حين غابت الثقافة واندثر الجمال والفن نثر أهل الظلام بذور التطرف السوداء في أرضنا التى أهملناها طويلا فنبت هذا الشيطان الأرهابي البغيض في عقول الضعفاء والمغيبين ..!! شمس علي نوافذ مغلقه ... اقتبس هذا الأسم من كتاب شهير تم تأليفه بأيدى شباب عربي ليبي في اعقاب ثورة ليبيا ووصول المتأسلمين السياسين الى الحكم وكيف عبَر هذا الشباب المُبدع عما وصلنا اليه من ضحاله في الفكر العربي الصحيح وكيف تسلط اصحاب الفكر المتطرف على المشهد الفكرى وعلى عقول البسطاء وكيف سمحنا لخفافيش الظلام تلك ان تلتهم عقول ابناؤنا وتحولهم الي اشباه بشر بقلوب قاسيه وعقول غائبه ... !! حين يخفُت النور يسود الظلام .. اليوم وانا اتابع فعاليات المؤتمر الدولي الرابع حول دور الفكر والفن فى مقاومة التطرف ووسط نخبه من عمالقة الفكر والحداثه والفن في معظم اقطار العروبه وجدتني اتسائل ... كيف وصلنا الي هذه الدرجه المهينه من الغفوه بل والغيبوبه الفكريه ولدينا مثل هؤلاء المفكرين المبدعين وتلاميذهم واقرانهم في شتى بقاع الوطن العربى ... كيف انتشر الظلاميون بيننا وتسللوا الي وجدان الأمه ليضربوا حضارتنا وتسامحنا ووسطيتنا السمحاء عبر العصور والتاريخ . هل هو دور الدوله التى اهملت غرس هذه المفاهيم السويه في عقول الاطفال في المدارس الابتدائيه منذ نعومة اظافرهم ليغلفوا تلك العقول الناشئه بغلاف من النور يحميها من اى اختراق او تلوث فكرى .. هل هو دور رجال الدين وحدهم حين قرروا او اريد لهم عمداً او جهلاً ان تقتصر وظيفة دور العباده علي مجرد ممارسة الشعائر والصلوات دون ادنى مشاركه حقيقيه وفعاله فى نشر الفكر السليم وتفسير المفاهيم الملتبسه ليجنبوا البسطاء من السقوط فى فخ التغرير بهم بإسم الدين .. هل هى خطيئة الأعلام ورجاله وهل التطرف الفكرى سبباً ام نتيجه .. هل نحن امه الي زوال فكرى حقاً ام ان مايحدث لنا هو حدث عارض سرعان ما سينتهى كالكابوس المزعج لينهض مثقفي الامه ومبدعوها ورواد التنوير ليضيئوا جنبات الوطن من جديد بالفكر والفن والجمال والنور ..! في بلدان عربيه شابه فتيه يتجاوز الشباب فيها نصف الحاضر ويشكل كل المستقبل هل يجوز ان نظل نتحدث بلغة " كنا " ام آن الاوان لأن نصنع لأنفسنا ولأجيالنا القادمه لغة " سنكون "... هل نتوقف الان عن التحجج بالظروف الاقتصاديه والسياسيه وتأثير عوامل الداخل والخارج والمؤامرات وغيرها ونتذكر فقط كيف صنعنا مجدا ثقافيا عظيما في خمشينيات وستينيات القرن الماضى في ظروف اكثر قسوه وفقرا مما نعيشه وكيف كان لدينا عظماء في الادب والفكر والغناء والسياسه وشتى فروع العلم والمعرفه فهل نحن عائدون ام سنستمر طويلاً في هذا الشتات المهين الذى لا يليق بأمة العروبه صاحبة التاريخ والحضاره والرياده عبر العصور والقرون ..!! لتكن البدايه من هنا من ارض الاسكندريه عروس البحر المتوسط ومنارة العلم والثقافه عبر التاريخ القديم والحديث ومن مكتبتها العريقه التى كانت وستظل دائماً مهداً للفكر والأبداع وليخرج من ارضنا من جديد مفكرون عظماء يعيدون لهذا الوطن العربي مجده الزائل وثقافته المميزه ولنعلنها للعالم بان مصر الحضاره ستقهر ارهاب الفكر بالفكر والغناء والفن والادب والخطاب الدينى الوسطى السمح اسلامياً ومسيحياً ... حفظ الله مصر الوطن ومثقفيها العظماء .. بالفكر نستطيع .