"لو عايز تبقى ضابط".. تعرف على المواعيد النهائية للتقديم بكلية الشرطة 2025    وزير العمل يفتتح ندوة توعوية بقانون العمل الجديد ويؤكد: مشاركة الجميع في صياغة القرارات    وزارة العمل تعلن عن 11 فرصة عمل للمصريين في الأردن برواتب تصل إلى 350 دينارًا    وزير الإسكان: طرح وحدات المرحلة الثانية من خلال «منصة مصر العقارية»    تدريب وتأهيل الشباب.. «الأقصر» مصنع الكوادر السياحية    السيسي يطلع على خطط تطوير شبكات الاتصالات.. توجيهات جديدة    بالصور- تحصين 41 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالإسماعيلية    "سلامة الغذاء": حملات على 414 منشأة غذائية بمختلف المحافظات    مستقبل وطن: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ورافض لتهجير    تشيلسي يقع في فخ كريستال بالاس في افتتاحية البريميرليج    "دعم مالي عاجل".. هيئة قناة السويس تزف بشرى سارة للنادي الإسماعيلي    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تعرض سيدة للتحرش اللفظى بالجيزة    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    أمن الفيوم يُعيد شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة لأسرته بعد تقديم الرعاية اللازمة    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    محافظ الجيزة يزور بطل واقعة إنقاذ "فتاة المنيب" للاطمئنان على صحته    بيان عاجل من هيئة الدفاع عن الطفل ياسين قبل جلسة الاستئناف غدا    مريم الجندي تكشف كواليس تفاصيل شخصيتها في «فلاش باك»    وصلة هزار بين أحمد وعمرو سعد على هامش حفله بالساحل الشمالي (فيديو)    الفريق أسامة ربيع يكرم الربان ولاء حافظ صاحب أطول غطسة لمريض شلل رباعي    خالد الجندي: مخالفة قواعد المرور معصية شرعًا و"العمة" توجه الأمة    "حقوق إنسان النواب": خدمات "الصحة" تعكس جدية الدولة في النهوض بالقطاع    مقاومة المضادات الحيوية: خطر جديد يهدد البشرية    مانشستر يونايتد يدرس التحرك لضم آدم وارتون    جوان ألفينا يبدأ مشواره مع الزمالك بأداء واعد أمام المقاولون العرب    رد فعل شتوتغارت على أداء فولتماد أمام بايرن    فنون شعبية وطرب أصيل في ليالي صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة    أس: تشابي ألونسو ينوي الدفع بماستانتونو ضد أوساسونا    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص بطريق "الإسماعيلية- الزقازيق" الزراعى    صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"    رئيس شئون القران بالأوقاف: مسابقة دولة التلاوة رحلة لاكتشاف جيل جديد من القراء    إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    حقيقة انتقال هاكان للدوري السعودي    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    محافظ كفر الشيخ يدشن مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة ضمن مبادرة 100 مليون شجرة    وظائف شاغرة بالمطابع الأميرية.. تعرف على الشروط والتفاصيل    في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    ملك البدايات .. . ليفربول يحتفل برقم محمد صلاح التاريخي فى الدوري الإنجليزي    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مصرع شخص وإصابة 24 آخرين إثر انحراف قطار عن مساره في شرق باكستان    فتنة إسرائيلية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    رويترز: سماع دوي انفجارات قرب محطة للكهرباء في العاصمة اليمنية صنعاء    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الأونروا: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج فورًا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    ملخص وأهداف مباراة ريال مايوركا ضد برشلونة 3-0 فى الدورى الإسبانى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سر نقل مدير امن بورسعيد قبل الحادث بعشرة أيام

سادت حالة من الارتياح بمدينة بورسعيد عقب القبض علي أحد المتهمين بارتكاب مجزرة استاد بورسعيد خلال لقاء الأهلي والمصري التي راح ضحيتها 74 مشجعًا ومئات المصابين.
