وزارة الأوقاف تعلن عن وظيفة وكيل دائم (الشروط وطريقة التقديم)    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 19 أغسطس    حركة القطارات | 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. اليوم الثلاثاء    الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من عمال الإغاثة خلال 2024 ونصفهم في غزة    رئيسة المفوضية الأوروبية تشكر ترامب على جهوده من أجل إعادة أطفال أوكرانيا المخطوفين    رئيس الوزراء يصل مقر انعقاد منتدى مجلس الأعمال المصري الياباني في طوكيو    هل محادثات ماكرون مع ترامب تتطرقت إلى تنازل أوكرانيا عن أراض؟    موعد مباراة المصري وبيراميدز في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    الأرصاد تحذر من ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة    بحثاً عن جثمان صغير.. رفع عبّارة نيلية بطهطا ابتلعه النيل أثناء التنزه بسوهاج "صور"    يعرض قريبا، تعرف على قصة وأبطال مسلسل أزمة ثقة    نجلة طلعت زكريا تكشف سر عن أحمد فهمي تجاه والدها الراحل    أوبن إيه آي تدرس إضافة إعلانات ل ChatGPT بحذر    دراسة تحذّر من الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفحوص الطبية    وداعا لتقديرات الأطباء، الذكاء الاصطناعي يحدد موعد ولادة الجنين بدقة 95 %    الماريجوانا على رأس المضبوطات.. جمارك مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب بضائع وأسلحة بيضاء ومخدرات    ضبط سائق دهس شابًا وفر هاربًا بالفيوم    وزير الزراعة: نستهدف 12 مليار دولار صادرات زراعية هذا العام.. وإضافة 3 ملايين فدان خلال 3 سنوات    رئيس «مدينة مصر»: نسبة إلغاء التعاقدات فى معدلاتها الطبيعية ولا تتجاوز 6%    إصابة عامل إثر حريق داخل مطعم فى منطقة التجمع    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد بيان وزارة المالية (اعرف هتقبض كام؟)    مخاطر الخلط بين أبحاث علوم الفضاء وفقه أحكام الفضاء    «الصفحة اتقفلت».. آمال ماهر تحسم موقفها من عودة «الإكس» (فيديو)    5 شهداء جنوب شرقى مدينة دير البلح    ماكرون: لا سلام دون توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    تحت عنوان «حسن الخُلق».. أوقاف قنا تُعقد 131 قافلة دعوية لنشر الفكر المستنير    رسميًا.. 24 توجيهًا عاجلًا من التعليم لضبط المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 20252026    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 بأسواق الصاغة    الاتحاد الأوروبي يخفض وارداته من النفط إلى أدنى مستوى تاريخي    ترامب: أوروبا ستقدم الضمانات الأمنية لأوكرانيا    د. إيهاب خليفة يكتب: الثورة المعرفية الجديدة .. الاستعداد لمرحلة الذكاء الاصطناعي «العام»    مستند.. التعليم تُقدم شرحًا تفصيليًا للمواد الدراسية بشهادة البكالوريا المصرية    رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بفتح ممرات إنسانية في الفاشر    فرصة لطلاب المرحلة الثالثة.. تعرف الجامعات والمعاهد في معرض أخبار اليوم التعليمي    تفاصيل إصابة علي معلول مع الصفاقسي    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    «زي النهارده».. وفاة الكاتب محفوظ عبد الرحمن 19 أغسطس 2017    الزمالك يطمئن جماهيره على الحالة الصحية ل«فيريرا»    "أقنعني وتنمر".. 