تفوق للجانرز.. تاريخ مواجهات اليونايتد وأرسنال في الدوري الإنجليزي    "قلبه كان حاسس".. منشور غريب من تيمور تيمور قبل وفاته    إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    البورصة المصرية تربح 14.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي السفير الياباني والممثل الرئيسي لهيئة التعاون الدولي اليابانية «جايكا»    مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتدعو الدول لعدم المشاركة في الجريمة النكراء    وكيل الأزهر ووزير الثقافة.. غدًا تكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي 2)    طقس يوم الاثنين .. حار نهارا ونشاط رياح يلطف الأجواء والعظمى بالقاهرة 35 درجة    حماة الوطن: بدأنا استعدادات مبكرة لخوض انتخابات النواب..وانتقاء دقيق للمرشحين    شرم الشيخ للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" في دورته 10    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    الأمم المتحدة: مقتل 1760 من الباحثين عن المساعدات    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    المجلس الوطني الفلسطيني: إدخال الخيام في غزة «مؤامرة ومقدمة للتهجير»    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟    أزمة الراتب.. سر توقف صفقة انتقال سانشو لصفوف روما    رئيس هيئة قناة السويس يوجه بصرف مليون جنيه دعما عاجلا لنادى الإسماعيلى    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    مدير عام الطب البيطري سوهاج يناشد المواطنين سرعة تحصين حيواناتهم ضد العترة الجديدة    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    عاجل| قرار وزاري جديد بشأن عدادات المياه المنزلي والتجاري    أمن قنا يكثف جهوده لضبط مطلقي النيران داخل سوق أبودياب    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    نقيب السكة الحديد: 1000 جنيه حافز للعاملين بالهيئة ومترو الأنفاق بمناسبة المولد النبي    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    انطلاق العرض المسرحي «هاملت» على مسرح 23 يوليو بالمحلة    25 باحثا يتناولون تجربة نادي حافظ الشعرية بالدراسة والتحليل في مؤتمر أدبي بالفيوم    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة NILE وتنجح في أول تغيير لصمام أورطي بالقسطرة بالسويس    «يوم أو 2».. هل الشعور بألم العضلات بعد التمرين دليل على شيء مفرح؟    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    الأونروا :هناك مليون امرأة وفتاة يواجهن التجويع الجماعي إلى جانب العنف والانتهاكات المستمرة في غزة    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    إصلاح الإعلام    ما الذى فقدناه برحيل «صنع الله»؟!    7 بطاركة واجهوا بطش الرومان وقادوا الكنيسة المصرية ضد تيار الوثنية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    «ميلعبش أساسي».. خالد الغندور يهاجم نجم الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    راحة للاعبي الزمالك بعد التعادل مع المقاولون واستئناف التدريبات الاثنين    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    أخبار 24 ساعة.. إطلاق البرنامج المجانى لتدريب وتأهيل سائقى الشاحنات والأتوبيسات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أبو عمار» شعرا.. ظل عالٍ وسيد للبشرى
نشر في البديل يوم 11 - 11 - 2015

الظل العالي، الصديق، حامل الراية، سيد البشرى، رمز الصمود، الشهيد القائد ياسر عرفات، الذي تمر ذكرى وفاته ال11 اليوم، اتخذ لنفسه صورة الأب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها، لذلك كان عرفات يعامل أبناء الشعب الفلسطيني معاملة أبوية، من هنا اكتسب أبو عمار -وهو اللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- رمزية القائد سيما أنه، كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية وكان يواظب على ارتداء الزي العسكري والتمنطق بمسدس مع اعتمار الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، لذلك حاز عرفات على شعبية جارفة، في أوساط الأطفال والشباب الفلسطينين.
الشعراء كتبوا عن أبو عمار، حيا وميتا، كبار الشعراء كانوا في حضرته ونظموا أبياتهم عنه، و«البديل» في ذكرى وفاته ال11، تنشر أشهر القصائد الذي كتبت عنه، من بينها مديح الظل العالي لمحمود درويش، لن أسلم رايتي لفاروق جويدة، وداعا صديقي لمانع سعيد العتيبة، سيد البشرى لأبو نزار، وموت ذاك أم خدر لسميح القاسم…
المقطع الذي كتبه محمود درويش عن ياسر عرفات في قصيدة مديح الظل العالي
لستَ آدمَ كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً أمام الله.