وجاءت اعترافات المتهم التفصيلية بوقوف أعضاء وقياديين بالحزب الوطني المنحل ببورسعيد وراء المجزرة بتمويل مجموعات من البلطجية الذين قاموا بالمهمة لتنفي عن المدينة الحرة ما حاول البعض أن يلصقه بها من افتراءات تهدف إلي اشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
كان أبناء بورسعيد قد نظموا مسيرات حاشدة غداة وقوع المجزرة طافت أنحاء بورسعيد للتنديد بالأحداث التي شهدتها مباراة المصري والأهلي متهمين الأمن ورجال الشرطة بالتواطؤ والسماح للخارجين علي القانون بارتكاب المخالفات قبل أن تبدأ المباراة حتي نهايتها.
وكانت النيابة العامة قد استمعت، الخميس، لأقوال كل من مدير الأمن ونائبه وقائد الأمن المركزي ومدير المباحث الجنائية ومدير أمن الاستاد، وجارٍ الاستماع لأقوال كل من محافظ بورسعيد ومديري النادي المصري والأهلي وأفراد الأمن والعاملين ومراقبي المباراة وطاقم التحكيم والمسئولين باتحاد كرة القدم والمجلس القومي للرياضة. وقررت النيابة احتجاز كل من خضعوا للاستجواب علي ذمة التحقيقات، ووجهت لهم النيابة اتهامات بالتقصير والإهمال في تأمين المباراة والتسبب في وفاة 75 مواطنًا وإصابة أكثر من 400 آخرين. وقررت النيابة العامة استدعاء سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، وعماد البناني، رئيس المجلس القومي للرياضة، لسؤالهما في الأحداث. وانتقل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، إلي استاد بورسعيد بعد ساعات من الحادث، وأجري معاينة لأماكن نزول الجمهور من المدرجات والآثار الناتجة عن الأحداث وعقد اجتماعًا بالاستاد مع المحامي العام الأول لنيابة الاستئناف والمحامي العام ورؤساء النيابة، واستعرض معهم الإجراءات التي تمت، وأمر فريق التحقيق بسؤال كل من محافظ بورسعيد ومدير الأمن ونائبه وقائد الأمن المركزي ومدير المباحث الجنائية ومديري النادي المصري والأهلي ومدير الاستاد وأفراد الأمن والعاملين به ومراقبي المباراة وطاقم التحكيم والمسئولين باتحاد كرة القدم والمجلس القومي للرياضة، للوقوف علي الإجراءات التنظيمية والأمنية التي تم اتخاذها من جميع الجهات قبل بدء المباراة وأثنائها وتحديد المؤشرات التي كانت تنذر بالخطر وما اتخذ بشأنها لتفادي وقوع الحادث، وما إذا كان من المناسب إقامة المباراة أو تأجيلها وتحديد أماكن تواجد جمهور كل من الفريقين، وما إذا كان يوجد فاصل بينهما من عدمه، وكيفية تأمين الأسوار والأبواب الداخلية للملعب وما إذا كان تم إجراء التفتيش للجمهور أثناء دخوله الاستاد لضبط أي أجسام ملتهبة أو أدوات قد تستخدم في الاعتداء من عدمه، مع بيان المسئولين عن إجراء هذا التفتيش، ورافق النائب العام كل من اللواء عصام سمك، مدير الأمن، واللواء أحمد عبد الله، محافظ بورسعيد.
وتفقد النائب العام ومن معه المدرج الشرقي الذي كان يجلس به جمهور النادي الأهلي، وعاين بوابة الخروج الوحيدة من المدرج، وتبين أنها محطمة تماما، وقام فريق النيابة بتحريز بعض طلقات الصوت التي تم إطلاقها في نهاية الأحداث لتفريق الجمهور.
وأمر النائب العام بطلب جميع الأشرطة المسجلة لأحداث المباراة من أي جهات أو محطات فضائية كانت تقوم بتغطية أحداث المباراة. وبسؤال المصابين الذين تم نقلهم إلي مستشفيات القاهرة وضم التقارير الطبية الخاصة بإصابتهم.
