احتاجت اسبانيا لهدوء وطريقة لعب محكمة وقدر من الابداع لتحقيق ما عجز عنه اخرون في كأس العالم لكرة القدم والفوز علي فريق قادم من امريكا الجنوبية. وأدي الفوز 2-1 علي تشيلي يوم الجمعة بفضل هدفين رائعين سجلهما ديفيد بيا واندريس انيستا لإبعاد اسبانيا عن مواجهة البرازيل في الدور الثاني ولكن من واقع الأداء الذي قدمته اسبانيا لم يكن هناك ما يدعوها للخوف من ملاقاة البرازيل صاحبة الألقاب الخمسة في كأس العالم. وتصدرت بطلة اوروبا المجموعة الثامنة بينما حلت تشيلي في المركز الثاني ويمكن لاسبانيا الان التطلع لمباراتها في الدور الثاني امام جارتها البرتغال برباطة جأش. ولعبت اسبانيا بطريقة جيدة في استاد لوفتس فرسفيلد حيث حافظ لاعبوها علي هدوء أعصابهم بينما سيطر علي لاعبي تشيلي شعور بالتوتر. وبدا اسلوب لعب تشيلي واضحا منذ البداية حيث تلقي الفريق الذي يدربه مارسيلو بيلسا ثلاثة انذارات كلف أحدها الفريق غاليا بعد ذلك بسبب التحام عنيف. وفشلت هذه الطريقة في استفزاز لاعبي اسبانيا. وتجاوز تشابي وانيستا وبقية لاعبي خط الوسط الاسباني المفعم بالمواهب ببساطة هذا الوابل من الاخطاء التي ارتكبت ضدهم في بداية المباراة وقدموا الأداء المعتاد المرتكز علي الاحتفاظ بالكرة. كما أظهر المنتخب الاسباني علي الاقل في الشوط الاول لمسة تحمل هدوء الاعصاب أمام المرمي غابت عنه أمام سويسرا في المباراة الأولي التي خسرتها اسبانيا 1-صفر وفي المباراة الثانية التي فازت فيها 2-صفر علي هندوراس وبدا انها العنصر الحاسم بالنسبة للفريق. وحسم بيا الامر باقتدار من تصويبة من 40 مترا سكنت الشباك الخالية ليمنح منتخب بلاده التقدم قبل ان يسجل انيستا الهدف الثاني بعد ان سدد الكرة في المرمي بعد هجمة رائعة تناقل فيها الاسبان الكرة مرات عديدة. ولم يكن الانتصار الذي ساهم فيه طرد ماركو استرادا لاعب تشيلي بعد حصوله علي الانذار الثاني قبل ثماني دقائق من نهاية الشوط الأول محل شك علي الاطلاق حتي بعد أن سجل البديل رودريجو ميار هدفا لتشيلي في بداية الشوط الثاني من تسديدة غيرت مسارها. ويرجع عدم تسجيل اسبانيا لأهداف أخري في جانب منه للطريقة الغريبة التي سار بها الشوط الثاني بعد أن تقلصت مساحة الاداء في الملعب عقب ادراك المنتخبين ان النتيجة بهذا الشكل تصب في مصلحة كل منهما. ومن الامور الرائعة ان اسبانيا ستخوض الدور الثاني دون وجود اي انذار في جعبة اي من لاعبيها. وهذا دليل علي قدرة لاعبي اسبانيا علي السيطرة علي الاحباط حتي حين تسير الاشياء علي عكس ما يشتهون. لكن تبقي منطقة واضحة بامكان اسبانيا ان تتحسن فيها. فلا يزال فرناندو توريس بعيدا عن مستواه حيث أهدر العديد من الفرص وهو في مواقف جيدة امام المرمي.. ولكن في ظل هذا الاداء الرائع من بيا والمستوي المتميز الذي يقدمه المدافع جيرار بيكي والدقة الكبيرة لخط الوسط فان اسبانيا تقدم نوعية الاداء الذي ميز مسيرتها الناجحة نحو الفوز بكأس الامم الاوروبية 2008. ويتطلب فوز اسبانيا بكأس العالم علي الأرجح فوزها علي منتخبات من أمريكا الجنوبية قادرة علي تقديم أداء أفضل من تشيلي لكنها الان باتت تعرف كيف تقوم بذلك. فالامر يتطلب مواصلة الاستحواذ علي الكرة والحفاظ علي هدوء الاعصاب والاستمرار في تمرير الكرة الي ديفيد بيا.