قالت الفنانة هند صبري، في حوارها ببرنامج 'إنت حر'، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية 'سي بي س يتو'، إنها تضع في رأسها شيئن عند اختيار أدوارها الفنية، الأول أن لا تكون مكررة، والثانية أن لا يقول المشاهد أنها تذهب لمنطقة غير لائقة عليها، موضحة أنها تريد عمل هوية تكمل مع المشاهد وأن تكون مختلفة في الوقت نفسه. وتابعت :'من السهل أن ينجح الشخص وأن يكمل في الخط نفسه، وأنا لا أحب الاستسهال، وأنا شاهدت الأعمال الفنية المهمة قبل أن أتي مصر، وتم اختياري في فيلم صمت القصور التونسي عندما كان عمري 14 سنة، وكنت بطلة الفيلم، ولم أكن أحب التمثيل حينها، بل كنت تلميذة نجيبة، وذهبت عيد ميلاد، وكان هناك مخرج، وقال لأبي إن وجهي سينمائي، ولم أفهم الجملة، ولكنه رأي شئ لم أراه حينها، وكان حينها يكتب سيناريو العمل، وقال أبي إنهم سيرسلوني للمخرجة، وذهبت بالغصب عني، لأني لم أكن أريد الاختلاف عن الأطفال في سني'. وأضافت :'الفيلم لم أتحدث فيه كثيرا، بل صمت ونظرات، الأمر الذي جعلهم يتمسكون بي لأن نني العين لدي واسع قليلا، وقمت بالفيلم وأحبيت الكواليس، وأن يكون لي عائلة أخري غير أهلي، ولم أكن أدرس حينها الفن حينها، ولم أحب الأمر، ولم أكن أخاف من الكاميرا، بل أني لم أحس أنها غير صديقة، بل كنت أحبها وأتصور بجانبها'. وحول مجيئها لمصر، صرحت الفنانة :'6 سنوات كاملة لم أمثل، ثم قمت بفيلم أخر، وذهبت لمهرجان قرطاج، لتقديم فيلم موسم الرجال وقابلتني المخرجة إيناس الدغيدي، وتعرفت علي، وبعدها بشهرين تقريبا أتصلت بي علي هاتف المنزل، وعرضت علي فيلم، وقرأته بالفعل وأحبيت أن أجئ مصر، وكان حينها لدي 20 سنة، وهنا بدأت قصة الحب بيني وبين الدولة، ومصر هي بوصلة العالم العربي، وعندما نشخص مشكلات العالم العربي نجد أنها الشريان الأساسي'. وردا علي ماهية مشكلات الوطن العربي': ردت هند صبري :'أننا لا نحب الحديث عن مشكلاتنا، ولا نحب مواجهتها، وأري أن الدول المتقدمة هي التي عرفت كيفية مواجهة مشكلاتها، ولو لم نكشف الجرح سيكون ملوث، ومن المفترض أن الخوف إنتهي، وأننا نبدء الآن تكوين هوية عربية جديدة، والشعوب العربية من 4 سنوات لم تعد هي الآن، ونحن الآن بدأنا الحديث عن مشكلاتنا، ومن المفترض أن يتم استخدام الفن في أن يكون قاطرة المجتمع، وهو دوره في العالم أجمع'. وأكدت :'الفن متقدم زمنيا عن باقي المجتمع، ويري أشياء لا يراها المواطن العادي، وأنا أقول إن هذا ليس وقتنا بل وقت الشارع، والسلطة القمعية لا تري الرسائل المستخبية في الفن، بل تري الأشياء المباشرة، وهذا ما جعل جيل كامل من الإعلاميين يوصل رسالته بشكل غير مباشر، الأمر الذي لعب دورا في ثورتي تونس ومصر، ونفس ما حدث في مصر حدث في تونس، ولكن المختلف هو أن 30 يونيو كانت في صالح تونس، لأن الإخوان في تونس فهموا الرسالة وقرروا التعاون وقدموا الإستقالة، وتم كل شئ كما أراد المجتمع المدني التونسي'. واستطردت قائلة :'أري أنه ليس هناك أمل في وجود حكومة تمثل