وندب النائب العام فريقًا من الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي علي جثث المتوفين البالغ عددهم 75 جثة لتحديد أسباب الوفاة وإجراء التشريح إن لزم الأمر والتصريح بدفنها واستكمال إجراءات التعرف علي الجثث مجهولة الهوية. وقالت مصادر قضائية إن النيابة العامة استمعت إلي أقوال اللواء عصام سمك، مدير أمن بورسعيد، الذي أكد أن كل قوات الأمن كانت موجودة في الاستاد غير أعداد قليلة تم نشرها في المحافظة، وأنه عقد اجتماعًا قبل المباراة بيومين وتحدث عن خطة التأمين. وجلس مع مسئولي النادي المصري والمحافظ. ونسقوا فيما بينهم لتأمين المباراة، ونفي تقاعس قوات الأمن في التصدي إلي الجمهور، وأكد أن أعداد الجماهير كانت أكثر بكثير من أفراد الأمن، وأنه لو لم يتدخل الأمن لارتفع عدد القتلي إلي المئات. وأشار إلي أن عددًا كبيرًا من أفراد الشرطة أصيبوا أثناء تصديهم للأحداث، وأن ضابطا أصيب بطعن في البطن وتم استئصال الطحال له. وأكد أن هناك عناصر كثيرة من الصبية تمكنوا من القفز من أعلي السور واندسوا بين الجمهور وهم من تسببوا في الأحداث، وقال إنه كان قد طلب قبل أشهر زيادة تأمين الاستاد ورفع سوره إلا أن الجهات المعنية لم تنفذ ذلك. وقال محمد يونس، مدير استاد بورسعيد، إن الأمن هو الذي أشرف علي دخول جمهور الأهلي من ناحية مركز شباب الاستاد الذي يقع في الجانب الشرقي للاستاد.وأنه تقرر غلق الباب الذي يفتح مباشرة علي الاستاد من شارع 23 يوليو، وأكد أنه أبلغ الأمن بأن هناك توترات متوقعة بين الجمهورين، وأنه غير مسئول عن التأمين وليس من اختصاصه إلغاء المباراة أو تأجيلها. فيما قال حسن كامل، إداري بنادي المصري، إن المدرج الذي كان مخصصًا للنادي الأهلي له بابان، الأول يطل مباشرة علي الشارع، والثاني يطل علي مركز شباب النادي. وتبين أن الباب الأول مغلق والثاني تم تحطيمه.
واستمعت النيابة لأقوال 37 متهما تم إلقاء القبض عليهم أثناء الأحداث، وجارٍ الاستماع إلي أقوال 15 متهمًا تم القبض عليهم أيضًا. وقالت مصادر قضائية إن المتهمين قالوا في التحقيقات إنهم حضروا إلي الاستاد لمتابعة المباراة، وإنهم فوجئوا بإلقاء القبض عليهم أثناء خروجهم من الاستاد، ونفوا تعديهم علي جماهير النادي الأهلي، وأشاروا إلي أن قوات الأمن كانت تلقي القبض بشكل عشوائي علي المواطنين في الشوارع المحيطة بالاستاد دون التأكد من مشاركتهم في الأحداث من عدمه. وكشف عدد من المتهمين - وبينهم أحداث - أنهم شاهدوا عدداً من الأشخاص في بداية المباراة يوزعون أسلحة بيضاء علي بعضهم البعض، وأشاروا إلي أن هؤلاء الأشخاص قفزوا من أعلي سور الاستاد، وأن عددًا من أفراد الأمن كانوا يشاهدون ذلك ولم يتدخلوا لضبطهم أو منعهم من الدخول.
وقال عدد من شهود العيان في التحقيقات إن من بين الذين اتجهوا إلي جمهور الأهلي واعتدوا عليهم أشخاصً كانوا يقفون مع أفراد من الشرطة قبل بدء المباراة، وإن الشرطة في بورسعيد تعرفهم بشكل مباشر، وإنهم أبلغوا الشرطة بأن هناك من يخفي أسلحة بيضاء، فردوا: 'إحنا عاملين حسابنا كويس.. والأمن واخد باله'.
