بالخارج، ويرتبط بكبار رجال الأعمال فى تركيا وعدد من الدول العربية، كما ترتبط زوجته القيادية «أمل خليفة» بأهم القيادات النسائية فى التنظيم الدولى اﻹخوانى باﻹضافة إلى صلاتها الوثيقة بقيادات حركة «حماس».
قرأ إعلامى إخوانى معروف بالفبركة المفضوحة، كلمات أحمد مطر، وقال لمن حوله: «كنت على حق عندما قررت أن أقطع أجازتى من البرنامج وأخرج اليوم فى بث مباشر لمتابعة تطورات الأحداث فى مصر وسوف يكون لى سبق اﻹعلان عن الانقلاب العسكرى الأهم فى تاريخ البلاد، وصدرت تعليمات عاجلة لفرق اﻹعداد فى القنوات اﻹخوانية بالاستعداد بأغانى النصر ومداخلات التهنئة من قيادات مكتب اﻹرشاد، وبعدهم أهم حلفاء الجماعة واستدعاء من يمكن استدعاؤه للحضور إلى الاستوديوهات للمشاركة فى الاحتفال بنجاح الثورة المزعومة»، وقال اﻹعلامى اﻹخواني: «بسرعة يا جماعة أول مداخلة عايز محمد على معايا بسرعة قبل أى حد»، وعايز أهم فيديوهاته نعمل منها فواصل.
خلال الدقائق الستة والعشرين التالية لإعلان القيادى اﻹخوانى «أحمد مطر» عن انقلاب عسكرى فى مصر، كان كل كيان من الكيانات اﻹرهابية يغنى على ليلاه ويكتب بيان التهنئة لشعب مصر والذى يتضمن مطالبه فى المرحلة المقبلة، وسيطرت أحاديث العودة إلى مصر على جميع الهاربين لتنفيذ ما هددوا به من مخططات نشر الفوضى واستهداف قيادات الجيش والشرطة والقضاة واﻹعلاميين وعدد من الشخصيات العامة بدعاوى القصاص المزعوم، وبدأ بعضهم فى التذكير بما تعهدوا به من التوجه إلى مدينة اﻹنتاج اﻹعلامى أولا للسيطرة عليها، وتوجيه حشود أخرى إلى السجون لتأمين خروج قيادات التنظيم اﻹخوانى وحلفائه.
فى الساعة (‏08:41) من مساء الجمعة جاء بيان القوات المسلحة، والتزم الجميع الصمت لما يقرب من 6 دقائق واستمعوا إلى البيان الذى استعرض بعض جهود أبطال مصر للقضاء على جذور الإرهاب وتوفير الأمن والأمان فى البلاد، وأعلن أنه نتيجة للأعمال القتالية الباسلة لقواتنا المسلحة بمناطق العمليات تم استشهاد وإصابة ضابط وتسعة من الجنود أثناء الاشتباك وتنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن على الطرق ومداهمة البؤر الإرهابية.
انتهى بيان القوات المسلحة، وسيطرت حالة من اﻹحباط واليأس على اﻹرهابيين وكان لسان حالهم جميعًا يقول «لقد وقعنا فى الفخ»، وانهمرت التساؤلات على رأس القيادى اﻹخوانى «أحمد مطر» وجاءت إجاباته صادمة للجميع واعترف أن مصدر معلوماته الكاذبة طبيب من أصدقائه يقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وزعم أن هذا الطبيب يمت بصلة قرابة مباشرة لأحد قيادات جهاز سيادي، وقال «مطر» إن المعلومات التى نشرها وصلته فى رسالة خاصة لكنه فوجئ بعدها بدقائق أن نفس النص منشور حرفيًا فى صفحة أخرى وأضاف: «فشعرت بعدم المصداقية فقمت بحذفه على الفور وتساءل قائلا: «هل كانت لعبة أو خدعة أو سهو من صديقى الطبيب أو تسرع منى بالنشر؟»، وتابع: «فى كل الأحوال فإننى لا أجد أى غضاضة فى الاعتذار عما نشرته وعما تلاه من مشاعر وما قد سببه من مشاعر»، ولم يجد الإرهابى «أحمد مطر» مفرًا من حذف رسالته الأولى بما تحتويه من أكاذيب، ثم قام بحذف رسالة الاعتذار بعد أن تلقى مئات التعليقات الغاضبة، وسار على نهجه العشرات من أصحاب الحسابات والصفحات الإخوانية التى نشرت منذ يوم الجمعة 22 سبتمبر 2019، عشرات الأكاذيب حول هروب شخصيات بارزة وعدد من المسئولين ورجال الأعمال إلى خارج البلاد ووقوع انشقاقات وهمية داخل القوات المسلحة والشرطة إلى آخر سلسلة الأكاذيب والشائعات التى تكررت عشرات المرات منذ الثالث من يوليو فى العام 2013م.
