كانوا بالأمس القريب يقولون إن التنظيم اﻹخوانى جماعة ربانية تقودها قيادات مُلهَمة ترى بنور الله وتهتدى وتقتدى بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واليوم تتصاعد الخلافات اﻹخوانية ويتحرك رماد المعارك وتشتعل نيران الصراعات من جديد ؛ فتلتهم أستار الهرم القيادى وتتناثر الأسرار وتتطاير الحقائق فى فضاء التواصل الاجتماعى، وتتكشف عورات الجماعة اﻹرهابية بلسان سدنة التنظيم وربائبه. يكتب كاتم أسرار التنظيم اﻹخوانى و«صندوق الجماعة اﻷسود» القيادى مجدى شلش، وصفا لقيادات جماعته، فكشف بعضًا من حقيقة قرنائه وقال: «الكل مشغول بنفسه وبعمله، الكل فقد الثقة فى الكل، حياة صعبة أليمة مقيتة، ترى من العلماء من يعيش لذاته ومجده، فإذا جمع شيئا فلنفسه، وإذا أقيمت له مؤسسة فهو الأحق بها وأهلها، لا يشارك فيها من قد يدمر مستقبله الشخصي، واسمه الجلي، ورأيه اللدني»، وأضاف: «أَلعَن مثل هؤلاء العلماء الذين طفوا على السطح فى وسائل الإعلام كالرمم، وتنعق ألسنتهم بالشورى والمؤسسية وهم أكفر الناس بها، إذا اجتمعوا تفرقوا، وإذا افترقوا تنابذوا بالألقاب ويظهر كل واحد سوأة أخيه، أليس هؤلاء العلماء المناكيد قتلة بتفرقهم وتشرذمهم؟!». كان القيادى اﻹرهابى مجدى شلش، يتولى منصب نائب رئيس اللجنة اﻹدارية العليا التى تسلمت مهام مكتب اﻹرشاد اﻹخوانى الذى تمزقت أوصاله وانفرط عقده بعد فض اعتصام رابعة اﻹرهابي، وشارك فى قيادات العمليات اﻹرهابية قبل هروبه من مصر وأطلق المزيد من فتاواه الدامية بعد هروبه إلى ملاذه اﻵمن، وتطاولت به أضغاث أحلام الفوضى والخراب والدمار، وحلق بخياله إلى أوهام العودة اﻹخوانية إلى حكم مصر.. وفجأة سقط بسرعة البرق الخاطف إلى سحيق الصراعات التنظيمية وراح يفضح جماعته ويكشف حقيقة ما يجرى فى الكواليس. يقول مجدى شلش عن أحوال أثرياء ومُترفى التنظيم اﻹخوانى الهاربين فى الخارج: «كل فى حاله، لا يشغل نفسه بأمر الشباب ولا العلماء الذين لم يجد بعضهم قوت يومه فى الخارج، أكلوا وشربوا وتنعموا على دماء الشباب، لا تسمع لهم صوتا إلا فى مخروبات الإعلام، وأبواق البيانات، والاستيلاء على المؤسسات التى لم تُبن من كدهم أو عرقهم». نشر القيادى اﻹخوانى مجدى شلش مقاله الفاضح بصفحته على «الفيس بوك»، فى العشرين من فبراير لعام 2019، وقال عن كواليس التنظيم اﻹخوانى المصرى فى تركيا : «رأيت فى تركيا العجب العُجاب من طواغيت الرأى والهوى، من الشرعيين والسياسيين والإعلاميين، ما أخذوه على غيرهم غرقوا فيه إلى آذانهم.. بُعد وإقصاء باسم المصلحة، وفلان يتكبر على فلان، وفلان مش قابل فلان، وبعد ذلك نتباكى أمام السفارات، ونتباهى بحسن الكلمات، ألا يستحق هؤلاء اللعن؟!»