وأضاف مصابون من ألتراس الأهلي وشهود عيان في التحقيقات أنهم شاهدوا بأعينهم عددًا من أفراد الشرطة الذين يرتدون ملابس مدنية وهم يفتحون الأبواب الداخلية للجمهور حتي ينزلوا إلي أرض الملعب للذهاب إلي جمهور الأهلي، كما أنهم شاهدوا آخرين يفتحون أبواب جمهور النادي الأهلي وذلك حتي يتمكن جمهور المصري من الصعود إلي مدرجات 'الأهلي'.
فيما قال مصابون في مستشفيات بورسعيد والعسكري والزهور والمبرة في التحقيقات التي باشرها المستشار سامي عديلة، المحامي العام لنيابات بورسعيد، إن بداية التراشق بين الجمهورين وقعت ليلة إقامة المباراة علي 'الإنترنت والفيس بوك'. حيث تبادل كل طرف التوعد للطرف الآخر خلال المباراة
ويقول احد شهود العيان إن القصة بدأت من محطة سكة حديد بورسعيد بتجمع كثيف للأهالي انتظارا لوصول قطار الجماهير، وخشية من تكرار احداث مباراة الفريقين السابقة و المعروفة بموقعة المحطة إلا أن الأمن كان قد قرر نقل الجماهير من محطة الركاب التي تبعد عن بورسعيد جنوبا 40 كيلو مترا وسط تعزيزات أمنية مكثفة، ونقل الجماهير في عدد 34 اتوبيسًا و4 سيارات أمن مركزي إلي مقر تواجدهم داخل استاد بورسعيد والذي دخلوه بالاتوبيسات إلي بوابة المدرج. وكان هول المنظر من تزاحم الجماهير لمشجعي المصري، حيث استوعبت المدرجات ضعف طاقتها حتي أن بعض الجماهير تواجدوا بأرض الملعب وسط محاولات من الأمن اخراجهم. وقعت مناوشات بين الجمهورين كالعادة اثناء المباراة تبادلا فيها السباب حتي أخرج جماهير التراس الأهلي لافته كبيرة كتب عليها 'بلد البالة ماجبتش رجالة'، فكانت الشرارة حين تدافع بعض الجماهير من المدرج إلي أرض الملعب حاملين الشماريخ تجاه مدرجات جماهير الأهلي التي كانت وجوههم غير مألوفة للجميع وتمكن الأمن من السيطرة عليهم ولكن كان العجيب عدم القبض عليهم وتمت إعادتهم مرة أخري للمدرجات. وحين أطلق فهيم عمر صفارة انتهاء الشوط الأول التي معها انطلق العشرات مرة أخري من المدرج الغربي تجاه جماهير الأهلي وسط محاولة سيطرة من بعض ضباط الشرطة والافراد والمواطنين المتواجدين في الملعب دون جدوي وكانت كفيلة وحدها أيضًا بوقف المباراة، حيث اشتعل فيها الملعب بالشماريخ والصواريخ التي خرجت في كل مكان من أرجاء المدرجات للجانبين.بعدها بدأ جماهير الاهلي في إطلاق صيحات السباب تجاه مدير أمن بورسعيد وضباطه وإطلاق الشماريخ تجاه جنود الأمن المركزي نتج عنها سقوط مجند نقل فورًا إلي مستشفي بورسعيد العام ولقي حتفه بعدها. ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة كانت إيذانا ببداية الأحداث الدامية، فاندفعت جماهير من المدرج الغربي بعد كسر الباب الحديدي ومما أدي في البداية إلي سقوط ضحايا من جماهير المصري ناحية المدرج الغربي والاندفاع لمحاولة النيل من لاعبي الاهلي وجهازهم الفني لولا تدخل بعض الجماهير لانقاذهم في حالة انسحاب غير مبرر من جنود الأمن المركزي.