5 صور لمواقف رومانسية بين محمد النني وزوجته الثانية    عشبة رخيصة قد توفّر عليك مصاريف علاج 5 أمراض.. سلاح طبيعي ضد التهاب المفاصل والسرطان    محافظ سوهاج يُقرر خفض تنسيق القبول بالثانوي العام إلى 233 درجة    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    مفاجأة حول عرض لانس الفرنسي لضم ديانج من الأهلي    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    حدث بالفن | مطرب مهرجانات يزيل "التاتو" وإصابة فنانة وتعليق نجل تيمور تيمور على وفاة والده    محافظ الدقهلية يفتتح حمام سباحة التعليم بالجلاء بتكلفة 4.5 مليون جنيه.. صور    للربط مع مصر.. إنزال الكابل البحري عالى السعة في مدينة العقبة بالإردن    شام الذهبي في جلسة تصوير رومانسية مع زوجها: مفيش كلام يتقال    أستاذ تاريخ: مقولة "من النيل إلى الفرات" تزييف تاريخي صدره الصهاينة    ضياء السيد: الأهلي سيواجه أزمة أمام بيراميدز.. والتسجيل سيدين محمد معروف    «لو العصير وقع علي فستان فرحك».. حيل ذكية لإنقاذ الموقف بسرعة دون الشعور بحرج    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تركة المتوفاة تُوزع شرعًا حتى لو رفضت ذلك في حياتها    رئيس «جهار» يبحث اعتماد المنشآت الصحية بالإسكندرية استعدادآ ل«التأمين الشامل»    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



'دامس' الوجه الآخر ل'داعش' في المغرب العربي
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 08 - 09 - 2014

10 آلاف 'مقاتل' عادوا من سوريا وشكلوا نواة التنظيم
أبو عياض التونسي شارك في اجتماعات 'أنصار الشريعة' في درنا للتنسيق المشترك
الاتفاق علي 'ليبيا' قاعدة التحرك و'تونس' نقطة العبور إلي الجزائر والمغرب
تنظيم القاعدة في الجزائر يعلن مبايعته ل'أبو بكر البغدادي' وينضم ل 'دامس'
ثماني طائرات اختطفها الإرهابيون في ليبيا للتحضير لعملية إرهابية شبيهة بأحداث 11 سبتمبر للإعلان عن التنظيم
'دامس' اسم التنظيم الجديد المتوقع إعلانه قريبًا، والذي يمثل امتدادًا لتنظيم داعش في المغرب العربي.
نواة التنظيم الجديد عشرة آلاف مقاتل عادوا من الساحة السورية، علاوة علي التنظيمات المتطرفة وكوادرها في بلدان المغرب العربي.
خطة الإعلان عن التنظيم تبدأ بعملية إرهابية كبري عبر ثماني طائرات ليبية تمت سرقتها شبيهة بأحداث 11 سبتمبر في نيويورك.
وضع تنظيم داعش استراتيجية للسيطرة بالتمدد من العراق شرقًا وحتي نيجيريا وبلدان المغرب العربي غربًا.
وكان طبيعيًا، والحال كذلك، أن يسعي التنظيم، منذ فرض سيطرته علي الموصل والعديد من المناطق العراقية والسورية الأخري أن يحكم سيطرته الكاملة علي هذه المناطق، وأن يسرع الخطي لفرض إرادته، وأن يستخدم كل آليات العنف لإخضاع سكان هذه المناطق لجبروته، وأن يقيم ما يسمي بالمحاكم 'الشرعية' لإصدار الأحكام الجائرة، والفتاوي البعيدة عن صحيح الدين، وأن يستولي علي مصادر النفط والثروة والمياه للتحكم في مصير الملايين من البشر.
وفي غضون أشهر قليلة استطاع تنظيم ما يسمي بالدولة الإسلامية 'داعش' أن يمتد إلي منطقة 'عرسال' السنية في لبنان، وأن يسعي إلي تحقيق انتصارات سريعة بعد أن وصل بحدود ما يسميه ب'الدولة' إلي مناطق قريبة من حلب، كما أنه استطاع إسقاط محافظة 'الرقة' السورية كاملة بعد أن انتصر علي قوات الجيش السوري واستولي علي القاعدة الرئيسية له في 'الرقة' وأسر نحو 250 ضابطًا وجنديًا وجردهم من ملابسهم ثم قامت ميليشياته بإعدامهم إعدامًا جماعيًا.
ولقد مثلت هذه الأحداث والانتصارات ردود أفعال إيجابية لدي قيادة التنظيم وقواعده وشجعتها علي الاسراع بتحقيق المزيد من طموحاتها لمد هذا المشروع إلي حدود تتجاوز المشرق العربي.