وكشف عدد من اﻹرهابيين الهاربين أن صحفى مصرى هارب فى قطر، أسس حسابًا على «الفيس بوك» باسم «لواء متقاعد» بالقوات المسلحة لا وجود له، وكان الحساب يتضمن منشورات يزعم صاحبها أنها معلومات وردت إليه من مصادر على صلة بقيادات الجيش وأجهزة الأمن، وقال إخوانى هارب إن الصحفى الذى لا ينتمى للجماعة يؤسس حسابات وهمية ويزعم أنها لضباط فى القوات المسلحة والشرطة وينشر من خلالها ما يسمونه بالمخدرات الفكرية التى تضر جماعتهم أكثر مما تنفع.
وعلى صعيد متصل، قال القيادى اﻹخوانى الهارب «هيثم أبو خليل» إن الحساب الذى يحمل اسم «يارا علي» كان ينشر معلومات غير صحيحة وتدخل فى باب «التغفيل الجمعى ونشر المخدرات الفكرية»، وكشف الإرهابى الهارب أنه تواصل مع المقاول الهارب «محمد علي» ليسأله عن «يارا علي» التى كانت تظهر باعتبارها كاتمة أسراره والعالمة ببواطن الأمور وأشار إلى أن المقاول الهارب أكد عدم معرفته بها، كما أكد عدد من اﻹرهابيين الهاربين أنهم لا يعرفون من هى «يارا علي» التى نقل عنها اﻵلاف منهم ما كانوا يظنونه معلومات صحيحة ثم تبين أنها أكاذيب وشائعات.
ولم تكن المعلومات الواردة لقيادات «اﻹخوان» هى فقط «المضروبة» ولكن كانت أيضا فيديوهات الثورة الوهمية فى الصعيد «مضروبة»، فلم يكن فيديو التظاهرات المزعومة فى سوهاج يوم الجمعة، سوى تسجيل لمجموعة من المواطنين كانت تشارك فى مولد «أبو النعمان الشبلي»، وتم تزييف الفيديو بإضافة أصوات هتافات معادية للدولة، كما نشرت الهاربة «غادة نجيب» فى صفحتها صور وفيديو لما زعمت أنه مظاهرات فى الأقصر ثم عادت ونشرت ذات الصور من نفس المكان، وقالت إنها مظاهرات فى «قنا»، وتبين بعد ذلك أن المشاهد من فيديو قديم ولا صلة لها بمظاهرات ثورة الفنكوش، وكشف رواد التواصل الاجتماعى أن شخصًا واحدًا يرتدى فانلة صفراء ظهر فى وقت واحد فى فيديو زعمت قنوات «اﻹخوان» فى المرة الأولى أنه لمظاهرة فى الأقصر ثم زعمت فى المرة الثانية أنه مظاهرة فى قنا، ثم زعمت فى المرة الثالثة أنه مظاهرة فى منطقة الوراق بمحافظة الجيزة.
واعترف اﻹرهابى الهارب فى تركيا «ياسر العمدة» بأن قنوات الجماعة اﻹرهابية وصفحاتها نشرت فيديوهات مزيفة وطالب بعدم إذاعة أى فيديوهات إلا إذا كانت مصحوبة بلافتات تحمل تاريخ المظاهرة ومكانها، مشيرًا إلى أنهم فقدوا المصداقية بإذاعة فيديوهات قديمة ومفبركة.
وانتهى فنكوش ثورة سبتمبر وسقطت دعاوى المقاول الهارب المأجور، كما سقطت من قبل جميع دعاوى الفوضى والثورات المزعومة التى أطلقتها جماعة «اﻹخوان» اﻹرهابية وحلفاؤها بعد فض اعتصام رابعة اﻹرهابي.