وتدافع لاعبي المصري وجهازهم ومجلس الإدارة لإنقاذ لاعبي الأهلي والذي تمكن من دخول الغرف عدا مانول جوزيه الذي تم احتجازه في الملعب، وقام المواطنون مع رئيس مباحث المديرية بتأمينه حتي وصل اسفل المقصورة الرئيسية التي ظل بها ساعتين حتي خروجه منها. وبعد التدافع بدأت جماهير الأهلي في الهروب أعلي المدرج وكانت الطامة الكبري إطفاء الأنوار علي الجماهير لتكون المجزرة التي لم يشاهدها أحد وكأن الأمر مقصود لعدم التمكن من التصوير. وفي محاولة للهروب تدافعت جماهير الأهلي علي أبواب مدرج الشرقي والذي كان مغلقًا فكسر الباب وسقط أسفله وحوله عشرات الضحايا. ومع سقوط القتلي والجرحي تدافع المواطنون الشرفاء لنقل جثث القتلي والجرحي بسياراتهم بالاضافة إلي سيارات الإسعاف التي بدأت تنقل باقي الجرحي والقتلي إلي مستشفيات الحميات والعسكري وبورسعيد العام وآل سليمان والزهور العام وبلغ عدد المصابين 256 مصابًا وعدد الوفيات 75 قتيلاً من محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية ودمياط والإسكندرية وبورسعيد.وتدافع الأهالي إلي بنك الدم للتبرع للمصابين حتي نفدت الأكياس وتم جلب أخري من محافظات مجاورة. وبدأ الأمن في محاولة الإمساك بالطلبة والشباب وكل من يراه في الشارع يرتدي تي شرت أخضر وكأنها هي العلامة المميزة فتم القبض علي 47 ربما لايكون لهم علاقة مطلقًا بالأحداث. لم يتم الامساك بمسجل خطر في تلك الأحداث رغم تأكيد شهود العيان وجود اتوبيسين محملين بأشخاص يرتدون تي شرتات للفريقين غير معلومين للجانبين من الجماهير. بعدها الإخلاء الجوي لفريق الأهلي علي طائرة من القوات المسلحة من مطار بورسعيد أعقبها إخلاء جوي لثلاثة من المصابين في حالة حرجة علي طائرة من الصحة. ومع أذان الفجر بدأ الإخلاء الجوي لجثث القتلي علي طائرات القوات المسلحة سبقها تحرك قطار خاص بباقي جماهير النادي الأهلي ومن خرج من المستشفيات. وبدأت التظاهرات تجوب شوارع بورسعيد للتنديد بأحداث المباراة وسقوط الأبرياء من القتلي والمصابين والمطالبة بالقصاص للدماء التي سالت علي أرض بورسعيد وهم أبرياء.
وبدأ الدكتور أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب فور وصوله مدينة بورسعيد وبعد حضوره جلسة مجلس الشعب الطارئة التي خصصت لمناقشة أحداث مباراة الأهلي والمصري بأول أعمال لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب الذي خصص لبحث أحداث الاستاد.
وقام الشاعر بزيارة مستشفي بورسعيد العام وتقابل مع الأطباء هناك والذين كانوا في استقبال المصابين وكذلك الذين لقوا حتفهم من جراء تلك الأحداث وقابل كذلك بعض شهود العيان الذين حضروا مباراة الأهلي والمصري. كما وصلت لجنة تقصي الحقائق المشكلة من مجلس الشعب إلي مدينه بورسعيد في الساعة 12 ظهر يوم الجمعة وشاركت المواطنين الصلاه والتف المواطنون حول أعضاء لجنة تقصي الحقائق خاصة نواب مجلس الشعب الدكتور اكرم الشاعر وسعد عبود ومحمد أنور السادات وأبو العز الحريري واللواء عبد الوهاب خليل نائب الوفد وعمرو حمزاوي وعمرو الشوبكي والذين انضم إليهم النائبان علي درة وعصام سلطان.
وتردد أن عددًا من أعضاء الحزب الوطني المنحل، وبعض الشخصيات الأمنية، وراء أحداث مجزرة استاد بورسعيد وأن التدبير للحادث بدأ منذ أكثر من 10 أيام مع واقعة نقل مدير أمن بورسعيد السابق اللواء سامي الروبي لمقر الوزارة بالقاهرة لما عرف عنه من نزاهة وإصرار علي مواجهة أعمال البلطجة.