وكان من بين العوامل التي شجعت 'داعش' علي السعي لمد مشروعها إلي المغرب العربي هو توافر البيئة الحاضنة لهذا المشروع في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وتشير جهات الرصد داخل تنظيم 'القاعدة' إلي أن عدد من شاركوا في الحرب الأفغانية ضد السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي وصل إلي نحو 50 ألف مقاتل مغاربي، كانت نسبتهم علي الوجه التالي:%17 ليبيون،%20 جزائريون،%2 مغاربة،%1 تونسيون،%3 موريتانيون، وذلك من حجم عدد 'المجاهدين' الذين شاركوا في هذه الحرب.
وخلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، كان 'المجاهدون' المغاربة حاضرين، وارتبطوا بعلاقات وثيقة مع أبو مصعب الزرقاوي ومن بعده أبو عمر البغدادي، ثم تعمقت هذه العلاقة في عام 2010 مع تولي أبو بكر البغدادي لمهام تنظيم ما يسمي ب'الدولة الإسلامية في العراق'.
وبعد الحرب علي سورية، انظم الكثير من العناصر المرتبطة بتنظيمات إرهابية في المغرب العربي إلي 'جبهة النصرة لبلاد الشام' التي ترأسها محمد الجولاني الذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة.
وبعد الخلافات والانشقاقات التي جرت بين الجولاني وأبو بكر البغدادي علي خلفية إعلان أبو بكر البغدادي لقيام 'الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام 'داعش' لتضم جبهة النصرة دون التشاور مع قيادتها، وإعلان الجولاني رفضه للانضواء تحت راية التنظيم الجديد، أصبح 'المجاهدون' المغاربة في حيرة من أمرهم.
لقد فضل بعضهم الاستمرار في القتال إلي جانب 'جبهة النصرة لبلاد الشام' والقطاع الأكبر منهم أعلن مبايعته للدولة الإسلامية 'داعش' ولقائدها أبو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين في يونية 2014.
وفي فترة لاحقة استطاع أكثر من عشرة آلاف من المقاتلين علي الساحتين العراقية والسورية العودة إلي بلادهم مجددًا، للعمل علي نشر الفكر وتمدد التنظيم في بلاد المغرب العربي.
لقد عادوا وقد امتلكوا خبرات كبيرة في القتال واستخدام الأسلحة المتقدمة، سعوا إلي توظيفها في بناء تنظيمات تمثل امتدادًا لداعش في بلاد المغرب العربي وتحديدًا في ليبيا وتونس كبداية.
كانت أهم الحركات الحاضنة لهذا الفكر في هذه الفترة هي:
حركة أنصار الشريعة الإسلامية في ليبيا.
حركة أنصار الشريعة الإسلامية في تونس.
حركة أنصار الشريعة الإسلامية في درنا.
كتيبة رف الله سحاتي في ليبيا.
كتيبة شهداء 17 فبراير في ليبيا.
جماعة تحكيم الدين في ليبيا.
جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
حركة النهضة في تونس.
لقد أدرك العائدون من مسرح القتال في سوريا أن المال عامل مهم في مساعدة التنظيم علي الانتشار والتسلح بأحدث الأسلحة وفرض السيطرة وشراء النفوذ، وكما هو الحال في سوريا والعراق، فقد استطاعت الحركة الأصولية الإرهابية في ليبيا علي وجه التحديد الاستيلاء علي الكثير من منابع النفط والأموال البنكية الحكومية في العديد من المدن الليبية.
لقد كان من عوامل نجاح 'داعش' في تحقيق انتصاراتها السريعة هو نجاحها في الاستيلاء علي العديد من الحقول النفطية في سوريا والعراق وتسويق النفط بأسعار متدنية وبطرق غير مشروعة حتي بلغت جملة ما حصل عليه التنظيم من وراء عمليات البيع إلي نحو 5 مليارات دولار واستطاع من خلالها شراء الأسلحة المتقدمة ورشوة الكثير من قادة الجيش العراقي وفرض نفوذه وسيطرته علي العديد من المدن في سوريا والعراق.
