"لفت"عزبة رجائى يساعد فى علاج الأمراض المزمنة.. ومطالب بالدعم الحكومى كنوز كثيرة حباها الله لمحافظة المنيا «عروس الصعيد» جعلتها صالحة لكل أنواع الاستثمار والنهوض باقتصاديات الدولة وزيادة دخل المواطنين وذلك بتصدرها العديد من المجالات محليًا وعالميًا نتيجة ما حباها الله من موقع جغرافى مميز، وموارد طبيعية وصناعية وجودة أرض زراعية بخصوبة من (طمى النيل)، ولكن تعرضت هذه الكنوز إلى صواعق الإهدار والإهمال الأمر الذى حول المحافظة من بلد مصدر لأجود المحاصيل، إلى محافظة تحتل المركز الأول فى عدد القرى الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية. ومن هنا نكشف كنوز المحافظة، فى مجالاتها الزراعية والصناعية، لعل المسؤلين يسترجعون ماضى تلك المحافظة العريقة لإنقاذها من الفقر وما آلت إليه الأوضاع الآن. ففى مجال الزراعة نجد أن المحافظة قد اشتهرت بعدة زراعات شهيرة، جعلتها فى مقدمة المحافظات، ولكن تراجعت فى السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. «القايات» تصل العالمية واحدة من أفقر قرى الصعيد «القايات» التابعة لمركز العدوة شمال المنيا، رغم حالتها وافتقارها لجميع الخدمات ومرافق عامة مثلها مثل قرى الصعيد المنسية إلا أنها تمتلك ثروة هائلة من النخيل تقدر بثلاثين ألف نخلة، جريدها مهدر يحرقه أهالى القرية بعد أخذ التمور من النخيل؛ ولكن توصل باحثون وعاملون لطريقة من أجل تحويل جريد النخيل إلى مجموعة متنوعة من المنتجات البديلة للخشب مثل ألواح الأرضيات (الباركيه) والأدوات المنزلية، فقد أنشأ حامد الموصلى، أستاذ هندسة الإنتاج المتفرغ بكلية الهندسة جامعة عين شمس ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنمية المجتمع المحلى (إحدى منظمات المجتمع المدنى)، أنشأ مصنعًا على أرض القرية لهذا الغرض، يضم ماكينة أنتجها وفريقه البحثى، وافتُتح المصنع فى شهر يونيو الماضى، غير أن اللبنة الأساسية له وُضعت فى عام 2010 عبر ورشة صغيرة، حصل بها «حامد الموصلى على «جائزة خليفة الدولية» بالامارات لنخيل التمر (دورة 2013) عن أفضل مشروع تنموى. وحمل المشروع اسم «مشروع نشر الصناعات الصغيرة القائمة على خامات النخيل». «هذه هى جائزتكم».. كانت هذه أول عبارة قالها الموصلى للعاملين فى المشروع من أهالى «القايات». وعن خطوات عملية التصنيع، فتكون البداية بقطع جريد النخل على يد أصحاب مهنة تعرف فى الريف المصرى باسم النخَّال، ثم تتم إزالة الخوص، لتجهيز الجريد لعملية التجفيف، وتقطيعه إلى ثلاث قطع وتخزينه استعدادًا لعملية التسديب. يتم فى عملية التسديب تحويل كل قطعة من الثلاث إلى مجموعة من القطع الصغيرة بتقطيعها طوليًّا، ثم تبدأ مرحلة التجميع، وفيها يتم تجميع القطع الصغيرة معًا فى شكل مستطيل من خلال عملية الكبس، ثم التقصيب، وهى عملية يقوم فيها «النجار» بتهذيب شكل القطعة الخشبية بمساواة أبعادها للحصول على المقاسات المطلوبة بدقة. وتجمع عشرات القطع بعضها مع بعض