ما هو الفرق بين 'اللبن' و'الجبنة'؟!. سؤال غريب، مش كده؟!.. متهيألك!!، العلاقة وثيقة جدًا بين 'الجبنة' و'الانقلاب العسكري'!!.. آه والله.. 'العسكري'. ثم.. ما هو الفرق بين 'الاستغماية' و'مباراة كرة القدم'؟!.. خلاويص.. خلاويص.. لسَّه؟!. ما عرفتوش الإجابة؟. بلاش.. خدوا السؤال ده: كيف أحرز 'مرسي' ستة أهداف نظيفة في 'شباك السيسي'؟!. كل هذه الأسئلة 'المنطقية جدًا' وإجاباتها 'الجهنمية والعبقرية جدًا'، كانت في حوار 'تاريخي جدًا'، أجراه ممدوح إسماعيل المحامي و'مؤذن البرلمان' و'الداعية' و'الجهادي' و'المذيع' حاليًا علي فضائية 'رابعة'، مع د.محمد الجوادي، 'أبوالتاريخ' كما يقول هو عن نفسه!!. تخيلوا.. 'أفوكاتو' يقوم بدور مذيع، يحاور طبيب أمراض قلب يعتقد في نفسه أنه خبير عسكري ومحلل سياسي، واستراتيجي.. بالتأكيد سيكون الحوار 'تاريخي'.. 'تاريخي بشدة'.. 'تاريخي بعنف'!!. قبل عام كتبت مقالا بعنوان: 'الجوادي.. وقميص الأكتاف'.. تعليقًا علي تصريحات الرجل وحواراته السياسية، قلت فيه: 'أحيانا يصادفك مريض نفسي يلبس ملابس ممزقة، رثة.. يمسك صفارة، أو عصا وينظم المرور في الشارع.. تجده يتحرك بنشاط وحيوية ويصرخ في المارة: 'عدي يا أستاذ'، 'اطلع ع الرصيف يا بيه'، ويعنف السائقين: 'خُش يا تاكس'، 'اتحرك يا هيئة'.. عندما تنظر إليه، تجد ملامحه جادة، نظراته حادة، فهو مقتنع تمامًا بأنه يقدم خدمة عظيمة لمصر، وعندما تلتزم بتعليماته في المرور أو الوقوف تجده يبتسم ابتسامة رضا، فأخيرًا وجد من يؤمن بدوره!!.. '. وأشرت إلي أن من بين الأسباب التي تصل بالشخص إلي هذه الحالة المَرَضية المعقدة في تقديري شعوره المبالغ فيه بأنه يمتلك قدرات وإمكانيات عظيمة، لا تتناسب مع وضعه الاجتماعي أو المادي.. فهو يري في نفسه ما لا يراه الآخرون حتي أقرب الناس إليه. أمثال هؤلاء يعتقدون في البداية أنهم يفهمون في كل شيء، ويمتلكون حلولا لكافة المشكلات، ويومًا بعد الآخر تتطور المسألة، وتتحول إلي مرض نفسي، ومع الوقت تتفاقم الحالة حتي يعتقد المريض في مرحلة متقدمة أنه عبقري زمانه، وأهم واحد في الكون.. ونتيجة تجاهل الناس وعدم اعترافهم بهذه الإمكانات الجبارة والقدرات العظيمة!، تتعقد الأمور وتصل في النهاية إلي الجنون. تصريحات وحوارات د.الجوادي في ذلك الوقت قبل عام كانت تشي بأنه في طريقه إلي 'الصفارة والعصا وتنظيم المرور في الشارع'.. والأسبوع الماضي بعد أن شاهدته علي قناة 'رابعة'، تأكدت أنني كنت علي حق، فحالته تدهورت لأبعد الحدود. لن أتحدث عن الطريقة التي كان يتكلم بها الجوادي في الحوار وهمهماته وسخريته من محاوره.. لم يترك سؤالا، إلا وقال: 'السؤال غلط المفروض يكون كده!!'.. ولن أتحدث عن حركاته المضحكة، أو جلوسه علي الكرسي، كما لو كان يجلس علي البلاج يأخذ 'حمام شمس'.. لكن سأتوقف عند بعض إجاباته التي كشفت حقيقة حالته العقلية. ممدوح إسماعيل يسأل: الأزمة التي مر بها الإخوان في 1954 لم يستفيدوا منها؟. الجوادي: لا لا لا لا لا لا لا.. هناك فرق.. هو هنا خد 'حتة أرض' وبناها وطلع بالعمارة، وبعدين العسكر دخلوا فيها بالبلدوزر!!.. هو عمل الاستحقاقات الرئاسية والانتخابية، بني عمارة من 36 دور، لكن في 1954 كان عنده 'حتة أرض بس'.. وكانت مشاع!!. ممدوح إسماعيل: يبقي 'العسكر' اللي استفادوا من أزمة 1954، أظهروا أنهم ديمقراطيين، ثم شوهوا التجربة الديمقراطية وقضوا عليها؟. يرد الجوادي: اللي انت بتقوله ده وصفه القرآن الكريم بكلمة واحدة هي 'التخاذل'!!.. يا راجل بعد كل الانتصارات دي.. والعمارة 36 دور.. تقول كده!!. ويستكمل: شوف حديث النبي.. 'اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال'.. اللي بتقوله ده يبعدك عن الإيمان.. انت نجحت قوي قوي، أكتر مما تتصور. وفجأة يطرح الجوادي سؤالا: إيه الفرق بين اللبن والجبنة؟!.. أجابه ممدوح إسماعيل: التصنيع.. قاطعه الجوادي: ده لبن مش زبادي.. الخميرة.. لا بد من الخميرة.. الخميرة الفكرية.. ولذلك أنا دائما أدرِّس ده لتلامذتي في الطب.. وأقولهم فيه ركنين بنعملهم في الوضوء وما نخدش بالنا منهم: النية والموالاة.. لو انت واقف ع البحر وبتلعب في الميه.. حاول ممدوح إسماعيل مقاطعته.. فعنفه الجوادي مستنكرًا: سيبني علشان الناس تفهم!!.. بعد ما تلعب في الميه تقدر تقول أنا اتوضيت؟.. أقولك: لأ يا حبيبي ده مش وضوء.. ولو قلت: أنا هغسل رجلي علشان اتوضيت الصبح وسيبت رجلي.. أقول لك: لا يا حبيبي.. فين الموالاة؟.. الأهم بقي لو انت عايز تعمل تنمية لازم الترتيب.. وهذه العناصر الثلاثة: النية والموالاة والترتيب.. مسئولية القائد.. ممدوح إسماعيل.. مسئولية القادة.. الجوادي: لأ.. المرض بتاع حكاية القادة ده.. عملوه المصريين بعد نكسة 67.. والمحاكمات التي جرت للقادة العسكريين كانت لتبرئة عبد الناصر.. ويستمر 'أبوالتاريخ' في الكشف عن الأسرار!!.. أسرار جديدة غير 'اللبن والجبنة والتخاذل'.. ويقول: سر تاني هأقولك عليه.. فيه في الجيش الانجليزي عقوبة أخذناها عندنا في الجيش المصري اسمها 'التكدير'.. القائد بيجيب الضابط ويكدره ويقوله كلام يعكر دمه قدام الناس!!.. وفجأة يصرخ الجوادي: لم يحدث في تاريخ الجيش الإنجليزي عقوبة تكدير إلا والضابط انتحر.. الضابط المتربي علي قيم العسكرية الانجليزية 'المخصوص!' بياخد بعضه ويقلع هدومه ويطلع مسدسه وينتحر!!. 'المذيع': بس ما فيش حد بينتحر؟! الجوادي: يا مولانا.. أنا بقولك تاريخ.. ربنا سبحانه وتعالي بحكمته جعل 'الفسيولوجي بتاع الانتحار' ينجيك من خزي الدنيا.. وهتلر نجًّي نفسه من خزي الدنيا بالانتحار. حاول ممدوح إسماعيل أن يوجه الحوار باتجاه الهجوم علي السيسي، فسأل: لم يحدث في التاريخ أن قتل الجيش شعبه؟!. فعاد الجوادي للنكسة قائلا: العقل العربي العسكري منذ يونية 67 وهو متلخبط.. في 1967 فيه مسئول نمرة واحد وبس، هو عبد الناصر.. شوية يقولولك قادة الطيران وشوية عبد الحكيم عامر.. !! صدقت يا د.جوادي.. فعلا 'العقل متلخبط'.. المذيع يسألك عن المستفيد من تجربة 1954، الجيش أم الإخوان؟