، وأضاف «شلش»: «إذا دعوت إلى الوحدة والأخوة فأنت متهم بحب التصدر، وإذا دعوت إلى الرؤية وحسن التخطيط وجمع الهمم، فأنت متهم بالفزلكة على الغير، أو أنت محسوب على فكرة العنف والقتل، نفوس غليظة، وعقول مريضة، وقلوب ميتة، ألا يُلعن مثل هؤلاء»، وتابع قائلاً: «كدت أفقد الثقة فى أصحاب مالوا إلى تلميع أشخاصهم، والزَهو بأنفسهم وتاريخهم، صيروا كل شيء لذواتهم، ومنعوا خير الله الذى وصل إلى أيديهم عن إخوانهم، بل بعضهم أغلق بابه عن رؤيتهم، واستكبر عن مجالستهم، واعتكف عن مقابلتهم، أهؤلاء إخوان أم أعداء.. أهؤلاء أصحاب أم ذئاب؟!.. ألا يستحق مثل هؤلاء اللعن؟ ألا لهؤلاء نصيب فى القتل؟! أكد مجدى شلش أن زمرة القيادة يتاجرون بشعارات نصرة الدين والثورة، وقال: «هل يُرجى من هؤلاء نصرة لدين، أو قيامة جديدة لثورة؟!.. وأضاف: «لا تراهم إلا صرعى المناصب والكراسي، والمنظرة الكدابة، والفشخرة والأنفة الفارغة». وأطلق «شلش» نداءً صريحًا للكوادر الشبابية فى التنظيم اﻹخوانى وطالبهم بالابتعاد عن الجماعة وظواهرها الكاذبة وقال: «يا شباب... لا يغرنكم صلاح بعض الزهاد شكلا، والعقلاء اسما، والفضلاء لقبًا، ما لم يعيشوا الدعوة.. أخرجوهم من حسابكم، وكبروا عليهم وصلوا عليهم صلاة الجنازة فهم من الأموات وإن انتفخت بطونهم.. وإن كثر الحمقى من أتباعهم». واختتم «مجدى شلش» مقاله ؛ بنصيحة لأعضاء الجماعة ومن سار على دربهم وقال: «لا تجعلوا للمناصب ولا لطاغوت الهوى والرأى سلطانا عليكم ..لا تقعوا فى مزالق غيركم». وبالتزامن مع تحذيرات القيادى اﻹخوانى مجدى شلش، أرسل اﻹرهابى الهارب فى السودان «محمد جادو» رسالة إلى أعضاء جماعة «اﻹخوان» قال فيها: «اتركوا قيادات الإخوان تعوى كما تشاء.. اتركوهم لمصالحهم الشخصية.. اتركوهم للمال وللتجارة باسم الدين وباسم الدم.. اتركوهم لعنجهيتهم وشرعيتهم والكرسى الذى ما زالوا يحلمون به.. فلنكن لأنفسنا وبأنفسنا فلننقذ ما تبقى». وعلى صعيد متصل طالب القيادى اﻹخوانى إبراهيم الزعفرانى، باتخاذ خطوات جادة نحو حل التنظيم اﻹخوانى العالمى المعروف باسم «التنظيم الدولي» وأكد الزعفرانى فى رسالة عبر «الفيس بوك» بتاريخ الثانى من مايو 2019، أن العديد من الكيانات والجاليات اﻹسلامية فى الخارج التى كانت مرتبطة بالتنظيم اﻹخوانى الدولى أعلنت استقلالها عنه فعليا، وقال الزعفرانى : «هذا التنظيم الورقى يا سادة ليس له مثيل فهو عابر لسيادات الدول الحديثة، وهذا غير مسموح به، أن يكون لغير أبناء أى دولة سلطة على مواطنى أى دولة أخرى، وأضاف: «التنظيمات العابرة لسيادة الدول الموجودة حاليا هى تنظيم (القاعدة) و(داعش) وغيرها»، واختتم الزعفرانى رسالته قائلا : «كفانا مكابرة وإنكارا لما يُحاك لنا وكفانا عجزا عن اتخاذ القرارات الحاسمة فى الأوقات المصيرية». ولا تتوقف الرسائل الكاشفة والفاضحة ويستمر الفشل اﻹخوانى وتتساقط أقنعة المتاجرين بالدين والثورة، وننتظر المزيد من مشاهد القفز من سفينة «اﻹخوان» الغارقة.