أنت المسألهْ
الأرضُ إعلانٌ على جدران هذا الكون
حَبَّةُ سُمْسُم, قتلاكَ
والباقي سدى
فاعط المدى
إسم العيون المهملَهْ
لك أن تكون – ولا تكونْ
لك أن تُكَوِّنْ
أو لا تُكَوِّنْ..
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلَّكَ مهزلهْ.
والكونُ دفترك الصغيرُ,
وأنت خالقُهُ,
فدوِّنْ فيه فردوس البداية, يا أبي..
أو لا تُدَوِّنْ
أنت.. أنت المسأله.
ماذا تريدُ؟
وأنت من أُسطورة تمشي إلى أُسطورة
عَلماً؟
وماذا تنفع الأعلام..
هل حَمَتِ المدينَة من شظايا قنبُلَة؟
ماذا تريدُ؟
جريدةً؟
أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً
وتغزل سنبُله؟
ماذا تريدُ؟
أَشُرطَةً؟
هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرة بالرياح
المُقْبلَهْ؟
ماذا تريدُ؟
سيادة فوق الرمادِ؟
وأنت سَيِّدُ رُوحِنَا يا سَيِّد الكينونَةِ المتحوِّلَهْ.
فاذهب..
فليسَ لك المكانُ ولا العروش/ المزبلة.
حُرّيَّة التكوين أنتَ
وخالقُ الطرقاتِ أنتَ
وأنت عكسُ المرحلهْ.
واذهب فقيرا كالصلاةِ
وحافيا كالنهر في درب الحصى
ومُؤَجَّلاً كقرنفله.
لا, لست آدم كي أقول خرجتَ من بيروت أو عَمَّانَ أو
يافا, وأنت المسألهْ.
فأذهب إليكَ, فأنتَ أوسعُ من بلاد الناس, أوسعُ من فضاء
المقصلة
مستسلما لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ الكبيرة والسماءَ المسدلَهْ
وتمدُّ أرضاً تحت راحتك الصغيرة,
خيمة
أو فكرة
أو سنبلهْ.
كمْ من نبي فيك جَرَّبَ
كم تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكلهْ.
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَة
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصعدْ معي
لنعيدَ للروح المشرَّد أوَّلَهْ
ماذا تريد, وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشعلهْ
ما أوسع الثورهْ
ما أضيقَ الرحلهْ
ما أكبرَ الفكرهْ
ما أصغرَ الدولهْ!
لن أسلم رايتي صرخة من ياسرعرفات – للمبدع فاروق جويدة
(قصيدة على لسان الشهيد القائد ياسر عرفات)
لن تسمعوا صوتي.. ولا صرخاتي
ما عاد يجدي النصح في الأموات
من أنتظر في الحرب.. سيف عاجز
أم أمة ركعت لقهر غزاة
من أنتظر في الأسر.. ليل حالك
أم أمة سكرت علي مأساتي
من أنتظر في الموت.. عهد خائن
أم موكب للشجب والصيحات
من أنتظر والعار يسكن أمة
كفنتها في القلب من سنوات
من انتظر والدم بين عروقنا
يغلي بنار الحقد واللعنات
إني سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب..وعظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان والظلمات
هي أمة سكبت رحيق شبابها
وتشردت شيعا بكل شتات
هي أمة باعت صهيل جيادها
للراكعين علي حذاء طغاة
هي أمة حكمت زمام شعوبها
بالموت.. والنيران والصفقات
عار علي الوطن العريق تساقطت
فرسانه كمدا بلا غزوات
وغدا قبيح الوجه يحمل سيفه
متعثر الأحلام والخطوات
أين الطريق وقد تساقط عزمنا
واسود وجه الكون في نظراتي
إني كرهت الركض خلف هواجسي
وأضعت في الزمن البغيض حياتي
****
خمسون عاما عشت أصرخ.. أمتي
ومواكب الشهداء بالعشرات
خمسون عاما والطغاة أمامنا
يترنحون علي ربي الحانات
خمسون عاما في الدروب قضيتها
أجري وراء الوهم والنكبات
يا ضيعة العمر الطويل وخيبتي
في أمة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل جثتي
وتكفن الجسد النحيل صلاتي
هذا المدي قبري.. وتلك نهايتي
فالمجد بيتي.. والعلا شرفاتي
