يا عهد التميمى، يا وردة القدس وياسمين عكا، وبرتقال يافا، وصبر غزة، وتفاح عسقلان.. يا قمر فلسطين والأمة والحرية... أنتِ العهد والوعد والتحدى والمجد والإرادة.. أنتِ الأمل والمستقبل والانتصار القادم من رحم المستحيل.. أنتِ الوعد والعهد والوفاء والإصرار والبقاء والعناد والرباط واليقين... أنتِ... أنتِ فلسطين... نعم أنتِ فلسطين، وفلسطين أنتِ.. أنتِ يا بنتى.. يا حبيبتى، يا مهجة قلبى، وحنينى إلى وطنى وجدران زنزانتى!! أنتِ شمس فلسطين ونهارها وفرحها وإصرارها وعنادها وكبرياؤها وصبرها.. يا عهد أنتِ إرادة وقضية شعبٍ لم ينكسر.. ولن ينكسر.. وسينتصر، حتمًا سينتصر، نعم سينتصر... أنتِ يا شقراء الضفائر، يا زرقاء العيون، يا جميلة القَسَمَات وحُلُوة الطَّلَّة.. يا زرقاء اليمامة وعروس الوطن.. يا قمر فلسطين وعنوان الحياة وزيتونة البقاء وحورية الحوريات.. أنتِ عناد شعبٍ لا يعرف الهزيمة.. وإرادة ثورة وبركان غضب لا ينطفئ.. يا عهد.. لك المجد فى زنزانتك الكئيبة السوداء البغيضة.. والعار كل العار لعدوك وعدونا.. العار لسجانك وسجاننا... العار للقادمين من التيه والجيتو والخرافات والأساطير الكاذبة.. لك المجد يا عهد وأنتِ ابنة الحقيقة والحضارة والتاريخ وقدس الأقداس والماضى والحاضر والمستقبل.. لكِ المجد والقيد فى يديك.. وأنتِ الحرة الأبية القديسة المَريَميَة الفاطمية العربية الكنعانية، أيقونة الثورة والعزة والشرف والمجد والحرية.. أمَّا عدوك وعدونا فهو السجين والكسير والأسير والغريب والطريد.. أنتِ المنتصرة، وهو المهزوم الذليل المنكسر الضعيف الهزيل.. لك المجد يا حبيبتى، يا طفلتى البريئة، فأنتِ الصلابة والشموخ والطهارة والبراءة والكرامة.. وأنتِ التحدى والعهد والمجد والإرادة والشموخ والإباء والعناد والكبرياء.. أنتِ الفجر والنصر القادم من حُلكة وسواد وعتمة الزنازين، وقهر المحتلين والمستعمرين والمستعربين.. واعذرينا يا عهد يا أيقونة فلسطين.. اعذرينا على غياب أمتك، وانشغالها بأحوالها وأوهامها وأوجاعها... اعذرينا، فأنتِ تدافعين عن القدس والأقصى وفلسطين نيابةً عن مليار ونصف المليار مسلم.. اعذرينا... فالأمة منشغلة الآن، ولا وقت لديها من أجل كنيسة القيامة، وطريق الآلام ودرب الجلجلة.. لا وقت لديها من أجل القبلة الأولى ومسرى الرسول ووطن القداسة.. أمة المليار يا عهد مشغولة... منشغلة... مستنزفة... ممزقة... تعيش فى ثنايا التيه والفتنة الكبرى... تقف عاجزة أمام شرذمة من شُذَّاذ الآفاق...!! عهد.. يا حفيدة عمر بن الخطاب والناصر صلاح الدين الأيوبى وعز الدين القسام وياسر عرفات.. يا بنة البندقية والثورة الصادقة الأبية... اصمدى يا صغيرتى يا مريم الفلسطينية.. فأنتِ منذ اليوم فلسطين... كنتِ قبل ذلك فلسطين.. أصبحتِ منذ اليوم فلسطين.. فأنتِ عهد فلسطين.. وفلسطين عهدك وعهدتك... فلسطين الماضي فلسطين الحاضر فلسطين المستقبل فلسطين النصر والمجد والعهد والوفاء فلسطين التحدى والصبر والرباط فلسطين التضحية والعطاء والفداء كان اسمك فلسطين، أصبح اسمك فلسطين، سيبقى اسمك