راسلنى أحدهم ناصحًا بانحراف وضلال يظنه هداية إلى صراط مستقيم، وزعم أن حبه لى يدفعه إلى أن يأخذ بيدى إلى «سفينة الناجين من عذاب الله الذين يسارعون إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين».. وما من سبيل إلى اللحاق بركب «هؤلاء الناجين» سوى أن يكون قلمي ناصرًا نصيرًا لدعاوى التحريض ضد مؤسسات الدولة و«التصفير وخبط الحِلل» بادعاء أنها الشرارة الأولى لما يسمونه ب«ثورة الغضب» و«الحراك الثوري» و»العصيان المدني» وما إلى ذلك من دعاوى الفوضى اﻹخوانية!! قلت للقيادى اﻹخوانى صاحب الرسالة: ولماذا لا تعود إلى مصر وتقود «أنت بنفسك» ما تسميه ب«الحراك الثوري» من الداخل؟! قال: «سوف يتم اعتقالى فور وصولى إلى المطار». وأضاف: «وإذا خرجت من المطار فسوف يتم اعتقالى فى أول مظاهرة تخرج إلى الشارع». قلت: وهل تريد أن يكون قلمي داعيًا إلى مظاهرات ومواجهات مسلحة تقود أصحابها إلى السجون أو الموت ومنه إلى «الجنة» بدلا منك وأنت فى ملاذك الآمن بالحياة «الدنيا الفانية»؟!! ويأتى شهر أغسطس من كل عام، وترتفع أصوات التنظيم الإخوانى وحلفائه بادعاءات وأكاذيب المظلومية وتتكرر دعوات التحريض على العصيان المدنى والتظاهر والتجمهر وقطع الطرق، وتتكرر أحاديثهم عن «الجنة» التى تنتظر من يسقط قتيلاً فى مواجهات مسلحة أو «الجنة» التى تنتظر من يسمونهم بالصابرين الصامدين فى السجون داخل مصر!! أما قيادات التنظيم اﻹخوانى وأثرياء الكيانات الحليفة فهم يتقاتلون على الأموال والمناصب والمكاسب والمغانم ويبحثون عن الرفاهية والاستقرار فى مدينة اسطنبول ويتكالبون على الجنسية التركية بقرارات استثنائية، ومن لم تتحقق له أحلام الحصول على القرارات الاستثنائية، أسرع إلى البحث عن وسائل أخرى تحقق له الاستقرار فى ملاذ آمن. فى الأسبوع الأول من فبراير للعام 2019، قدمت قيادات إخوانية مصرية فى تركيا طلبًا لمنح الجنسية التركية ل (60) من صفوة أعضاء الجماعة بموجب حق رئيس الدولة التركية ورئيس الوزراء فى استثناء المتقدمين للحصول على الجنسية من الشروط التى حددها القانون، وذكرت العناصر اﻹخوانية أن هذا الاستثناء تم استخدامه فى منح الجنسية لمن يسمونهم ب«العلماء السوريين»، وتم إعداد قائمة أخرى تضم (119) إخوانيا هاربا فى تركيا كانوا يرغبون فى الحصول على الجنسية. وقال أحدهم للقيادى اﻹخوانى المصرى الهارب صابر أبو الفتوح: «واللى مش إخوان إيه ظروفهم.. أعرف ناس كتير غير منتمين لفصيل سياسى وعليهم أحكام ومطاردات» وجاء رد «أبو الفتوح» قائلاً بالحرف الواحد: «مالناش علاقه بيهم خليك فى نفسك».. وقام قيادى من أحد الكيانات الحليفة للتنظيم اﻹخوانى بإعداد قائمة أخرى تضم أسماء (550 إرهابيًا مصريًا هاربًا)، وتم التواصل مع الرئاسة التركية وحصلوا على موافقة من حيث المبدأ على منحهم إقامة لمدة خمس سنوات .. لكن جاءت المفاجأة بعدها بيومين، وتم إلغاء القرار بتوصية من القياديين «محمود حسين» و»صابر أبو الفتوح»، وطلبوا من السلطات التركية عدم قبول أى طلبات غير معتمدة من «جمعية رابعة» التى تمثل التنظيم اﻹخوانى رسميا فى تركيا، ومن هنا بدأ الهاربون المغضوب عليهم فى اﻹعداد لتكوين تجمع آخر يتحدث باسم الهاربين المصريين بعيدا عن الكيانات اﻹخوانية، بينما قرر آخرون التفكير فى الهروب إلى دول أخرى. وظهر فريق ثالث نجح فى تحقيق ثروات باسم الدين والثورة وقرر