وأن أسلوب اللواء الروبي في تأمين مباراة الاتحاد السكندري والمصري الأخيرة في بورسعيد بإصراره علي تفتيش المشجعين السكندريين والأتوبيسات التي تنقلهم ومصادرة ما تم العثور عليه من أسلحة بيضاء، كان السبب في استبعاد الرجل من منصبه من دون حركة شرطة معتادة. كما قيل أن 4 أتوبيسات دخلت بورسعيد الأربعاء، كانت تحمل عددًا من البلطجية الذين يحملون الأسلحة البيضاء وأن هؤلاء احتلوا المدرج الغربي وكانوا وراء إشعال فتيل الأزمة وقاموا بمطاردة مشجعي الأهلي الذين لم يجدوا أمامهم سوي أحد أمرين، إما الخروج من باب ضيق يؤدي لداخل الاستاد، وإما الصعود إلي أعلي المدرجات هربًا من مطارديهم. ومن ناحية أخري قدم 3 شهود بلاغا للمستشار سامي عديلة المحامي العام لنيابات بورسعيد - الخميس - اتهموا فيه عقيد شرطة بالتحريض ضد جمهور الأهلي وقال أسامة سعد الدين 30 سنة ومحمد أحمد عباس 28 سنة وعلي محمد الشامي 26 سنة في بلاغهم انهم لاحظوا ظواهر تستدعي تحقيق النيابة من بينها دخول جمهور يرتدي الملابس الرياضية بعد إغلاق الأبواب وقيامهم بإطلاق ألعاب نارية علي الجهاز الفني للنادي الأهلي وهم الاشخاص انفسهم الذين كانوا يقفزون علي الاسوار اثناء المباراة، وأضاف البلاغ ان ضابط شرطة برتبة عقيد أمر الجنود بفك الكردون الذي يحيط بجهاز الأهلي وطلب من الجماهير التي نزلت الملعب الصعود للفتك بجمهور الأهلي.
واستقبل مستشفي بورسعيد العسكري 24 جثة تم التعرف علي 8 فقط وهم:
محمد أشرف محمد - القاهرة، محمد أحمد خاطر - المنصورة، مصطفي نصر إبراهيم - القاهرة، محمد سمير عاطف دمياط، محمد الغندور - الإسكندرية، خيري فتحي الأرناؤطي - دمياط، محمود سليمان حسن - الزقازيق، عمرو عمر همام - الجيزة.
كما استقبل مستشفي التضامن 8 جثث تم التعرف علي خمسة منهم هم:
أحمد محمد شبراوي - بورسعيد، العربي كامل محمد - الغربية، اسلام علوان يوسف الشرقية، أحمد زكريا محمد شعبان - القاهرة، إبراهيم حلمي - المحلة.
واستقبل مستشفي المبرة خمس ضحايا هم: أحمد عزت إسماعيل الجيزة، مصطفي محمد يوسف الجيزة، أيمن محمد - القاهرة، محمد حسين - القاهرة، مصطفي عصام عبد الباقي - القاهرة.
واستقبل مستشفي الزهور 12 جثة تم التعرف علي 8 منهم وهم: أحمد عبد الحميد أحمد سليمان - الجيزة، مصطفي جمال شعبان - الجيزة، أحمد اسامة صلاح - الجيزة، محمد أحمد عبد الحميد - الجيزة، حسام الدين السيد عبد الفتاح - القليوبية، أمجد محمد أصلان - بورسعيد، خالد عمر عبد الهادي - إمبابة، اسلام حسن محمد محمود - القاهرة.
كما استقبل مستشفي الحميات 18 جثة تم التعرف علي 3 فقط هم: كريم السيد المليجي - بورسعيد، سعيد محمد شحاتة - المنوفية، السعيد الجمل المنوفية.
