مسكينة والله يا مصر ومجروحة.. مؤامرات ولادك ضدك باينة ومفضوحة.. حتي الجماعة اللي قالوا انهم عارفين ربنا.. اقتحموا الدايرة المحظورة وعضوا في لحمنا.. وزعوا الأمل علي كل مصري في عقر داره.. وفي النهاية فكرونا بالمرحوم »سيد قراره«! ماذا تبقي من الثورة؟ سؤال لا تحتاج الاجابة عليه إلي جهد كبير.. يكفي أننا في إطار التحليل الكمي للمفردات نجد أن ترديد كلمة »الثورة« علي ألسنة الساسة، وفي الصحف، وعلي شاشات الفضائيات، أصبح أقل بكثير في 2102 عنه في 1102.. ليس لأن ظرف الزمان له مفعوله ودلالته من حيث العد التنازلي للاهتمام.. أو أن الثورة شقت طريقها دون عقبات وحققت أهدافها، لتنتقل بطولاتها ونجاحاتها ونتائجها من أرض الواقع لترتمي في أحضان كتب التاريخ.. إنما لأن الفعل الثوري تراجع وحلت محله النزاعات والصراعات السياسية.. ولأن من بيدهم زمام الامور فعلوا بالمواطن نفس ما فعله النظام البائد.. أصابوه بالملل والاحباط.. أرهقوه باليأس جراء ألاعيبهم ومعاركهم السياسية حتي يتناسي الثورة وينشغل بلقمة العيش التي يتسابق الفلول لخطفها من أفواه أولاده.. هذا المواطن الذي انتفض وثار وزلزل الميادين في 1102 أصبح الآن منطويا علي نفسه، مشغولا فقط بقوت يومه! مشكلة ثورتنا أنها أشبه بالمباراة التي تفتقر الي وجود الحكم.. كل من هب ودب اقتحم ملعبها مرتديا ثوب الوطنية والثورية!.. »وزاد الطين بله« أن المتحولين لم يقنعوا بالوصول الي الملعب والتواجد فيه.. انما مارسوا الشغب وإثارة الفوضي وقد ساعدهم علي ذلك المناخ العام الذي ساد البلاد عقب نتيجة الاستفتاء علي الاعلان الدستوري.. فمنذ ذلك الحين ظهرت حمي الخلافات والصراعات.. أيهما أولا، الدستور أم الانتخابات البرلمانية؟ واذا كانت الأخيرة فعلي أي أساس يتم تقسيم الدوائر؟! وبعد الخروج »بالعافية« من مطب الانتخابات تكرر الجدل حول الرئيس المنتظر، توافقي أم بالمنافسة الانتخابية؟! وهل يكون نظام الحكم رئاسيا.. برلمانيا أم مختلطا.. وتتواصل سياسة اللف والدوران ومؤامرات التعطيل و»وقف المراكب السايرة« حتي وصلنا الي ما حدث مؤخرا.. اصرار من الاغلبية البرلمانية علي وجود 05٪ من اعضائها باللجنة التأسيسية للدستور، واصرار من التيارات السياسية علي رفض هذه النسبة.. ثم تتعقد وتتطور الأمور لنصل الي حرب البيانات بين الاخوان والمجلس العسكري! لا ينكر عاقل أن هذه »الدوامة« تعكس سياسة حرق الوقت.. وحرق الثورة.. فالخلافات والصراعات داخل الملعب السياسي يقابلها نزيف خسائر بالملعب الاقتصادي الذي تم تركه بالكامل للفلول.. هذا النزيف إن لم يتم وقفه فثورة الجياع قادمة لا محالة. أقول لهم رئيس الوزراء »طالما أنك مفوض بصلاحيات رئيس الجمهورية.. لماذا لا يتم تقديم العابثين بقوت الشعب إلي محاكمات عاجلة رادعة«؟! وزير التموين »إذا لم تكشف أسماء الفلول الذين يسعون الي تجويع البلد، فتصريحاتك لن تزيد عن كونها كلاما للجرايد«! مرشد الاخوان »بشويش.. وصفت الاعلاميين بسحرة فرعون، وهذا يعيد للاذهان موقف نظام المخلوع من المعارضة«!