بعد الاتفاق الذي حققته إيران مع الدول الست الكبار بخصوص برنامجها النووي عادت إيران ولتعلن صراحة عبر رموزها وقاداتها تدخلها السافر في الشئون العربية وبخاصة في دول الخليج، ولم يعد يغب علي أحد نجاح إيران في التدخل في شئون الكثير من البلدان العربية مما أدي إلي تأجيج الطائفية والمذهبية وإشعال الحروب والنزاعات التي أحدثت الخراب والاضطراب والاقتتال في الدول العربية فمن العراق إلي سوريا إلي غزة وإلي لبنان وصولا إلي الاقتتال الصريح في اليمن، وكلها سيناريوهات متشابهة تقف وراءها إيران لفرض نفوذها ومطامعها بالمنطقة وبخاصة دول الخليج عن طريق التنظيمات الجهادية والإرهابية التي انطلقت في بلداننا العربية بعد الثورة الإيرانية بقيادة الخميني عام 1979 وما خلفته من خلق التكفيريين والمتشددين بالمنطقة مستغلة القضية الفلسطينية وترويج حقوق الأقليات الدينية وإحداث الفتنة بين الشيعة والسنة في البلدان العربية دون غيرها، فها هي إيران وبعد أن قضت السنوات تحت وطأة العقوبات تعود بقوة من خلال فرض شروطها في الملف النووي مما يجعلها تعلن عبر زعمائها تدخلها في شئون البلدان العربية، وما يحدث في اليمن من حرب داخلية سببه الانقلاب الذي أحدثه الحوثيين علي الشرعية بمساعدة ومباركة إيرانية لفرض الهيمنة علي باب المندب وتحويل اليمن عبر الشيعة اليزيديين إلي دولة فارسية، فقد أعلن مؤخرا علي خامنئي الذي يعتبر أكبر سلطة في إيران تدخله في الشئون العربية عندما أعلن تضامنه مع الدول المقهورة بالبلدان العربية إضافة إلي تصريحات رموز وقيادات الحرس الثوري الإيراني تجاه مملكة البحرين تلك المملكة التي صمدت بملكها حمد بن عيس آل خليفة منذ بداية ثورات الربيع العربي من خلال التظاهرات المدبرة والمغرضة من جانب الشيعة في البحرين بمساندة إيرانية لكي يعمها الخراب والفوضي لتعم دول الخليج قاطبة عندما يتوهم المتظاهرون بالانقلاب علي الحكم والوصول إلي السلطة، مما اضطر الملك البحريني أن يقوم بالكثير من التنازلات الغير مطلوبة من أجل إسكات الخونة والمغرضون ناهيك عن إفراجه عن الكثير من القيادات والرموز الشيعية التي أججت الصراع انطلاقا من ميدان اللؤلؤة بالبحرين، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف إيران عن تهريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة الخطرة عبر البحر وعبر البضائع إلي داخل البحرين لتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها وضد السلطات مما يدل علي النوايا الإجرامية لإيران تجاه الخليج وتجاه الدول العربية كان آخرها عندما أحبطت السلطات الإيرانية وبجدارة عملية لتهريب الأسلحة يوم السبت الماضي 25 يوليو الجاري ودون مراعاة لحقوق الجوار أو المواثيق والأعراف الدولية، فقد تمكنت السلطات عبر خفر السواحل من القبض علي قاربين خارج المياه الإقليمية وهما يحملان شخصان وكمية كبيرة من المواد المتفجرة وعدد من الأسلحة الخطيرة والذخائر حتي اعترفا أحد الإرهابيين بتلقيه تدريبات عسكرية في أغسطس 2013 في إيران علي يد الحرس الثوري الإيراني مما اضطر البحرين إلي استدعاء سفيرها بطهران للاحتجاج علي هذا التدخل الإرهابي والعدائي في شئونها وشئون البلدان العربية مما يستدعي علي دولنا العربية اتخاذ الحيطة والحظر والعمل علي تقديم شكوي فورية لمجلس الأمن لاتخاذ اللازم تجاه تلك الدولة العدائية والخطيرة علي كل بلاد العالم بسبب الأفكار الفاشية لرموز ما يسمي بالثورة الإيرانية، والعمل الفوري علي الوقوف بجانب البحرين تجاه هذا العدو الشيطاني الذي يشكل خطر كبير علي المنطقة حتي لا نفاجئ بالوقوع في الفخ اليمني وتعريض أمن واستقرار مملكة البحري وملكها للخطر.