وأضاف الدكتور حلمي العفني انه كانت هناك طائرات لنقل الضحايا والمصابين فتم نقل 15 مصابًا في طائرة وحالتهم مستقرة ومعهم لاعبو الأهلي والطائرة الثانية نقلت 51 ضحية من المتوفين بطائرات القوات المسلحة وهم من القاهرة والجيزة ومجهولي الهوية وكان هناك 20 من الضحايا منهم 15 من المحافظات ونقلوا بسيارات الاسعاف لمحافظاتهم و5 من محافظة بورسعيد، مشيرًا إلي أن جميع مستشفيات بورسعيد قد خلت من كل الضحايا باستثناء النقيب أحمد الجميل من قوات الأمن والمحتجز بغرفة العناية المركزة وحالته مستقرة بعد أن أجريت له جراحة بالمستشفي العام لاستئصال الطحال الذي أصيب بالتهتك. ومحمد عز العربي وهو مصاب بكسر في الساق اليمني وموجود بمستشفي المبرة وهناك حالتان مصابتان احدهما بكسر في العمود الفقري والآخر مصاب بكسر في الجمجمة وتم تحويلهما إلي مستشفي جامعة الإسماعيلية.
ونعت الدعوة السلفية وحزب النور الشباب الذين راحوا ضحية لأحداث المباراة وحملا مسئولية ما حدث لتخاذل وتقصير أجهزة الأمن والذي جاء بعد الشحن الإعلامي غير المسئول عبر الفضائيات والإنترنت للجماهير من الجانبين قبل المباراة بعدة أيام كافية للتسبب في تلك الواقعة وعدم اتخاذ أجهزة الأمن بالمحافظة واتحاد الكرة ما يلزم ويتلاءم مع هذا الحدث من تدابير وقرارات.
كما أصدر حزب الحرية والعدالة بيانًا أكد فيه أن ما حدث في هذه المباراة أكبر من كونه تشجيعًا أو تعصبًا خرج عن المألوف، وإنما يشير إلي مخطط متعمد لصناعة فتنة تهدف في الأساس إلي إدخال مصر في دوامة من الأزمات.
وأشار الحزب إلي هذه المأساة التي شهدها استاد بورسعيد وكادت تتكرر في استاد القاهرة خلال مباراة الزمالك والإسماعيلي وقبلهما ما كان يحاك أمام مجلس الشعب يوم الثلاثاء الماضي إنما تهدف لعرقلة عملية التحول الديمقراطي السلمي للسلطة، من خلال أطراف داخلية مازالت لها علاقات قوية مع النظام السابق الذي يدير مخطط الخراب من محبسه في سجن طرة، مستغلا في ذلك عددا من رجال الأعمال الذين كانوا من أركان هذا النظام ومازالوا يتمتعون بالحرية رغم ملفات الفساد الكثيرة المتورطين فيها، مستخدمين في ذلك أموالهم وعددًا من وسائل الإعلام المملوكة لهم، بالاضافة إلي الأصابع الخارجية التي فشلت في الاستحواذ علي الثورة المصرية، إلا أنها لم تيأس من محاولات تشويهها وتعويق مسيرتها، وهو ما يدعونا وطالب البيان أبناء الشعب المصري بمختلف توجهاتهم ومشاربهم باليقظة والتصدي لهذه المؤامرات، وفضح هذه الدعوات والتحركات التي تريد إدخال مصر في فوضي منظمة بهدف تعويق الوصول بالبلاد إلي الاستقرار والتنمية والرخاء.
وطافت مسيرة حاشدة لأبناء مدينة بورسعيد شوارع 23 يوليو وسعد زغلول ومحمد علي وميدان المنشية وميدان الشهداء لتأكيد رفضهم الأحداث والزج ببورسعيد في القضية لأهداف سياسية في الوقت الذي أكدوا فيه احترامهم لجماهير النادي الأهلي العريقة.
وهتفت المسيرات التي تحركت من أمام مبني المحافظة مرورًا بالشوارع 'بورسعيد مش خاينة.. الأمن باع الدنيا' و'مؤامرة دنيئة.. بورسعيد بريئة' و'يا أهالينا انضموا إلينا.. دم الشهداء غالي علينا' و'يا مسئول قول الحق.. الأمن خربها ولا لأ' و'انزلوا من بيوتكم.. الأمن خرب بيوتكم'.
ورفعت المسيرات لافتات مكتوبا عليها 'كلنا مصريين' وأهلي أو مصري.. كله مصري' في الوقت الذي حملوا فيه أعلام مصر مقترنة بأعلام النادي الأهلي، مستنكرين ما حدث ومعربين عن حزنهم الشديد لسقوط الضحايا وتشويه صورة المحافظة.
