الشعب يريد تطهير البلاد تسود في هذه الايام حروب قد تبدو ناعمة مرة وعنيفة مرة ضد الحركات الاحتجاجية الفئوية مرة بالادانة واخري بالاستهجان حتي ان واحدة من مذيعات التليفزيون المصري قالت « ده مش وقته همه افتكروا دلوقتي ان لهم مطالب». نعرف ان فلول النظام واركانه يمارسون الاعيبهم السخيفة فهم يعرفون اولا ان التظاهر والاضراب والاعتصام حقوق كفلها الدستور وان تعطيله لا يعني الحرمان من الحقوق الدستورية والقانونية المستقرة، وثانيا فإن مطالب العمال لم تظهر فجأة بل هم يعرفون ذلك جيدا ان مصر شهدت منذ أكثر من خمس سنوات حركات احتجاجية عارمة ضد سياسات الفساد والاستبداد ، وضد ناهبي ثروات البلاد وضد القهر وامتهان الكرامة، أما ثالثا فإن الاحتجاجات العمالية والفئوية التي بدأت في المصانع الكبري بداية بقلعة الصناعة الوطنية وحتي أرصفة مجلس الشعب هي الأساس المتين لثورة شعب من أجل العدالة والحرية والكرامة الوطنية. أما رابعا: فإن المطالب الفئوية والتي تتعلق بالعدالة الاجتماعية هي إحدي ركائز شعارات الثورة التي لم تقدم الحكومة برنامجا محددا بشأن حد أدني للاجور وحد أقصي للنهب المنظم بأجور تستفز الحجر، لأنه وبالله عليكم كيف يكون راتب عامل مثلا 300 جنيه وحوافز «المحاظيظ» تقترب من المليون جنيه في مواقع عديدة نعرفها وتعرفونها. رفعت الثورة شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» ولم يحدث سوي أن راس النظام الساقط يجلس الآن علي شاطئ شرم الشيخ مستمتعا بالهواء والبحر والشيكولاته السويسرية ومازالت اذرعته السرطانية «لابده في الذرة» تتحين الفرصة للانقضاض علي الثورة، فمتي ستتم محاكمة احفاد الهلباوي باشا- الذي حكم بادانة فلاحي دنشواي- من ترزية القوانين وواضعي عار الدستور، ومنظومة الإعلام الخربة فقد ارتكبوا الجرائم التي لن تسقط في حق الشعب المصري بالتقادم. وبينما يطالبوننا بالتسامح والعفو عن قتله شهداء الثورة وترويع المجتمع ومحاولة حرق مصر دفاعا عن النظام يحاكم حبيب العادلي في أربعة ملايين جنيه أي في «الفكة لا مؤاخذة» لن نتسامح ولن نغفر ولن ننسي سنوات القهر والاستبداد إلا بمحاكمة كل رموزه فدماؤنا ليست رخيصة وكرامتنا فوق في السماء. رفع الشعب المصري شعار «الشعب يريد تطهير البلاد». نعم «الشعب يريد تطهير البلاد» وسوف يواصل ثورته حتي نسترد بها بهاء أجمل البلاد «مصر».