فلسطين.. ستبقين يا عهد فلسطين، وستكسرين جدران زنزانتك.. أما هم فسيرحلون إلى حيث جاءوا.. من السراديب السوداء، والأوهام والخرافة واللعنة الأبدية.. سيرحل الغرباء وشُذَّاذ الأفاق، إلى الجيتو والتيه والتشرد والأكذوبة حيث كانوا.. أما أنتِ يا بنة كنعان، فستوقدين التنور، وتخبزين الخبز، وتشعلين الشمع، وتعدين القهوة.. وستستقبلين الفرسان العائدين من المنافى البعيدة والقريبة.... وستفرحين وسيفرحون وسيندحر الغزاة، إلى حيث لن يعودوا هنا أبدًا.. وستبقى هذه الأرض لنا.. سيبقى هذا الوطن لنا.. وستبقين أنتِ هنا، وستستقبلين أفواج الفاتحين... وتغنون للنصر والفتح والمجد والعهد.. ستغنون للشهداء فرسان الحرية، وللأسرى الأحرار، وستصنعون أوسمةً للنصر والحرية والاستقلال من جراح الأبطال، وخيوط البنفسج والياسمين... يا زرقاء اليمامة... يا جميلة الطلَّة.. يا عروس المتوسط وفلسطين... لكِ المجد يوم ولدتِ، وحيثما كنتِ، وكيفما صبرتِ.. لكِ المجد صباح كل يوم تستقبلين فيه نور الفجر وتسلل شعاع الشمس، وتنتظرين قدوم الفرسان من خلف النهر وشواطئ البحر وسفوح الجبال وخنادق الثوار.. لكِ المجد وأنتِ تسخرين من المحتل الغاصب... والمجد كل المجد لمن أنجبك، ولمن أرضعتك، ولمن علَّمك.. المجد كل المجد لأبيك وأمك وعائلتك وشعبك ووطنك وأرضك المقدسة.. المجد لفلسطين التى هى أنتِ ووعدنا وعهدنا أنَّ النصر قادم وأنَّ الفرح قادم وأنَّ عدونا المتوحش لابد له أن ينكسر، وينهزم، ويرحل بعيدًا.. بعيدًا خلف سواحل المتوسط.. موعدنا ياصغيرتى القدس، وساحات الأقصى، ودرب الآلام، وأجراس القيامة.. موعدنا.. أن ترفعى علم فلسطين على أسوار القدس ومآذن القدس.. وكنائس القدس.. وتحققن حلم الزعيم الخالد، الذى مضى شهيدًا نحو الجنة والشمس والمجد وهو يقول: مازال حلمى لم يكتمل.. ولن يتحقق حلمى إلا بك يا قدس.. وسيرفع شبل من أشبالنا، وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس، ومآذن القدس، وكنائس القدس... لن يتحقق حلمنا إلا بحريتك وانتصارك يا عهد وحرية القدس والأقصى وفلسطين، ورحيل الغزاة المجرمين.. ستنتصرين، وسننتصر، وسنوقد شعلة ثورتنا فى ساحة باب العامود، وأمام أبواب القدس العتيقة والبلدة القديمة وسترفعين علم فلسطين، وتحققين الحُلُم.. وسينتصر دمنا أمام سيف وجبروت ونازية السجان النازى الملعون.. وستكونين عهد فلسطينوالقدس والأقصى وكنيسة القيامة.. وستشعلين تنَّور الفرح والنصر، وتخبزين حلوى الانتصار، وتصنعين القهوة، وتستقبلين أفواج الفاتحين المنتصرين القادمين نحو وعد الله... وعد الآخرة... وسنغنى جميعًا للفرح والنصر والحرية.. وسترفعين يا زهرة فلسطين، زهرة ياسر عرفات شارة النصر، وعلم الحرية والمجد والاستقلال فوق مآذن القدس وأسوار القدس وكنائس القدس... لكِ المجد، كل المجد، يا ابنة المجد والعهد والوعد والوفاء والرباط والصمود والثبات واليقين.. عشتِ يا حبيبتى، وعاشت فلسطين حرة مستقلة... سياسى / مفكر ومؤرخ فلسطينى رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، وعضو المجلس الوطنى الفلسطينى