كما خرجت مسيرات من غالبية المصالح والمؤسسات الحكومية ومنطقة الاستثمار للمشاركة في التنديد بالحادث مرتدية الشارات السود.واحتشد أكثر من 4 آلاف شاب بورسعيدي أمام مبني مديرية أمن بورسعيد مساء - الخميس - للتنديد بأحداث 'الأربعاء الحزين'.. شارك في التظاهرة المئات من شباب ائتلافات الثورة وحركة 6 أبريل بورسعيد، وبعض عشاق المصري، وأكد المشاركون في التظاهرات أن الهدف من احتجاجاتهم هو التأكيد أن شعب بورسعيد ليست لهم علاقة بما وقع من أحداث دامية.
وخرج الآلاف من أبناء بورسعيد الشرفاء يتسابقون إلي بنك الدم والمستشفيات للتبرع بالدم للجرحي والمصابين من مشجعي النادي الأهلي والنادي المصري علي السواء.
ويبدأ محمد عاشور كابتن منتخب مصر السابق والمدير الحالي لصالة مركز شباب الاستاد حديثه بمواساة أسر الشهداء الذين لقوا مصرعهم في ستاد بورسعيد الذي شهد تحت ترابه الان شهداء 56 الذين ضحو بأرواحهم فداء وطن غالٍ.. يقول عاشور إن ما حدث في بورسعيد خطة مدبرة خطيرة لنشر الفوضي فقد شاهدت عددا من الأتوبيسات جاء من خارج المدينة يحمل أفرادًا ارتدوا قميص النادي المصري وهؤلاء من أرسلهم ومن يمولهم فمن بينهم فرد نزل الملعب بصواريخ وشماريخ كأنها علامة لنزول الجماهير وهو نفس الشخص الذي نزل الملعب في ستاد المحلة أثناء مباراة الاهلي وحدثت فيها نفس المشاغبات ولكن الفرق أن أمن المحلة استطاع السيطرة بعكس أمن بورسعيد الذي سهل الفوضي. أنه مخطط يجب كشفه لانقاذ وطننا.
ويقول سمير النبوي 'التاجر البورسعيدي' إن ما حدث لأول مرة في بورسعيد كارثة بكل المقاييس وأن جماهير بورسعيد الشريفة والمخلصة التي تتمتع بالوطنية لا يمكن أن يكونوا سببا في هذا الانفلات الأخلاقي المنظم.. فهؤلاء دخلاء علي الرياضة.. هؤلاء الألتراس تم اختراقهم بعناصر خطيرة مدربة جيدا علي نشر الفوضي.. ويناشد 'النبوي' جميع المسئولين بالعمل علي إلغاء هذه التجمعات والعودة للتشجيع الرياضي الذي كان عيدا في كل محافظة.
ويضيف المهندس الزراعي 'محمود سامي' أن ما حدث في ستاد بورسعيد أثناء مباراة المصري والأهلي استغله أصحاب المصالح الخاصة حيث اشترك في هذه الأزمة التي أحزنت شعب مصر كله مجموعات كبيرة كانت معتصمة أمام محافظة بورسعيد للمطالبة بتغيير نظام الاسكان بالإضافة إلي المجموعة المنظمة التي تخطط لضرب أي محاولات للاستقرار.
مديرية الشئون الصحية ببورسعيد أعلنت بياناً بأسماء وعدد الضحايا والمصابين خلال الأحداث التي شهدها لقاء الأهلي والمصري من جميع المستشفيات.
وأكد د.حلمي العفني 'وكيل وزارة الصحة ببورسعيد' أن عدد القتلي وصل 71 ضحية و256 مصابًا من مختلف المحافظات حيث استقبل مستشفي بورسعيد العام 136 مصابًا وتم استقبال 50 آخرين بمستشفي بورسعيد العسكري و50 بمستشفي التأمين الصحي و20 بمستشفي الزهور المركزي حيث أجريت لهم الإسعافات اللازمة وتم خروجهم جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.