كانت الخطة في ليبيا تقضي باستيلاء 'التنظيمات الإرهابية' علي العديد من الحقول النفطية وموانئ الشحن وأيضًا أنابيب نقل النفط ولذلك ركزت هذه التنظيمات في البداية علي مناطق يوجد فيها النفط وأنابيب نقله وتحديدًا في 'راس لانوف وسدرا وبنغازي والبريقا'.
وأمام التمدد الذي شهدته هذه الحركات وفرض نفوذها وقوتها بدأ أمير جماعة أنصار الشريعة التونسية 'سيف الله بن حسن' الملقب ب'أبو عياض' في الإشراف علي سلسلة من الاجتماعات مع قيادات 'داعش' في تونس وليبيا العائدين من سوريا بحضور قيادات من تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا لتأسيس تنظيم جديد يمثل امتدادًا لداعش في المغرب العربي أطلق عليه تنظيم 'دامس' 'دولة المغرب الإسلامية'.
وقد أعقب هذه الاجتماعات عقد اجتماع علي جانب كبير من الأهمية في منطقة 'درنا' الليبية بحضور قادة حركتي أنصار الشريعة في تونس وليبيا في أواخر شهر يونية 2014، وقد حضره أيضًا صلاح الدين الشيشاني نائب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش قبل أن يعلن نفسه أميرًا للمؤمنين.
وفي هذا الاجتماع الهام تم اعتماد هذه الحركات الأصولية المتطرفة لتكون نواة للتنظيم الجديد الذي كان يجري الإعداد له في هذا الوقت.
كانت الخطة التي جري اعتمادها في هذا الاجتماع هي الرؤية التي طرحها 'أبو عياض' زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس والتي تقضي بضرورة توسيع دائرة الانتشار للتنظيم لتمتد من 'درنا وبنغازي' في الشرق الليبي إلي العاصمة الليبية 'طرابلس' بهدف السيطرة عليها وعلي موانيها الجوية والبحرية وطرد المؤسسات الحكومية منها، واستبدالها بعد ذلك بمدينة 'مصراتة' كعاصمة بديلة.
وبالفعل ربما كان ذلك واحدًا من أهم الأسباب التي دفعت ما يسمي بكتائب 'فجر ليبيا' التي تنتمي جغرافيًا لمصراتة للزحف إلي طرابلس والاستيلاء عليها وعلي المطار بعد أن استطاعت هزيمة ميليشيات 'الزنتان' التي كانت مسيطرة علي هذه المناطق.
وقد جري الاتفاق في هذا الاجتماع أيضًا علي أن يتولي تنظيم 'دامس' إدارة العمليات ضد مصر ودول المغرب العربي والدول الإسلامية في جنوبها انطلاقًا من الأراضي والقواعد الليبية باعتبارها البيئة الحاضنة لعناصر التنظيم القادمة من العراق وبلاد الشام.
واعتمد التنظيم خطة التحرك في هذه البلدان وكذلك الحال في دول الجوار الإسلامي وتحديدًا 'مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا ونيجيريا'.
واتفق قادة التنظيم الجديد علي اتخاذ تونس نقطة عبور إلي الجزائر خاصة أن تنظيم القاعدة في الجزائر أصبحت له كواره المنتشرة في عدة مناطق جزائرية واستطاع أن يجمع ثروة قدرت بنحو '300 مليون دولار' من جراء الفدية التي كان يحصل عليها من وراء عمليات الخطف التي كانت تتم ضد الجزائريين والأجانب.
ويعتقد الضابط السابق في الجيش الجزائري 'أنور مالك' أن التأخر في الإعلان عن ميلاد تنظيم 'دامس' في المغرب العربي حتي هذا الوقت يعود لأسباب تنظيمية وتكتيكية، حيث إن الجماعات الإرهابية تريد أن يكون لما ستعلنه 'الصبغة المغربية'، وقال في حديث لصحيفة 'الصباح الأسبوعي' التونسية في 18 أغسطس 2014: 'إن المشكلة القائمة تتعلق بالمنطقة فتنظيم الدولة يختلف عن تنظيم القاعدة إذ يحتاج إلي رقعة جغرافية علي عكس تنظيم القاعدة الذي يتمركز في الجبال والأدغال'.
