وصفت روسيا الحشد العسكري لحلف شمال الأطلسي 'الناتو' بالقرب من حدودها باعتباره التهديد العسكري الرئيسي وأثارت احتمال استخدام الأسلحة التقليدية دقيقة التصويب 'كرادع استراتيجي' وفقا لما ورد في وثيقة العقيدة العسكرية الجديدة للبلاد التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتن، الجمعة. ونفي الناتو أن يكون تهديدا لروسيا واتهمها بتقويض الأمن الأوروبي. وتحتفظ العقيدة الجديدة، التي تأتي وسط توترات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، بشروط العقيدة السابقة، وهي طبعة 2010 من العقيدة العسكرية، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية. وتقول إن روسيا يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية ردا علي استخدام الأسلحة النووية أو أي أسلحة دمار شامل أخري ضدها أو ضد أي من حلفائها، وأيضا في حالة الاعتداء الذي يتضمن أسلحة تقليدية 'تهدد وجود الدولة الروسية في حد ذاته'. وللمرة الأولي، تقول العقيدة الجديدة إن روسيا يمكن أن تستخدم أسلحة دقيقة التصويب 'كجزء من إجراءات الردع الاستراتيجية'. ولم تعلن الوثيقة عن ظروف مثل هذا الاستخدام. ووضعت العقيدة 'الحشد لإمكانيات الناتو العسكرية وتمكينه من وظائف عالمية تنفذ بالمخالفة للقانون الدولي، وامتداد البنية التحتية للناتو إلي الحدود الروسية' في قمة التهديدات العسكرية لروسيا. وأشارت إلي أن هذا الانتشار للقوات العسكرية الأجنبية علي أراضي جيران روسيا يمكن استخدامه 'من أجل الضغط السياسي والعسكري'. وردت المتحدثة باسم الناتو أوانا لانغيسكو بقولها في بيان أن التحالف 'لا يمثل تهديدا لروسيا أو لأي دولة'. وقالت 'أي خطوات يتخذها الناتو لتأمين أعضائه من الواضح أنها تكون دفاعية في طبيعتها، ومتناسبة ومتماشية مع القانون الدولي. في الحقيقة فإن أعمال روسيا بما في ذلك في أوكرانيا، هي التي تخالف القانون الدولي وتقوض الأمن الأوروبي'. وهبطت علاقات روسيا بالغرب إلي أدني مستوياتها منذ أوقات الحرب الباردة، وقطع الناتو كل علاقاته مع روسيا بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم في مارس. كذلك اتهمت أوكرانيا والغرب موسكو بتغذية التمرد الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا بالقوات والأسلحة وهي اتهامات ينفيها الكرملين. وردت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد موسكو، عمقت من متاعب روسيا الاقتصادية وأسهمت كثيرا في خفض قيمة عملتها.