هل نسقط الثورة في قبضة المشبوهين؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة في الساحة المصرية هذه الأيام؟.. وقائمة المشبوهين طويلة، ومتعددة.. فهناك من يتربصون الدوائر بأمن الوطن، ويسعون للقفز علي مركب الثورة، وقيادة دفتها نحو المجهول. هؤلاء تحركهم نوازع شتي، وتدفعهم قوي غادرة نحو الاصطدام بسفينة الوطن، ساعين إلي خرق بنيانها، والعبث بمحتوياتها والقفز علي واقعها.. آملين من وراء كل ذلك تحقيق أهداف من يحركونهم، مستخدمين أساليبهم الجهنمية في القفز علي الواقع المصري. يقف في الخندق ذاته، من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة لقوي أجنبية، تحركهم كيف شاءت، وتدفعهم أينما أرادت.. تغدق عليهم بالأموال وتفتح لهم المكاتب، والصحف، والقنوات المشبوهة.. ثم، وهذا هو الأخطر، تستخدمهم فزاعة في وجه الوطن، ووسيلة للضغط عليه، وهم في سبيل ذلك كله، لا يتوانون عن الترويج لهم في المحافل الدولية، وترويج دعاواهم المغرضة، ساعين إلي طمس حقائقهم، وإظهارهم في صورة الضحايا والملاحقين. لا أحد في مصر الآن يجهل أبعاد هذا المخطط الرهيب الذي تقوده أدوات الشر، خاصة أن بعض مؤشرات ما يجري باتت ملء السمع والبصر، وأدرك المصريون مخاطرها الجمة، وأراحوا يتحدثون عنها في كل مكان. هذا المخطط يتسارع بإيقاع رهيب في تلك الفترة الصعبة في تاريخ الوطن، وهو مخطط تتكشف ذيوله أكثر، فأكثر، كلما اقتربنا من يوم الخامس والعشرين من يناير، وما سيتلوه من أيام صعبة. 'وإلي الغد'.