مع ظهور دولة جمهورية إيران الإسلامية بعد قيام الثورة الإسلامية علي يد الخميني عام 1979 انتشر ما يسمي بالفكر الجهادي الإسلامي التكفيري في البلاد العربية والإسلامية وأخذت تلك الثورة طابع الرمزية للكثير من الجماعات المسماة إسلامية كجماعة الإخوان في مصر وغيرها من الدول بعد دحرها علي يد سلطات دولها حتي قام الكثير من رموز الجماعات الإسلامية في الكثير من دول العالم إلي إيران لمباركة الثورة الإيرانية ومبادئها الشيعية رغم اختلافها مع المذاهب الإسلامية الأخري وبخاصة المذهب السني، وقد حملت تلك الجماعات إلي بلدانها طابع التكفير والتشدد والقيام بعمليات التفجير والاغتيالات التي انتشرت بكثرة في البلدان العربية ناهيك عن البدء في تكوين جماعات وأحزاب دينية بمساعدة إيرانية ظهرت قوتها وخطورتها فيما بعد وتشكل خطورة واختراق كبير في بعض البلدان العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وغيرها لأن إيران بهذا الفكر الديني والفاشي إذا ما دخلت في بلد عربي أو إسلامي إلا وأفسدته من أجل مصالحها، وألحقت الفتنة والبغضاء بين أبناء البلد الواحد، ونجاحها في المتاجرة بالقضايا الإسلامية ومنها المسجد الأقصي والقضية الفلسطينية، وشعاراتها العدائية والكاذبة تجاه إسرائيل وأمريكا لتحقيق شعبية في البلدان العربية والإسلامية، وإيران منذ إعلانها الثورة الإيرانية وتصدير فكر ولاية الفقيه خصصت مبالغ باهظة لهذا الهدف لنشر هذا الفكر المتشدد خارج إيران بالتعاون مع الحركات الجهادية في البلدان العربية لأن إيران وعلي يد الخميني رأت أن الوقت قد حان لإعادة إحياء المجد الفارسي كما كان أيام الدولة الساسانية عندما وجد حكام إيران الجدد في ولاية الفقيه الحجة الدينية التي تمنحهم السلطة علي أصحاب المذهب الشيعي خاصة والمسلمين بعامة مما يتيح لهم من خلال هذا الرمز الديني السيطرة السياسية علي البلدان العربية المجاورة ثم البلدان الإسلامية في مرحلة لاحقة من أجل تحقيق وبعث أمجاد الدولة الفارسية مرة أخري والانتقام من الفتح الإسلامي وحرب إيران الأخيرة مع صدام ثم طموح إيران بالهيمنة علي مكة والمدينة المنورة لأسباب شيطانية، ومن أجل الهيمنة الدينية جاءت الثورة الإيرانية حاملة للفكر المتشدد مع تطبيق مبالغ فيه للشريعة الإسلامية والتضييق علي الحقوق والحريات وفق ما يراه الفقيه الأمر الذي أدي إلي الكثير من تطبيق أحكام الإعدام علي الثوار الحقيقيين وأصحاب الفكر المستنير واليساريين والكثير من رموز المعارضة بلا أحكام قضائية فطالت الاغتيالات أكثر من 30 ألف قتيل أبان وبعد الثورة الإيرانية، تلك الثورة التي تمسكت بالعنف والتشدد ومعاداة الدول والتدخل في شئونها ونشر الفكر الجهادي المتطرف وتأسيس جماعات للقيام بالتفجيرات والاغتيالات في الدول الأخري لإضعافها من أجل السيطرة عليها في مرحلة لاحقة، وقد ظل هذا الفكر منذ الخميني ومنه إلي رافسنجاني ووصولا الآن إلي الملا علي خامنئي لتصبح تلك الرموز الدينية الفاشية هي الحاكمة الفعلية للبلاد والتي تسيطر علي كل السلطات، ومن أجل الهيمنة وتحقيق أفكار الثورة الإيرانية لتكون المثال الذي يحتذي في البلدان الإسلامية الأخري رأت إيران أن مسألة حيازة السلاح النووي هي الأهم لتحقيق الحلم بهيمنتها الإقليمية وقياداتها لمنطقة الشرق الأوسط وإخضاع شعوبها، ولهذا بدأت بالاهتمام بالبرنامج النووي وتحدت العالم وتحدت العقوبات الدولية لأكثر من 14 عام من أجل امتلاكها للسلاح النووي واستخدام الطاقة النووية للأغراض الصناعية أيضا لمنافسة دول العالم المتقدم وهو الأمر الذي تحقق لها عندما فرضت شروطها مؤخرا في الاتفاق النووي مع الدول الكبار لتصبح بذلك من أكبر القوي الدولية التي سوف يظهر تأثيرها السياسي والعسكري والاقتصادي بالعالم في المدي القريب. ولهذا فإن إيران مع وجود القوة الدينية والقوة النووية لا وجود لمفهوم ما يسمي بالدولة فيها لأنها تختلف بذلك عن مفهوم الدولة في البلدان الأخري والدليل هو أنها دولة لا تحترم القوانين والأعراف الدولية ولا تحترم جيرانها ووجودها، وليس للرئاسة فيها القوة لعدم امتلاكها للصلاحيات الرئاسية لوجود الولي الفقيه، ولا وجود لما يسمي بحقوق الإنسان والأقليات، وتهديدها للأمن والسلم الدولي وإعلانها عن طريق المرجعيات الدينية والحرس الثوري العداء والاستعلاء علي كل الدول وسعيها للتغيير في الجغرافيا والتاريخ من حولها لصبغ كل الأشياء بالصبغة الفارسية، وعدم احترامها للقرارات الدولية أو انصياغها لها والدليل الاعتراض والتهديد بإلغاء ما اتفق عليه مؤخرا في فيينا عبر مفاوضيها مع الدول الكبري بخصوص الملف النووي مما يدل علي خطورة تلك الدولة التي تجمع في نظامها وقيمها بين الفاشية وامتلاك القوة النووية علي دول العالم وذلك بعد أن صنفتها أمريكا ضمن دول محور الشر وتسميتها بالدولة المارقة الأمر الذي يستوجب علي دولنا العربية أن تكون يقظة دائمة علي غرار يقظتها في عاصفة الحزم لكبح جماح تلك الدولة وكسر غرورها وصلفها والتصدي للأفكار الشيطانية للثورة الإيرانية التي أدت إلي الفتنة والطائفية والمذهبية بين المسلمين لصالح الفكر الشيعي الإيراني المتشدد والغريب علي المسلمين والإسلام من خلال الخطاب الإيراني الذي يستخدم الإسفاف والمبالغة والتهجم علي الحضارة العربية والإسلامية والإساءة للصحابة ورموز الإسلام في عهده الأول واسترجاع الفكر الشعوبي الذي عادي العلماء العرب وحقر من شأنهم ونسب كل ما هو إيجابي في الحضارة الإسلامية للفارسيين مما يدل علي أن رموز تلك الدولة هم دعاة التشدد والحروب والنزاعات في المنطقة والعالم، ولن ينصلح حال منطقتنا العربية وحال البلاد التي تشهد الآن أكبر النزاعات إلا بالحد من نفوذ الهيمنة الإيرانية والتصدي لفكرة الملا والمرشد الذي يعتبر سبب الوبال والتشدد والخراب والاقتتال ومثال الظلم والوحشية والقمع الدموي في المنطقة والعالم.