الانتخابات البرلمانية التي علي الأبواب تتميز عن كل ما سبقها من انتخابات بثلاث ميزات: 1- أنها أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير التي غيرت وجه مصر ولكنها لم تغير عقلها ولا قلبها. 2- الاتساع الهائل للدوائر الانتخابية . 3- ثلثي المقاعد محجوزة مسبقاً للأحزاب بنظام القوائم والثلث الباقي تتنافس عليه الأحزاب مع المستقلين. 4- ضيق فترة الدعاية نتيجة مد فترة التقدم للترشيح وتأخر إعلان الكشوف النهائية للمرشحين .. مع دخول عيد الأضحي . كل ما سبق يصب في مصلحة الأحزاب عامة ومحترفي الانتخابات والأثرياء من المرشحين .. وأصبحت فرص المرشحين المستقلين الجدد الراغبين في خدمة وطنهم وإحداث تغيير فعلي شبه معدومة. ولذلك لجأت إلي عالم الانترنت الفسيح لعل صوتي يصل ويؤثر بغض النظر عن النتيجة .. وتخيلت نفسي ألقي بياناً علي شاشات التليفزيون والملايين يشاهدون وينصتون فماذا قلت؟ بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة المواطنون أخوكم .............................المرشح المستقل لا أشعر بالارتياح عندما أطالب بالتحدث عن نفسي .. و أستثقل من يتحدثون عن أنفسهم .. لأنني مؤمن بأنه ليس للإنسان إلا ما سعي .. وما النجاح وتحقيق الانجازات إلا من عند الله وبتوفيقه. ونظراً لضيق الفترة المخصصة للتحدث اليكم فسوف أركز علي أربعة نقاط: النقطة الأولي 'المرحلة الراهنة' : في هذه المرحلة نحن مطالبون بأن نصطف لمواجة أعداء الثورة الذين لن يألوا جهداً لبث الفرقة بين أبناء الشعب وضرب وحدته الوطنية وتهديد أمنه في محاولاتهم اليائسة لإجهاض الثورة ومن ثم العودة ولو علي أشلاء الوطن. لذلك نحن مطالبون باستحضار أفضل صفاتنا الحضارية وحشد كل قوانا الايجابية لاستكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها النبيلة. النقطة الثانية 'البرامج الانتخابية': لا تنشغلوا بما يطرح عليكم من برامج – لأحزاب أو أفراد – فمجلس الشعب القادم لن تشكل "الأغلبية فيه" الحكومة .. وبالتالي ستظل السلطة التنفيذية بيد رأس الدولة يعين ويقيل الحكومة والوزراء. ولكن اهتموا بشخص المرشح و فكره وما يعتنق من مبادئ وتلمسوا خلقه ومدي صدقه. النقطة الثالثة 'مجلس الشعب القادم': إن الدور المنوط بمجلس الشعب القادم ينحصر في ثلاث مهام رئيسية هي: 1- مشاركة مجلس الشوري في اختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور .. 2- مراجعة وتقنين ما صدر من مراسيم وما أبرم من اتفاقات أثناء فترة حل المجلس 'وكذلك الموازنة العامة الحالية'. 3- ممارسة المجلس لسلطته التشريعية ورقابته علي أعمال السلطة التنفيذية 'الحكومة ورئيس الجمهورية' ومحاسبتهم إذا اقتضي الأمر. وهنا لا بد من التأكيد علي ثلاثة أمور: - الأمر الأول : أنه لا يليق "بمصر الحضارة والريادة" أن يكون دستورها مستنسخاً من دساتير سابقة .. أو تلملم له مواده من هنا وهناك .. ولكن الواجب أن يكون الدستور مصرياً قلباً وقالباً ويكون مرجعاً و"مثالاً يحتذي" لكل الأمم. - الأمر الثاني : أقول لشباب مصر الواعد .. أنتم فخر لمصر وأملها في بناء مستقبل زاهر .. ولقد وفقكم الله في إنجاز ما هو جدير بحماس الشباب وقوته وفتوته .. ولكن لا تتعجلوا قطف الثمار قبل أوانها .. واعلموا أن وضع الدستور وتقنين الفترة الانتقالية يناسبه أكثر "الحكمة والخبرة". إن عمر هذا المجلس قصير ولن يتعدي سنة واحدة .. فخذوا وقتكم "نظموا صفوفكم" "أعدوا برامجكم" "إفرزوا قياداتكم" وليكن هدفكم المجلس التالي . وأري أن الدور الوطني الأهم للشباب في هذه الانتخابات هو فرز المرشحين والتواصل معهم لاختيار وتأييد من ترونهم الأنسب والأصلح لمهمة المجلس القادم. - الأمر الثالث : إن كانت الأحزاب ستمثل داخل المجلس عن طريق القوائم .. فلا سبيل أمام المستقلين للتواجد داخل المجلس إلا عن طريق المقعد الفردي .. فامنحوا المقعد الفردي لأحد المرشحين المستقلين. النقطة الرابعة 'العملية الانتخابية' : "إن هذه الانتخابات" فرصة "لنثبت للعالم أجمع" أننا – رغم ما عانيناه "طويلاً" من استبداد وقهر وقمع وظلم وإفقار وفتن ومحاولات تهميش وطمس هوية – "رغم كل ذلك" فاننا هذا الشعب العريق الذي ما زال محافظاً علي صفاته وسماته التي اكتسبها عبر آلاف السنين .. كما أن معدننا صلد وقوي صهرته الأحداث الجسام عبر مسيرة تاريخية هي الأطول بين كل الأمم . ولنتذكر جميعاً أن "الخلاف في الرأي" لا يفسد للود قضية. ولذلك أدعوكم جميعاً – مرشحين و ناخبين – أن تكون فترة الانتخابات احتفالية كبري لكل المصريين بثورتهم البيضاء الرائدة . وأخيراً – وليس آخراً إن شاء الله – أتوجه إلي الأخوة الناخبين الذين يدلون بأصواتهم .. احسموا أمركم .. استفتوا قلوبكم ولو افتوكم .. امنحوني ثقتكم فإني - إن شاء الله - أهل لها. المرشح ........... وفور انتهائي من بياني إنهالت الرسائل القصيرة علي موبايلي وامتلأ صندوق بريدي الالكتروني وكانت المفاجأة الكبري خروج مسيرات التأييد في كل أنحاء الدائرة المترامية الأطراف و ... هل من الممكن حدوث ذلك؟