أنا صيحة الحق الجسور تفجرت
في ظلمة اليأس الطويل العاتي
أناصرخة الأمل الوليد تحجرت
في عين طفل زائغ النظرات
أنا فرحة بين الصغار وبسمة
تسري كضوء الصبح في الطرقات
أنا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت علي يدها عيون فتاة
قل ما أردت عن البطولة والفدا
واكتب جميل الشعر والأبيات
لاشئ أغلي من دماء شهيدة
بالدم تكتب أروع الصفحات
والآن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد هذا الدم من كلمات
الآن أسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتي
الآن أرقب وجه كل شهيدة
رفعت جبين القدس في الساحات
قل ما أردت عن البطولة والفدا
وأصرخ أمام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي أرضنا
وشهادة عندي بألف صلاة
****
أنا في حصاري الآن أجمع أنجمي
وأعيد رسم الكون في لحظات
أنا في حصاري الآن أرصد رحلتي
فأري دمانا أروع الرحلات
أنا لست مسجونا لأن ملامحي
سكنت قلوب الناس كالنبضات
أناصامد في الأرض بين ترابها
وسط النخيل.. وفي شذي الزهرات
عند الخليل وخلف غزة كلما
لاحت وفي يدها الصباح الآتي
أنا صامد في القدس حين تعيدني
طفلا أحلق في شواطئ ذاتي
أنا صامد في ليل يافا كلما
ذابت مآقيها من العبرات
في الأسر أرسم كل يوم صورة
وطنا عنيدا شامخ الرايات
هذا صلاح الدين يسمع صرختي
ويطل من بين الظلام العاتي
أنا يا صلاح الدين خلفك لا تخف
فلديك شعب واثق الخطوات
قم ياصلاح الدين وأنظر إننا
نرمي حمي الشيطان بالجمرات
قم يا صلاح الدين وأسمع أمة
تبكي علي أمجادك العطرات
****
صافحت جلادي وقلت لعلني
يوما سأطوي غربتي وشتاتي
وحلمت بالزمن الجميل وحوله
وطن يلملم أخوتي.. وبناتي
ورضيت أن أمضي حزينا ساخطا
وهواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا
ويطوف سكرانا علي البارات
كانت مآذنها تئن وتشتكي
وتهيم بين اليأس والحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي
صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا
سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد
جبل أمام القهر والأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا
طفل سيولد فوق كل رفات
****
يا أيها الوحش الكبير تناثرت
في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة
مابين جوعي عندنا وعراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا
وتدورمنتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها
ودماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها
وتطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي
هذي الشعوب تفور بالثورات
****
أما أنا.. سأظل وحدي صامدا
وسط الخراب ولن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه
مازال حلمي.. قصتي.. مأساتي
قد عشت أحلم أن أموت بأرضه
ويكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا
في كل فاجعة صدي كلماتي
ولتذكروني كلما لاحت لكم
في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا
ويطوف فوق القدس بالرايات
يارب هل تقبل شهيدا يرتجي
منك الشهادة عند كل صلاة
إجمع بعين القدس يوما أمتي
وأنثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي
في القدس. في سيناء.. في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا
عيني علي الوطن الحبيب الآتي
ولتدفنوني يا رفاقي واقفا
لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأنا الصمود.. أنا الشموخ.. أنا الردي
أنا لن أسلم رايتي.. لغزاة
وداعاً صديقي- شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة
أخيراً رَحَلْتَ وَرَانَ السُّكونُ
فهَلْ عَرَفَ الكَوْنُ مَاذَا تكونُ؟
وَهَلْ أَدْرَكَ النَّاسُ أَنَّكَ مِنْهُمْ
وَيُمْكِنُ أَنّ تَنْتَقيكَ المَنونُ
أَيا يَاسِرٌ إنَّ سِرَّكَ بَاقٍ
وَلَمْ تَرَ فَحْواهُ بَعْدُ العُيونُ
فَمُنْذُ ابْتَدَأتَ حَسَمْتَ الجِدالَ
وَعَادَ لِمَنْ جَادَلوكَ اليَقينُ
بِأَنَّ الفِداءَ طَريقُ الخَلاصِ
وَمَا حَرّرَ الأَرّضَ مَنْ يَسْتكينُ
وَأَطْلَقتَ أَوَّلَ فِعْلٍ جَميلٍ
لِيُزْهِرَ فَوْقَ الثَّرى الزَّيْزَفونُ
وَكانَ لأُولى الرَّصَاصَاتِ شَأنٌ
وَبِالفعْلِ لا القَوْلِ تُرعَى الشؤونُ
وَأَعْلَنْتَ زَحْفاً وَفَتحْاَ مُبيناً
لِتَبْدَأَ ثورَةُ مَنْ لَمْ يَهونوا
سَرَيْتَ إلى عَيْلبُونَ وَكَانَتْ
بِدايَةَ فَتْحِ الرَّجَا عَيْلبُونُ
وَقدْتَ المَسيَرةَ مِنْ بَعْدِ هذا
وَكُنْتَ الوَفي الذَّي لا يَخُونُ
فِلسطين كانَتْ غَرامَكَ دَوْماً
وَمَسْكنُ هذا الغَرامِ الجُفونُ
أخيراً رَحَلْتَ وَرُوحُكَ عَادَتْ
إلى اللَّهِ وارتَدَّ لِلأرْضِ طينُ
لِيُكْمِلَ رِحْلَتَكَ الأَوْفِياءُ
وَبالأَوْفياءِ سَتوُفى الدُّيونُ
لقَدْ جَمَعَتْنا صَداقَةُ عُمْرٍ
وَكُنْتَ لِعَهْدِ الصَّديقِ تَصونُ
عَرَفْتُكَ شَهْماً كَريماً وَفِيَّاً
وَبَيْنَ ضُلوُعِكَ قَلْبٌ حَنونُ
وَدَاعاً صَديقي وَنَمْ مُسْتَريحاً
فَفي القَبْرِ لا تَسْتَبِدُّ الشجُونُ
لأَرْضِ فِلسطينَ عُدْتَ أَخيراً
وَقَدّ أَدْرَكَ الكونُ مَاذا تكونُ
سيّدُ البشرى- صخر حبش "أبو نزار"
ولَهُمْ طريقُ الفتحِ عنوانُ الوصولِ إلى السّعادةْ
تأبى المواسِم أنْ تُطِلًّ وأنْ تّغيبَ بِلا وفادةْ
لا بُدَّ من زادِ الكرامَةِ ان تُباركَهُ الزيادةْ
لا بُدَّ من بطلٍ يحولُُه النَّشيدُ إلى شهادةْ
لا بُدَّ من أسطورةٍ للمجد رمزاً للرٍّفادةْ
لا بُدَّ من جبلِ الشُّموخِ وقد تميَّز بالفرادةْ
جبلٌ تعانقهُ الرِّياحُ ولا تهزُّ له إرادةْ
قادَ المسيرةَ بالكفاحِ وَصَدًّ عُدوانَ الإِبادةْ
وبنى سَلامَ الحُبِّ للشُجعان في زمنِ الوِلادةْ
وأضاءَ نُور الشَّمس في الأقصى وكرًّسه عبادةْ
والقدسُ بابُ الله نحو العرش حوَّلها وسادةْ
أعطى الهويَّة بُعْد الاستقلال في ظلٍّ السيادةْ
يا سيَّد البُشرى الذي شقَّ الطَّريق بلا هوادةْ
حطّمت أصنام الرُّكوع وكُنت عنوانَ الرِّيادةْ
وتركت فينا وحدةً حولَ الثّوابت والقيادةْ
وجمعت بين أصابعِ التَاريخِ صُورتَه المُعادةْ
شعبُ الجبابرةِ الأُباةِ لهم زمامُ النًصرِ عَادةْ
موت ذاك ؟ ام خدر – سميح القاسم
المقدمة:
يا أيها الراحل العظيم، في شهر التنزيل الكريم، وعلى ضفاف ليلة القدر، إنها كلمات عنك وليست لك، كلما عن الجسد الآدمي الذي أتقن الصراع بين الحياة والموت.
والوطن الذي أتقن الكفاح بين الحرية والاحتلال، والأمة المكلفة بإتقان المواجهة بين السقوط والصعود …
ومهما يكن من شأن الجسد والوطن والأمة ، فبسم الله الرحمن الرحيم " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ".. ويقول الدم النازف والحلم الراعف، وتقول البيوت المدمرة والأسر المشردة والسواعد الثائرة والحقول الجرفة :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.."