الإسلام السياسي، سواء برفض الشعب أو عدم خبرتهم في المنظومة الديموقراطية، ونحن جربناهم، ولكننا رأينا بعدها استئثار بالحكم وعدم احترام الديموقراطية'. وفيما يتعلق بالفنان الراحل خالد صالح، قالت الفنانة :'هو فطرة وإحساس ونحن رفقاء درب، ومن ذكائه الخارق يدخل في أي سيفونية، وفي فيلم الجزيرة 2 كان يحس بمسؤولية، ونظرت له وقلت له لا تقلق والناس هتنزل تشوف هتعمل إيه، وكان نفسي تشوف واقع دوره'. وحول فيلم الجزيرة 2، قالت :'فكرة فيلم الجزيرة 2 جعلت المخرج شريف عرفة يتردد كثيرا، ولكني أعتقد أنه لن يقدم علي الفكرة إلا بعد حدوث تطورات اجتماعية تسمح بجزء ثاني، لأن الفيلم يبدأ من يوم فتح السجون 2011، وينتهي في منتصف 2012، وأعتقد ان هذا ما حمس المخرج، وهناك تغيرات كثيرة تسمح بوضعها في الفيلم، والفيلم مختلف تماما، وكنت سعيدة لأننا تعبنا جدا، وتم تصويره في ظروف انتاجية صعبة جدا، ولم يكن هناك احد يراهن علي عودة الإنتاج الكبير، والجميع كان متخوف، بسبب هجر الناس لقاعات السينما، ولكن مع شريف عرفة نسبة الخسائر قليلة جدا، لأنه عظيم'. وأوضحت :'فيلم أسماء كانت تجربة مؤلمة ولكنها جيدة، وكل شئ فيها كانت جديدة، وكنت محظوظة لأنه قليلة الأفلام التي تكون بطلته سيدة، وأيضا أن يكون الفيلم عن قضية جديدة، وهناك أفلام تعيش مع الناس ولا يزهق منها، مثل فيلم أحلي الأوقات، الذي نزل في سينما ذكورية لم يحقق إيرادات عظيمة، ولكنه الآن الجميع شاهده، والمشاهدة المتأنية تنصف أفلام وتجعلها جماهيرية'. وأشارت الفنانة إلي أن :'لا أحب كلمة فيلم للمرأة، وسينما المرأة، بل أن هناك مخرجين رجال يعبروا عن السيدات أكثر من السيدات أنفسهن، وسيدات أيضا يعبروا عن الرجال أكثر من الرجال، فمثلا محمد خان أكثر من يعبر عن السيدة، والسينما الذكورية التي قلت عنها تعني أن هناك من يأخذ حقظه ويكتب له السيناريوهات هو الرجل، وهذه طبيعة المجتمع'. وردا علي سؤالها 'ماذا لو كنتي رئيسة لتونس'، قالت :'بداية سأهتم بالتعليم، والتضامن، بمعني أن نحس بأننا مسؤولين عن بعضنا البعض في مل شئ، وهذا ما سيجعل تطبيق الديموقراطية بشكل سليم، ولو أحسيتنا بإنتماء لن نفعل ما نفعله الآن'. وأوضحت :'بعيدا عن أني سفيرة النوايا الحسنة بالأممالمتحدة، فأنا إنسانة طبيعية، ولو تخيلنا العالم بدون أمم متحدة، هل تعتقد أنه سيكون أفضل؟!، بالطبع لا، ولكي أكون أمينة، الأممالمتحدة كمؤسسة المفترض أن تكون محايدة، ولكن من الممكن أن يكون لها لوبي داخلي، وأنا لا علاقة لي بالناحية السياسية بل بالشق الإنساني، وأنا شاهدت عملهم في رام الله، ومخيم الزعتري، وسوريا وحدها تتكلف مئات ملايين الدولات شهريا، وتحتاج وعي دولي، وهناك دول كثيرة تعطي، مثل اليابان، كل هذا في صمت'. وقالت :'برنامج التغذية في مصر به برنامج للتغذية المدرسية، لتشجيع الطلاب في الذهاب للمدراس خاصة بالصعيد، والإتحاد الأوربي أعطي للبرنامج 60 مليون يورو، ونحن نتعامل مع الحكومة، والمساعدات تصل لأكثر من 200 ألف طفل في مصر'.