لا يصح إلا الصحيح، ولايصح أن يضغط شباب" الألتراس " هكذا علي أعصاب الوطن، لن يضيعكم القضاء أبدًا، العدالة في جانبكم، أنتم أصحاب حق، أولياء دم، حنانيكم، هناك قضاء عادل يرد الحقوق إلي أصحابها، نحن معكم، ولن نتسامح أو نسامح أو نساوم أو نفاوض علي دماء شبابنا، شبابكم، فقط فلتأخذ العدالة مجراها، دون ضغط علي أعصابها، ولنثق في بعضنا بعضا، وليعذر بعضنا بعضا، ولنصغ السمع لصوت العقل ولنفض الاعتصام، ولنرقب وننتظر كيف ستسير الأمور إلي مستقرها الأخير. ماجري في بورسعيد جرح غائر لن يندمل إلا بعقوبات قاسية لكل من سولت له نفسه اغتيال الحلم الأخضر علي البساط الأخضر، لكل من امتدت يده لخنق الشباب الأخضر في المدرج الذي كان أخضر بلون علم المصري البورسعيدي، فتلون غيلة بالأحمر القاني لون الدماء التي سالت، بأي ذنب قتلت. في بيوتنا شباب " ألتراس " يئن ويتألم ويبكي بدل الدموع دما، وفي مآقينا بلل من دموعهم الثخينة سالت ولاتزال علي قتل رفاق المدرجات والجروبات، ترتسم ضحكاتهم البريئة ولهوهم النقي ورحلاتهم ودخلانهم ولافتاتهم وأهازيجهم، ترتسم جوه العيون فلا تفارق الأحلام التي تحولت إلي كوابيس من فرط الألم الذي يعتصر قلوب هؤلاء الشباب الأخضر الطاهر، المتربي " الألتراس " ولاد ناس ليسوا شوارعجية ولابلطجية كما يصمهم زلنطحية الفضائيات، ولكنهما شباب ثائر فائر بالحيوية والفتوة، فقط مجروح وجرحه غائر، وإحساس عارم بالخيانة والخسة والغدر يضج مضاجعهم، وفر دواك أحسن ياطبيب. التمترس الممجوج الذي يمارسه نفر متحمس من " الألتراس" ، والدخول علي البرلمان باعتصام مفتوح لن يغير من سير العدالة في شيء، ولن يغير من أقوال الشهود في شيء، ولن يحرك القاضي قيد أنملة عما يستقر في ضميره، ضمير القاضي هو أثمن مايملك، الضغط الذي يمارسه هؤلاء الشباب علي البرلمان وعلي مجلس الوزراء يعيب العدالة التي يطلبونها، أخشي أن مياه " الألتراس" المتجمعة عند البرلمان ستختلط بمياه غريبة في تلك المنطقة التي صارت مقصدا للاحتجاجات والاعتصامات الفئوية والثورية، نبل مقاصد (الألتراساوية) يجب ترجمتها في فعاليات بعيدا عن تلك المنطقة الحيوية التي يختلط فيها الحابل بالنابل، السياسي بالرياضي، الثوري بالبلطجي، لانريد مذبحة محمد محمود جديدة، لانريد موقعة مجلس وزراء جديدة، لانريد مذابح جديدة تزهق فيها الأرواح الطاهرة، بأي ذنب قتلت. ما نطلبه علي الجانب الأحمر، وهو قليل، قليلا من الصبر، نطلب الكثير منه علي الجانب الأخضر، من شباب " جرين ايجلز" البورسعيدي، هم أقرب البورسعيدية لقلوب الأهلاوية الذين حرقت قلوبهم يوم المذبحة، وأقطع أنهم كانوا يبكون زملاءهم من" الألتراس" الأهلاوي حتي صاروا هم أنفسهم في قلب الاتهام، فليدعوا التعصب جانبا ويقفوا مع إخوانهم في " الألتراس " أهلاوي في مصابهم الأليم ، نشاطرهم الأحزان ، وسعيكم مشكور حتي يأخذوا حقهم بالقانون. " الألتراس " الأهلاوي في حزن مقيم، لديهم شهداء، ولا أعتقد أن دماء الشهداء رخيصة، تحويل ماجري إلي حرب بين الأخضر والأحمر، ويتحالف الإسمعلاوي مع الأخضر البورسعيدي ضد الألتراس الأهلاوي و" الوايت نايتس " الزملكاوي قسمة ضيزي، قسمة غير عادلة، قسمة تساوي فتنة، وفتنة مخططة، لعن الله الفتنة ومن أيقظها وعمل عليها من جنرالات الفضائيات الكروية الذين صاروا يؤلبون النفوس ويشعلون الشكوك ويحكمون فيما لايعلمون ويفتون فيما يجهلون وحولوا الجريمة المنظمة إلي حرب ضروس بين بورسعيد والأهلاوية، بين البورسعيدية والأهلاوية، رغم أن البورسعيدية والأهلاوية لديهم دم في رقبة تلك العصابة المنظمة التي تمثل حاليا أمام القضاء ، وسعيكم مشكور للوايت نايتس ، زملكاوي (الفخر ليا والاهلاوي ده اخ ليا) . وبعيدا عن مزايدات جماعة الصوت العالي الذين يزعقون علي المقاهي بغية شعبية علي حساب الحقيقة والدماء التي أهدرت، وبعيدا عن الشعبوية التي يمارسها نفر من المزايدين السياسيين وأتباعهم من الكرويين، فإن تحويل مايجري إلي حرب بين دولة بورسعيد وجمهورية الأهلي جد خطير، لا بورسعيد دولة داخل الدولة ولا الأهلي جمهورية داخل الجمهورية، واللافتات الممجوجة بين الدولة والجمهورية عيب في حق الدولة المصرية والعلم والنشيد الذي حفظناه مع لبن الرضاعة، وحييناه كل صباح قبل أن تتفتح العيون كنا نردد معا ونرفع الأيدي بالسلام في تحية الصباح (تحيا جمهورية مصر العربية... ) نرددها ثلاثا وكأنها ورد الصباح. تصوير بورسعيد علي أنها مدينة القتلة ، شيء مقيت، بورسعيد مدينة باسلة لو تعلمون، وهذا مستقر في مكنون الصدور وإلي أبد الآبدين، " جرين ايجلز " يجب أن ينتبهوا لفصول المؤامرة التي تحالك، " جرين ايجلز " ليسوا قتلة لكي يستخدمهم القتلة علي هذا النحو الذي يحولهم وكأنهم مدافعو القتلة ومن والاهم، القتلة معروفون بالاسم، معلومون لكل بورسعيدي، فقط هناك من يحاول خلط الأوراق، واللعب علي عواطف شباب الألتراس والجرين ايجلز لتحويلها إلي معركة شبابية وهي معركة مفياوية، تم التخطيط لها والإعداد لها بليل، مؤامرة مكتملة الأركان هدفها فتنة وقودها الشباب علي الجانبين، فتنة ليست كروية وإن كانت جرت علي أرض ملعب تجري فيه الكرة فتخطف القلوب، الكرة ساحرة طيبة ليست ساحرة شريرة، مبهجة الشباب ليست قاتلة الشباب، الكرة بيضاء أو صفراء، فاقع لونها يسر الناظرين، أبدا لم تكن حمراء تثير ثائرة الثيران في الحلبة، الثيران في الحلبة يثيرها اللون الأحمر، الألتراس يعشقون اللون الأحمر، الألتراس في حبهم مذاهب.