، ولماذا يقتل الجيش أبناء شعبه؟!!.. وأنت تتحدث عن 'القرآن الكريم والتخاذل وحديث الرسول عن غلبة الدين وقهر الرجال'، و'اللبن والجبنة والخميرة' و'الوضوء والفقه الإسلامي، ونكسة 1967'، و'الجيش الإنجليزي وعقوبة التكدير والانتحار'.. وكلام فارغ كثير لا يتسع المجال لذكره، عن سعد زغلول ودستور إسماعيل باشا صدقي، ومصطفي باشا النحاس، ، والملك فاروق وغيرهم. أنصحكم بمشاهدة الحلقة فهي موجودة علي الإنترنت، وتستحق المشاهدة فقد أبدع الجوادي كما لم يبدع من قبل، وتفوق بمراحل علي 'عبد الفتاح القصري' في مرافعته أمام القاضي في فيلم 'الأستاذة فاطمة'!!. سؤال آخر طرحه ممدوح إسماعيل: لماذا لم تنصح الإخوان؟!.. ولسان حاله يقول: 'كانت فين النصاحة دي'؟! الجوادي بثقة: قلت.. قلت كتير.. بس 'ساعة القضا يعمي البصر'!!!.. ويضيف: إنت لو مكان مرسي في 15 يونية، ورئيسة الأرجنتين أو البرازيل أو ميركل.. أنا اخترت ال3 ستات دول، لأن منهم اللي فازت بكأس العالم 'يقصد ألمانيا' واللي نافست علي كأس العالم 'الأرجنتين' واللي أقيم عندها الكأس 'البرازيل'.. لو أي واحدة من دول قالت يا ريس مرسي أنا هابعت لك فرقة اغتيالات تخلصك من اللي هيقوموا بالانقلاب.. ما كانش عمل كده لأن منظومة القيم عنده لا تسمح بالدم!!!.. يا سلام ع الحنية!! ممدوح إسماعيل: لماذا تبدأ من 15 يونية.. كان يجب أن يفعل محمد مرسي أشياء كثيرة قبل ذلك؟. الجوادي: انت استطعت بهدوئك ومرونتك أن تجهض 6 انقلابات قبل كده.. أيوه.. مرسي أجهض 6 انقلابات.. لو تصورت إن المعركة 'ماتش كورة' بين مرسي والسيسي.. فمرسي اتقبض عليه في الآخر، لكنه فاز علي السيسي 6/1.. أول مرة يوم تشييع جنازة الجنود في مسجد آل رشدان، والتانية يوم التعديلات الدستورية.. مرسي انتصر.. مرسي كان بيلعب 'كورة' مش 'استغماية' ويجب أن تعرف إن هناك فرق كبير بين 'الاستغماية' والرياضة.. في 'الاستغماية' الطفل الصغير بيقفش صاحبه ويقوله: 'خلاويص'.. وينتهي الماتش علي كده. وينتقل الجوادي من الشأن الداخلي المصري للحديث عن أمريكا قائلا: أوباما كان محظوظًا جدًا في ولايته الأولي لأن كان عنده وزير دفاع ممتاز.. وبالصدفة كان من الحزب الجمهوري وأبقي عليه، لأنه كان رئيس للمخابرات ورجل عظيم ومفكر.. تقدر كده تقول زي محمد الجوادي.. واحد زيي كده.. عنده الرؤية والقدرة والاستراتيجية.. كمان وزيرة خارجية هيلاري كلينتون ممتازة.. لكن حظه السيئ في الولاية الثانية جاب اتنين مهزوزين.. هيجل اللي اتأسر في فيتنام وجون كيري... ولم يفوت الجوادي ذكر فيتنام فقال: تصوري إن الثورة المصرية ماشية في طريق فيتنام.. كان وزير الدفاع هناك يبقي قاعد ويلاقي واحد طالع له من تحت النفق.. وده سهل جدًا يحصل في مصر!!.. عندك أنفاق، مترو وصرف صحي وأنفاق كتير قوي، ووارد جدًا وزير الدفاع يبقي في مكتبه ويلاقي شباب الثورة حواليه!!. حقيقة لا أملك إلا أن أقول: 'الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرًا من خلقه'. العلاج هو الحل بالطبع.. كثيرون من المنتمين للإخوان أو المتواطئين معهم، ممن يذهبون لقنوات الجماعة الإرهابية بحثًا عن 'الرزق' أو المقابل المجزي، يكذبون، يدلسون، يزيفون، يقلبون الحقائق، للنيل من ثورة 30 يونية.. لكن محمد الجوادي أمره مختلف، لا تملك إلا أن تتعاطف معه، لأنه يفعل ما يفعله لخلل ما في عقله.. ويكفيك أن تستمع إليه مرة واحدة لتشفق عليه من سوء حالته العقلية. وأنا هنا أدعو أسرة د.الجوادي للتدخل قبل أن تتفاقم حالته أكثر من ذلك، عليهم أن يعالجوه، وألا يخجلوا من حالته، فالمريض النفسي مثل مريض القلب، أو مريض الكبد، لابد أن يخضع للعلاج حتي لا يتفاقم المرض ويتحول إلي لوثة عقلية.