لإنتاج لوح خشبى كبير مهيأ وجاهز للاستخدام فى صناعة العديد من المنتجات. و«رغم بساطة هذه الخطوات التصنيعية، إلا أنها لا تزال قاصرة على قرية القايات، فى الوقت الذى يوجد بمصر 20 مليون نخلة»، بحسب الموصلى. ويطمح الموصلى إلى تعميم التجربة على نطاق أوسع «حتى يمكن الاستفادة من 20 مليون نخلة توجد بالأرض المصرية، وذلك لتوفير 4 مليارات جنيه (659 مليون دولار) تنفقها مصر سنويًا على استيراد الأخشاب من الخارج»، على حد قوله. هذا ويعتبر الخشب المصنوع من الجريد أرخص بنسبة 15 فى المائة من الخشب المستورد، كما أن المشروع يوفر فرص عمل للمصريين، ويساعد على جذب استثمارات خارجية وإنعاش اقتصادها منذ انتفاضة 2011 التى تسببت فى ابتعاد السائحين والمستثمرين الأجانب. «البرجاية وصفط اللبن» قرى صغيرة تتناثر بين أرجاء محافظة المنيا حيث تصدر البطاطس والنباتات العطرية والعشبية إلى دول العالم لتحظى منتجاتها بشهرة عالمية قلما تحظى بها المنتجات المصرية. يقوم مزارعو القرى بزراعة ما يقرب من ثلاثة آلاف فدان من محصول البطاطس والذى يتم تصديره إلى عدد من الدول الأوربية خاصة (هولنداوفرنساوألمانيا), ويتم تسويق فائض الإنتاج محليا خاصة لمصانع الشيبسى. ويقول المهندس محمود مروان أحد مسئولى جمعية منتجى البطاطس إن محافظة المنيا تحتل مكان الصدارة فى قائمة المحافظات المنتجة للبطاطس حيث تشغل قريتى «البرجاية وصفط اللبن» المركز الأول فى إنتاج وزراعة أجود الأنواع مثل كارا والتى تتميز ببياض لونها ودايمون وبيرنا وليدى روزيتا والتيربو ويفضلها سكان ألمانيا واسكتلندا وهولندا, أما على مستوى التسويق المحلى فيفضل أهالى الوجه البحرى وخاصة الإسكندرية بطاطس كارا حيث تمتاز بارتفاع نسبة السكريات بها. وأضاف مروان أن المساحات المنزرعة تزيد على 3 آلاف فدان، وتنتج ما يزيد على ثلاثة ملايين طن سنويا يتم تصدير معظمها عن طريق كبار التجار فى مصر خاصة أنها تزرع باستخدام أجود أنواع التقاوى والتى يتم استيرادها من الدول الأوربية سواء هولندا أو ألمانيا أو فرنسا. ليست البطاطس وحدها هى حاملة الراية المنياوية فى قلب أوربا, ولكن تدخل معها مزروعات أخرى تنفرد بها المنيا، فتشتهر قرى «صفط الغربية وقرى 7 و8 والتى تعرف بقرى الجبل بزراعة النباتات العطرية والعشبية حيث تنتج أراضيها خمسة آلاف فدان من أجود أنواع النباتات العطرية والطبية، وتهتم بها شركات الأدوية وهى النباتات العطرية والطبية كاليانسون والكمون والحبة السوداء وزهرة البابونج، كما تتهافت على إنتاجها كبرى الشركات الطبية لأنها خالية من المبيدات والأسمدة الضارة. وأوضح كمال الروبى أحد مزارعى النباتات الطبية أن الفلاحين تقتصر مهمتهم على إنتاج المحصول فقط، وهناك العديد من كبرى شركات الأدوية ترغب حاليا فى التعاقد معنا وشراء كميات كبيرة من المحصول بغرض استخدامها فى المجال الطبى وأدوية الأعشاب. وأشار «الروبى» أن إنتاجية الفدان تختلف من موسم لآخر حسب الظروف الجوية، فالفدان