وقال 'مالك': إن القاعدة بدأت تلفظ أنفاسها وحان وقت طي صفحتها الذي بدأ بالإعلان عن مقتل زعيمها أسامة بن لادن، مشيرًا إلي أن بعبع الإرهاب الذي خدم القوي الغربية مازال في حاجة لوجود تنظيمات أخري أكثر تشددًا من القاعدة.
ورأي مالك في هذا الإطار أن سيناريو داعش هو الفصل الجديد من هذا 'البعبع' الذي يخدم مصالح أمريكا وحلفائها في ترويض الثورات وإيقاف مد الربيع العربي وإعادة رسم خارطة المنطقة من خلال خريطة جديدة تبدأ بعد مرور قرن علي اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916.
وقال في تصريحاته: 'بلا شك توجد جماعات إرهابية تابعة للقاعدة علي الحدود بين تونس والجزائر وهناك مخطط إرهابي استراتيجي لدي القاعدة يتمثل في توسيع دائرة نشاطها علي مستوي المغرب الكبير.
وقال: 'لقد كانت حرب ليبيا هدية نزلت عليهم من السماء وأنقذتهم من النهاية المحتومة، وبعد ما كانوا بقايا جماعات عادت لهم قوة كبيرة وخطيرة.
وأضاف 'أنه توجد معلومات استخباراتية تفيد بأن هذه التنظيمات بصدد تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب 'دامس' وسيبايعون البغدادي كخليفة لهم.
لقد تلقت الحكومة الجزائرية معلومات علي جانب كبير من الأهمية أشارت إلي أن ما يجري في ليبيا وتونس يمثل تهديدًا للأمن الجزائري وأن أي تأخر في التدخل العسكري في ليبيا سيترتب عليه سقوط آبار الغاز والنفظ في الجنوب الغربي الليبي علي يد الجماعات السلفية الجهادية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وقالت المعلومات الغربية 'الاستخباراتية' التي تلقتها الجزائر من دول غربية عديدة: إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ومعه جماعة 'المرابطون' التي يتزعمها بالمختار، تتجه لخلق كيان شبيه بالدولة الإسلامية في العراق والشام، يضم ليبيا وأجزاء من الصحراء الكبري وتعتمد علي تهريب النفط والغاز من حقول حوض 'غدامس' بغرب ليبيا.
أما صحيفة 'الشروق' الجزائرية فقد أوردت في السياق ذاته معلومات عن مخطط لزعامات إرهابية ليبية مرتبطة بأجندة 'داعش' تعمل منذ مدة علي زرع موطئ قدم لها في الجزائر من خلال اتخاذ تونس نقطة عبور، وسحب الزعامة من تنظيم القاعدة.
لقد أشارت التقارير الصادرة عن جهات أمنية في تونس أن تنظيم 'داعش' يتجه نحو احتواء العناصر المتشددة الموجودة في تونس والعائدين من سوريا من خلال دمج أنصار الشريعة وجملة الكتائب المتشددة الأخري علي غرار كتيبة 'عقبة بن نافع' لتكوين تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب 'دامس'.
لقد كانت الجزائر ولاتزال هدفًا لهذه التنظيمات، ليس فقط لأهمية الجزائر كدولة بترولية يمكن توظيف ثروتها لصالح التنظيم وإنما أيضًا لأن سقوط الجزائر يعني تنفيذ المخطط وبنجاح في كافة دول المغرب العربي والدول الإفريقية الإسلامية.
وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلي الجزائر في يونية من العام 2014، سلم السيسي إلي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملفًا أمنيًا هامًا يتضمن معلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية المصرية بعد القبض علي تنظيم لخلية جزائرية متشددة كانت تنوي القيام بتفجيرات كبري ضد منشآت سياحية وأن هذه الخلية مرتبطة بخلايا أخري في الجزائر وعلي علاقة بتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا.
