نفسى مفتوحة على السينما.. وأحلم بتحقيق نقلة مهمة فى مشوارى السينمائى أحد معارفى قال لى إن مسلسل «حاميها حراميها» كان الوحيد اللى بيتفرج عليه قبل الفطار لأنه «لا يفسد الصيام» يرى أنها منطقته وموهبته، فالفنان سامح حسين يعتبر نفسه سفيرا للطفل فى السينما، هذه الشريحة التى يغفلها أى مجتمع كثيرا ويبتعد عن طرح همومها ومشكلاتها، ومن هذا المنطلق قرر تقديم فيلمه الجديد «جيران السعد» بعد تجربتين سابقتين، ولكن هذه المرة بعدد أكبر من الأطفال، رافضا أن يحصر نفسه فى خانة واحدة مع فيلم «حلاوة روح» ورافضا أى اتهام لفيلمه أنه يستغل الطفل على غرار الاتهامات التى وجهت لفيلم هيفاء، وموجها سيوف نقده لمن يتشدقون أنه لا توجد سينما محترمة ولا نظيفة ويقول لهم: «لا.. توجد سينما نظيفة»، وفى الحوار التالى يتحدث ل«الشروق» عن تجربته الجديدة، وعن قصة حذف ألفاظ من فيلمه بأمر الرقابة.. ● كيف ترى فيلم «جيران السعد» بعد طرحه للجمهور؟ أحببت «جيران السعد» لأن به كوميديا راقية جدا ومحترمة ونوع جديد عليّ وهو كوميديا المقالب، فهو فيلم يشعر المتفرج إنه كارتون لحد ما، أشبه بلعبة القط والفار، وهذا لون جديد حبيت أقدمه خصوصا أنه مبهج بشكل كبير حتى إن هذا يظهر من خلال الألوان فى العمل، كما أنه لأول مرة أعمل مع هذا الكم من الأطفال. ● كيف كان تعاملك مع الأطفال فى الفيلم وخصوصا أن عددهم كبير؟ أول فيلم لى كان هناك طفل واحد والثانى كان هناك طفلتان والثالث 5 أطفال.. أنا أحب الأطفال جدا، وهم يرتاحون فى التعامل معى، وأعرف كيفية التعامل وكيف يسمعون كلامى وينفذونه، وأزعم أن الأطفال أيضا يحبوننى لقدرتى على التعالم معهم، وأعتقد أن هذه موهبة أستفيد منها وأفيد بها غيرى أيضا، وأحب اقولك أنه قبل تصوير الفيلم بأسبوعين لم أكن أفعل أى شىء سوى الجلوس مع أطفال الفيلم والاستماع إليهم ولحواديتهم اليومية وحياتهم ونأكل ونشرب سويا لكى أتأقلم معهم، وكنت أقضى معهم يوميا حوالى 5 ساعات، ووقتا إضافيا لقراءة السيناريو. فضلا على أننى طوعت الفيلم لشخصياتهم ومواهبهم الحقيقية، ولذلك كل طفل فى الفيلم كانت لديه موهبة هى موهبته الحقيقية، فقد أردت أن أجعل الأمور طبيعية جدا. ● تعتبر الفنان الوحيد تقريبا على الساحة الذى يستهدف الأطفال فى أغلب أعماله.. فهل خططت لهذا أم أن الأعمال المعروضة عليك فرضت ذلك؟ لو اقدر استهدف شريحة الأطفال بنسبة مائة فى المائة فوقتها سأكون سعيدا جدا، فأنا أشعر أننا نغفل شريحة كبيرة جدا ومهمة للغاية فى مجتمعنا، وفى رأيى الشخصى أغلب مشاكلنا فى المجتمع بسبب إغفالنا الأطفال وتعليمهم بشكل صحيح، فهؤلاء الأطفال هم جيل الغد، وأنا يحزننى للغاية ما رأيته مع الطفل أحمد خالد الذى ظهر فى الفيلم، فهذا الطفل عندما تحدثت معه وجدته مثقفا جدا ومتفتحا لأقصى درجة، ولكن مع الأسف كل ثقافته أجنبية، وعندما سألته: هل قرأت مثلا ليوسف إدريس وجدته لا يعرفه أصلا، وهذا شىء غريب ويحزن.. والفيلم يوجه رسالة بشكل كوميدى طريف مغزاها أن الطفل ليس شرطا لأن يكون ناجحا فى تعليمه أن يكون غير مثقف ولا يمارس هواياته ولا يذهب للنادى، فهذه الأشياء لا تتعارض مع بعضها، وكذلك أردت توصيل فكرة التسامح وثقافة الاعتذار عند الخطأ وخصوصا من الكبار فى حق الصغار. ● لأول مرة يحدث أن تعترض الرقابة على لفظين وردوا فى فيلمك وطالبوا بحذفهم.. ما تعليقك؟ ضحكت جدا عندما علمت ذلك، وقلت لنفسى لو انتوا وصلتوا لمرحلة الاعتراض على الألفاظ التى تجدونها غير مناسبة أو غير لائقة بل وحذفها مع أن اللفظين فى فيلمى عاديان جدا (هنعمل معاه الجلاشة) و(إحنا هنشخرمه) فهذا جيد جدا طالما أنه سينطبق على كل المصنفات الفنية بلا استثناء، ولكن سياسة الكيل بمكيالين لا تجوز إطلاقا، فهل يعقل مثلا الاعتراض على ألفاظ ترد فى فيلم بالسينما الذى هى من المفترض أنها وسيط انتقائى ولا يتم حذفها أو الاعتراض عليها فى مسلسل تليفزيونى يدخل كل البيوت ويشاهده الجميع؟ فمثلا رمضان الماضى كانت هناك أعمال تليفزيونية كثيرة وبها ألفاظ ومشاهد لا تليق أصلا لا بالشهر الكريم ولا بنوعية الوسيط الذى تذاع من خلاله, وأحب أقولك فى هذا السياق إن أحد معارفى قال لى إن مسلسل «حاميها حراميها» هو الوحيد الذى أشاهده قبل الفطار فى رمضان، وفى البداية استغربت جدا من قوله، ولكنه لم يدع حيرتى تزيد وبادرنى بقوله «لأن المسلسل محترم، وأنا صايم مقدرش أشوف المسلسلات التانية». ● هل ترى أن فيلم «حلاوة روح» أثر بالسلب على فيلمك وخصوصا مع وجود كم كبير من الأطفال به؟ ممكن.. ولكن فى النهاية اللفظان اللذان اعترضت عليهما الرقابة ليسا بهما أى إيحاءات خارجة أو غير لائقين إطلاقا، بل على العكس هى كلمات دارجة بين المراهقين وعلى فيس بوك وتويتر، وكونهم يعترضون عليها جعلنى اندهش، وسوف أقول لك شيئا غريبا، فهذان اللفظان تكررا 3 مرات فى الفيلم، وفوجئت أن الرقابة تحذفهما مرة واحدة فقط، فضلا على أن هذين اللفظين موجودان فى البرومو، ولم يتم حذفهما، والبرومو تمت مشاهدته أكثر من الفيلم أصلا، وليس كل من يرى البرومو يذهب للفيلم. وأضاف: «ما يحزننى أننا أصبحنا كمجتمع بارعين فى الهدم وليس البناء، وما أحزننى هو التركيز على فيلم تم منعه، وتوجيه اتهام أنه لا توجد أفلام محترمة ولا سينما نظيفة، مع أن تلك النوعية موجودة فى السوق ولكن مع الأسف كل التركيز كان على الشىء غير المرغوب فيه، ويطلع من يقول (مفيش فايدة) ولكنى أقول لهم (لأ فيه فايدة) ونحن ننحت فى الصخر ونحارب، وهناك سينما نظيفة موجودة ولكن لا أحد يهتم بها». ● معنى كلامك هذا أن فيلم هيفاء أثر سلبا على المنافسين له فى السوق؟ لا على الإطلاق، لسبب بسيط وهو أن نوعيات الأفلام مختلفة تماما عن بعضها البعض، فالتنافس يأتى بين الأفلام المتشابهة فى نفس النمط، ولذلك لا أجد أى وجه للمقارنة بين حلاوة روح والأفلام الأخرى المتواجدة فى دور العرض، فمثلا جمهور فيلم «جيران السعد» ليس جمهور فيلم هيفاء وهبى، وأحب أقولك شيئا أكثر أهمية، فأى فيلم موجود فى السوق لم يستفد على الإطلاق من منع حلاوة روح، لأنه كما قلت لك الجمهور ليس واحدا. ● وكيف ترى المنافسة فى هذا الموسم خصوصا أن كل المعروض تقريبا ينتمى للكوميديا؟ ليس كلهم «كوميدى»، «فسالم أبوأخته» ليس كذلك، ورامز جلال فيلمه كوميديا ولكنه بنوعية كوميدية مختلفة عن التى أقدمها فى «جيران السعد»، وهذا بالطبع شىء لصالح الجمهور وأقصد التنوع فى المعروض. ● أنت من الفنانين المحافظين على أسلوبهم وشخصيتهم.. ولذلك أحب أعرف ما الخطوة المقبلة لك؟ أريد التركيز أكثر فى السينما، فالثلاثة أفلام الذين قدمتهم فتحوا نفسى للسينما، وبصراحة نفسى أقدم نقلة مهمة فى السينما، وهى نمط تقديم أكثر من شخصية مثلما فعلت فى مسلسل «اللص والكتاب». ● هل الخطوة المقبلة من خلال شركة إنتاجك الخاصة أم لا؟ لو قامت شركة إنتاج كبيرة بتقديم عرض أو عمل اعتبره خطوة جديدة سأقدمه بالطبع، ولكن إذا لم يحدث ذلك فسوف أقدم العمل المقبل من إنتاجى الشخصى. ● وما حقيقة خوضك فى الفترة المقبلة لفيلم «عسل أخضر»؟ كما قلت لك من قبل فهى مجرد اجتهادات أو شائعات، وفى الحقيقة وليد يوسف المؤلف صديقى وقد عرض علىّ فيلم «عسل أخضر» ولكن لا أعلم هل هو المشروع المقبل أم لا، فكله مجرد كلام.