الفقر أحيانًا جريمة فيا أغنياء الوطن اتحدوا.. مقولة قد تبدو صادمة ولكنها شديدة الواقعية حين نتحدث عن فقراء الفكر والإبداع ومحدودى العطاء فى شتى المجالات وليس قطعًا فقراء المال وملح الأرض من أهلنا الطيبين فى أرضنا الطيبة فهُؤلاء هم أصل الحياة ذاتُها..!! الفقراء الذين أقصدهم هم من أفسدوا علينا مؤخرًا متعة الاستمتاع بالحياة وحرمونا من هذا الإبداع الراقى الذى تربت عليه أجيالٌ وأجيال فأشاعوا بيننا كذبًا وبهتانًا أن ما يقدمونه من فن هابط ودراما رديئة وممارسة صحفية روتينية وإعلام مُمل سخيف وفكر مبتذل لا عمق فيه ولا محتوى هو ما يطلبه الجمهور اليوم ويُقبل عليه فى محاولة منهم لفرض وجودهم بالأمر الواقع لا لشىء سوى لافتقارهم لكل عوامل الإبداع وعجزهم عن تقديم أعمالا مميزة يُخلدها التاريخ وترسخ فى وجدان وذاكرة الوطن وأهله. نعم الفقر جريمة حين يصبح ظاهرة طاغية على كل مناحى الحياة الفكرية وكل ما يتعلق بالعقول وتربية الوجدان والحس وحين يسيطر بهذا العنف والفجاجة على عقول الصغار دون أن يراعى أن هناك اجيالاً شابة تتربى وتتغذى أرواحها الناشئة على هذه البذاءة وتلك القيم الضحلة التى يقدمونها جهلاً وفقرًا منهم وعجزًا عن تقديم الأعمق، والأفضل وهو ما سينعكس سلوكيًا وحضاريًا لا محالة على شكل الوطن ككل عما قريب فما نزرعه اليوم سنحصده غدًا مُرًا حين يطغى العنف أكثر وأكثر وتسود بيننا سلوكيات شاذة لم نعتدها من قبل فى أرضنا الطيبة فكيف لضمائرهم أن تفعل ذلك فقط من أجل المال والشهرة الزائفة ولماذا لا ينظرون إلى أنفسهم فى المرآة ولو لمرة واحدة ليعلموا كم هم مزيفون وفقراء ولا حول لهم ولا قوة...!! فقراء العطاء أيضًا لهم نصيب فيما نحن فيه حتى وإن كانوا من المُبدعين وأهل الخبرة والتميز حين تواروا وابتعدوا عن المشهد (إلا من رحم ربى ) بحجج واهية لا قيمة لها ولا وزن فحين بتعلق الأمر بمستقبل الوطن وأجياله يصبح الانسحاب خيانة عظمى فحين انسحب هؤلاء تركوا المجال لفقراء الفكر وأشباه المثقفين وأجلسوهم على منصات ومنابر لا يستحقون أن يكونوا عليها أبدًا وما كانوا ليرتادوها لولا أن أهل الإبداع قد تركوها خالية فدانت بكل يسر ودون عناء لهؤلاء المرتزقة الذين أشاعوا بيننا كل ما هو ردىء وحولوا مجتمعنا الأصيل بقيمه وتراثه إلى مجتمع هش يثور لأتفه الأمور ويسير خلف الشائعات ومروجى الفتن ويغفل عن قضاياه المصيرية الهامة.. لماذا تركناهم ينتصرون دون حرب؟ ولماذا لا نرفع راية الجهاد ضدهم قبل أن ننسى أننا كنا يومًا قريبًا منارة للفكر والريادة والإبداع..؟!! يا مُبدعى مصر فى شتى المجالات الفكرية اتحدوا وأعلنوا الجهاد المقدس ولتكن حربًا على هؤلاء الفقراء ومن يروج لهم ويتغاضى عن فسادهم وإفسادهم فى الأرض فغدًا سنتذكر جيدًا ويُذكرنا الأبناء والأحفاد أننا قد عشنا فى هذا الزمن ولم نقدم الغالى والنفيس من أجل إصلاحه حتى بأقل القليل.. أيها المبدعون استيقظوا وأعلموا أن إبداعكم منحة من الله سيحاسبكم عليها وأن خيركم من تعلم العلم وجاهد كى يعلمه حتى نسد منافذ الشيطان ونحرم هذه النخب الفقيرة فى كل شىء من أن تتصدر مشهد حياتنا بهذه الوقاحة ونحن جالسون نعض على الأنامل من الندم، فهذا وطن على المحك وتلك أجيال ناشئة ستدعو لنا أو علينا يومًا قريبًا.. اللهُم قد بلغت اللهُم فأشهد.