إذن تنام، ويخبو الشمع والشرر وكان دأبك لفح النار والسهر
إذن تنام، وكم من يقظة يسرت بما رغبت إلى أن أعسر القدر
فلا سرير سوى نعش هزئت به والآن يهزأ: عندي تنتهي السرر
أخي .. ورب أخ .. عشنا لوالدة أزواجها الحزن والحرمان والخطر
وداهمتنا على أحضانها أمم وزاحمتنا إلى ميراثها زمر
وبعثرت شملنا المغدور زوبعة ليجمع الشمل بيت النار والحجر
وأنت تسأل والأفواه فاغرة على الوجوم .. وصمت الصمت مبتسر
وبين جنبيك برق رعده صمم وغيثه حرم والزرع يحتضر
تجبُّك الريح عن بيت ومدرسة ويستميحك موتاً قاتل قذر
وأنت تعدو على دنيا مصدعة تذيع أسرارها الألغام والحفر
من آمنوا بدعاوى عدلها خسروا وفاز وهماً بعدل الأرض من كفروا
حملت يتمك من قدس لقاهرة وقلب غزة فيك السمع والبصر
ومن مرابعنا في بؤبؤ صور ومن مواجعنا في مهجة سور
وأرجحتك على الأوجاع غاشية وزلزلتك رؤى تذرو وتعتصر
وأرهصت ثورة في نكبة وعلت من الركام يد … فالرعد والمطر
وللحطام يد تعلو .. وألف يد وراية .. ونشيد نبضه بشر
لا لاجئون هنا، والثائرون هنا والعائدون هنا، يا الأهل فانتظروا
وحزننا رئة للجمر شهقتها وللزفير شذى .. والورد مستعر
وطفلة الفجر هزت باب غربتها ويفتح الباب . أو يأبى ، فينكسر
ويغفر الله ذنب العبد منتفضاً وكل ذنب سوى الإذعان مغتفر
أخي ورب أخ.. " لا الدمع يشفع لي ولا التفجع والويلات تنهمر
تعلو مسدسك الفضي غبرتنا وفي العواصم يذوي غصنك الخضر
وفي صعودك من لم يغرهم تعب بأن يخوروا. فما ضجوا وما ضجروا
وفي هبوطك من أغوت نوازعهم غنائم كبرت. لكنهم صغروا
توسموا فيك خير الذات فانتهزوا ليلاً وفروا نهاراً كيفما انتهزوا
وانه الغاب أفعاه وثعلبه والسبع والضبع والحرذون والنمر
وأنت من أنت . حلم لم يعد دمثاً فلا خيار سوى ما استوجب الظفر
وهيئة الأمم الشقراء لاهية والسمر والصفر ما غابوا ولا حضروا
ومجلس الأمن في أمن محاضره عزت فهان لديها البدو والحضر
وعدل لاهاي سفر حبره دمنا وفي صحائفه عن موتنا خبر
وللرماد هبوب الريح ذات غد وجمرة التين والزيتون تنتظر
وطور سينين لا سلوى ولا سنة والدرب لحب. فلا طول. ولا قصر
وخلف نعشك من هانوا ومن وهنوا وحول قبرك من صانوا ومن صبروا
وزهرة الشبل صوب القدس شاخصة والشبل يحصي الخطا وثباً ويختصر
وفتية القمح والجلنار يرفعهم ضوء التراب سماء ثم ينحدر
وللملائك أن تشتد أجنحة كيد الشياطين طاغ والمدى خطر
وفي رحيلك أغراسً مؤمّلةٌ ومن مكوثك فينا يرتجى الثمر
وانت باق إلى ما شاء هاجسنا وفي بقائنا ما يبقي وما يذر
ومسلك ناعم بثت مصائره أعز منه لدينا المسلك الوعر
هل هزت الريح في ضوضائها جبلاً؟ وهل تصعد حتى ربه شجر؟
وشانئوك إلى الأوهام رجعتهم وللحصار حصار خلفه انحسروا
وخلف نفجتهم ضاقت مشاربهم "فليشربوا البحر" .. ذلك المورد العكر
أخي. "ورب أخ.." أعمارنا غدنا وأمسنا الموت. ما حرص؟ وما حذر؟
إذن تنام . وعين الله ساهرة وحلمنا ساهر. والشمس والقمر
وحبنا ساهر. والأرض ساهرة وزهوة الروح. والمستقبل النضر
ويا ضريح أخي. أزمعت أغنية والعود أنت . وشرياني لك الوتر
ويا ضريح أخي.. قلبي على شفتي وإنني بنواهي القلب مؤتمر
أضمرته جسداً والروح ماثلة ويضمر الشك . موت ذاك؟ ام خدر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.