وقد اتفق الرئيسان السيسي وبوتفليقة علي أن الخطر القادم من ليبيا من شأنه أن يحدث قلاقل في كل المنطقة وأنه يتوجب التنسيق بين الأجهزة المعنية في كلا البلدين للتوصل إلي رؤية موحدة لمواجهة هذا الخطر.
وإلي جانب هذه المخاوف يبدو أن التحركات نحو تشكيل تنظيم 'دامس' في بلاد المغرب تحقق نتائج ناجحة علي صعيد توحيد كافة التنظيمات الإرهابية في هذه البلدان وفي مقدمتها تنظيم القاعدة لبلاد المغرب العربي.
وقد نشر 'عبد الملك درودكال' الملقب ب'أبو مصعب عبد الودود' وهو من أبرز قادة هذا التنظيم تسجيلاً مصورًا تناقلته وسائل الإعلام أعلن فيه ولاءه لتنظيم 'داعش' موجها انتقادات ضمنية لتنظيم القاعدة الأم الذي لم يعلن دعمه الصريح لدولة العراق والشام، كما رفض أيضًا وصف المواليد لهذا التنظيم الجديد بالخوارج.
وأعلن الشيخ 'أبو عبد الله عثمان العاصمي' قاضي تنظيم 'القاعدة'، في منطقة وسط الجزائر في تسجيل صوتي، تأييده أيضًا لتنظيم 'داعش' مؤكدًا أن عناصر الفرع المغاربي للقاعدة 'يريدون وصل حبل الود بينهم وبين داعش'، وقال: 'أنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة'، وقال: 'إننا لازلنا ننتظر أفرع القاعدة من هنا وهناك أن يبينوا موقعهم ويعلنوا نصرتهم لكم، في إشارة واضحة إلي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري'.
ولم تكن صدفة أن تشهد منطقة المغرب العربي العديد من الأحداث الإرهابية خلال الآونة الأخيرة لاحداث نقلة سريعة في خطة وأداء التنظيم الجديد 'دامس' فالهجوم الذي شنه تنظيم عقبة بن نافع ضد قوات الجيش التونسي في 17 يوليو 2014 وأسفر عن استشهاد 14 جنديًا وجرح عشرين آخرين كان مؤشرًا علي تصعيد هذا التنظيم والقوي المكونة له هجماته ضد الدولة التونسية وجيشها.
لقد أثار هذا الهجوم ردود أفعال متباينة في تونس، كان أبرزها ما أشار إليه وزير الدفاع التونسي 'غازي الجرمني' الذي قال: 'إن الحرب التي تواجهها تونس، هي حرب غير تقليدية، تستخدم فيها أسلحة حديثة ومتطورة'.
وهذا الهجوم جاء تحديدًا متوافقًا مع التهديدات التي أطلقها تنظيم داعش في العراق بفتح أكثر من جبهة خارج ما تسمية بحدود الخلافة التي أعلن عنها في العراق وسوريا.
ومن المؤكد أن إعلان التنظيم الجديد عن نفسه لن يكون تقليديًا، بل إن المعلومات تشير إلي سرقة ثماني طائرات من أحد المطارات الليبية، وأن هناك مخاوف من قيام 'دامس' بعملية إرهابية علي نمط عملية الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك يكون الهدف من ورائها ضرب منشآت أو مواقع مدنية أو عسكرية في أي من البلاد الأوربية أو العربية المجاورة كوسيلة للإعلان عن ولادة التنظيم الجديد'!!
إذن علينا أن ننتظر فصلاً جديدًا من سيناريو المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة وتقسيمها وليكون وسيلة أيضًا للتدخل الأمريكي والغربي العسكري للإجهاز علي ما تبقي من كيانات الدولة الوطنية في العالم العربي والتي أصبحت قاب قوسين أو أدني، لتفتح الطريق أمام دويلات طائفية وعرقية جديدة في إطار فصل جديد في اتفاق سايكس بيكو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.