الواحد بالنسبة للينسون يعطى 500 كيلو فى المتوسط ويرتفع إلى 700 وقد يقل عن ذلك بكثير مثلما حدث فى موسم هذا العام نظرا للظروف الجوية السيئة التى أثرت على جميع المحاصيل. ومن جانبه ذكر المهندس ظريف حبشى رئيس قسم الارشاد الزراعى بالمحافظة أن المزارعين لا يلقون تشجيعا من وزارة الزراعة ليكون هناك نوع من التصدير المباشر, ومن هنا يخشى مزارعو المنيا من المخاطرة والخوض فى تجارب التصدير خاصة وأنه لاتوجد ضوابط تحكمه ولا يوجد قانون يحمى المصدرين مما يجعلهم دائما تحت سيطرة الشركة المتعاقدين معها. وطالب حبشى المسئولين بضرورة الالتفات إلى المزارعين بقرى الصعيد وتقديم الدعم الكامل لهم لتشجيعهم على تنمية الزراعات والتصدير لدول الخارج, وعمل رابطة لكل محصول من جانب وزارة الزراعة. «لفت» عزبة رجائى تقع فى مركز أبوقرقاص محافظة المنيا على طريق منشأة دعبس «عزبة رجائى» والتى لا يعرفها الكثير ؛ حيث تشتهر تلك العزبة بأرضها الخصبة وبزراعة محصول اللفت بجميع أنواعه والذى يعد الزراعة الاساسية التى يستند إليها ساكنو تلك العزبة كما قال لنا احد المزارعين هناك. فما يقرب من «2000 فدان» تتم زراعتهم سنويًا من محصول اللفت فينتج الفدان الواحد حوالى 600 أو 700 كيلو لفت ثم يتم تصديرها مع العلم أن ورق اللفت نفسه يتم تصديره إلى بعض شركات الأدوية لأن أوراق اللفت تعتبر أهم من اللفت نفسه فيما يخص المركبات الطبية، فإذا تأكد أن اللفت غير معالج بالمبيدات يجب أن يستفاد من الأوراق التى تحمل فوائد بنسبة أعلى من اللفت نفسه ومن بعض الأمراض التى تتصدى لها سرطان القولون والروماتويدا وأمراض القلب والشرايين. ويقول أحد المزارعين «محمود عبد الباقى» إن هناك أنواعًا عديدة من اللفت يتم زراعتها ولكن أهمها: اللفت البنفسجى وهو المتعارف عليه جميعًا واللفت الأبيض منه الطويل ومنه الكروى واللفت الأحمر بشكله الكروى ويشبه البنجر أو الشمندر واللفت السكرى وهو صنف يزرع بكثافة فى فصل الشتاء. وأضاف «عبدالباقى» أن اللفت الأبيض واللفت الأصفر من الأنواع التى تمتاز عن البطاطس بكونها لا تسبب أى حساسية فى الأمعاء. والجدير بالذكر أن قبل اكتشاف البطاطس كان الإنسان يتغذى على اللفت الذى سبق البطاطس بآلاف السنين، ولكن تخلى عنه المواطنوظن وانزلقوا إلى تغذية متدنية، واللفت من النباتات التى تدخل فى وقاية الجسم من التسممات وتزوده بالأنزيمات والألياف الخشبية والمركبات التى تمتص الكوليسترول وتزيل المركبات السامة من الكبد كما تزيل الحصى من المرارة والكلية، واللفت لا يقارن مع البطاطس فيما يخص المكونات الصحية والغذائية النافعة للجسم. وأشار عبد الباقى إلى أن المزارعين لم يجدوا تشجيعًا من الحكومة ليكون هناك نوع من التصدير المباشر كما يخشى المزارعون من المخاطرة فى تجارب التصدير ولا يجدوا أى اهتمام من المسئولين فى ظل عدم وجود قانون يحمى المصدرين. مطالبًا المسئولين بتقديم الدعم الكامل لهم لتشجيعهم على تنمية الزراعات فى المحافظة.