أن يسلك طريقا آخر للحصول على الجنسية التركية واختاروا الاستفادة من تعديل اللائحة التنفيذية لقانون الجنسية، والمنشور بقرار فى الجريدة الرسمية التركية بتاريخ اﻷربعاء 19 سبتمبر 2018 وتضمن التعديل منح الجنسية لمن يشترى عقارًا بقيمة 250 ألف دولار أمريكي بدلًا من مليون دولار على الأقل، وقام هؤلاء بتحقيق الشرط المطلوب للحصول على الجنسية وتحققت لهم أحلام الاستقرار. ومع بداية النصف الثانى من العام 2019، تجددت مخاوف اﻹرهابيين المصريين الهاربين الذين لم يحصلوا على الجنسية التركية بعد موجة الهجمات المتكررة التى استهدفت السوريين الهاربين فى اسطنبول وكذلك ارتفاع الأصوات التركية الداعية إلى طرد اﻹرهابيين العرب من كافة أرجاء البلاد، وحاولت قيادات إرهابية مصرية بث روح الطمأنينة بين صفوف الهاربين فقرروا توجيه الدعوة إلى ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب «العدالة والتنمية» التركى الحاكم، ليتحدث بنفسه إلى رموز اﻹرهابيين المصريين. مساء السبت 20 يولية 2019، كان اللقاء المنتظر وألقى أقطاي كلمة تحت عنوان: «الوضع السياسى فى تركيا وتداعياته على العرب بعد الانتخابات البلدية الأخيرة»، وأجاب عن بعض أسئلة الحاضرين فى الجلسة الأولى، التى أدارها القيادى اﻹخوانى المصرى الهارب «عمرو دراج «، بينما أدار الجلسة الثانية الحوارية، القيادى المصرى اﻹرهابى «مصطفى البدري». وقال ياسين أقطاي: إن «عدد اللاجئين السوريين زاد فى إسطنبول بشكل كبير، وهم يمارسون أعمالهم بشكل عشوائى بات واضحًا للشعب التركي، خاصة بعد زيادة نسبة البطالة بين الأتراك، مما جعلهم يوجهون اتهامات للاجئين السوريين»، وأوضح «أقطاي» أنه رغم التهديد الرسمى بإيقاف الدعم عن اللاجئين السوريين، إلا أن المجتمع المدنى هو النشط فى دعم السوريين، وزعم أن اللاجئين لن يتأثروا بقرارات رؤساء البلديات بشأن وقف الدعم. قال «أقطاي»: إن «الحزب المعارض فى كل دول العالم يعتبر حزبًا يساريًا، ويكون دومًا مع حقوق اللاجئين، لكن فى تركيا وقفت الأحزاب المعارضة ضد اللاجئين، وحرضوا الناس بطريقة شعبوية ضدهم، وفى النهاية نحن دولة ديمقراطية تلتزم بآراء شعبها».. أى أنه واستجابة لمطالب الشعب يتم طرد السوريين من تركيا. وأضاف قائلا: إنه «يوجد إهمال فى تنظيم اللاجئين السوريين بإسطنبول». وحول من وصفهم ب»اللاجئين المصريين»، قال «أقطاي» إن عددهم لم يتجاوز 15 ألفا، ولا يقارن بالعدد الكبير للجالية السورية، وزعم أنه «لن تطبق عليهم القرارات». خرج ياسين أقطاي من قاعة الندوة دون أن يقدم إجابات شافية عن العديد من التساؤلات الحائرة، وكان السؤال الأهم لدى جميع الحاضرين: وماذا نفعل إذا سقط نظام أردوغان؟!! وفى زحام المعارك والصراعات اﻹخوانية وحالات الخوف والترقب، ظهر اﻹخوانى الهارب «أحمد المغير» المعروف بلقب «فتى خيرت الشاطر» وظل يدعو المصريين إلى الجهاد والاستشهاد ثم ظهر بعد أيام من دعواته التحريضية وهو يلهو ببضعة أسماك نجح في اصطيادها خلال رحلة بحرية من رحلات الترفيه التى يتمتع بها الهاربون الداعون إلى المواجهات المسلحة داخل مصر!! ولا تزال صراعات المكاسب والمغانم اﻹخوانية فى «الدنيا الفانية» مستمرة، ولا تزال دعوات الجماعة اﻹرهابية تتكرر وتطالب المخدوعين فى مصر بالعمل والسعى للتظاهر والتجمهر والدخول فى مواجهات مع مؤسسات الدولة للفوز ب«جنة» اﻵخرة!!