طاهر قابىل أليس غريبا ان تتوافق الدعوة الي "الاضراب العام "و"العصيان المدني" مع جمعة رحيل "مبارك".. ومع التهديدات الامريكية بمنع المعونة العسكرية والكشف عن مخططات او خرائط تقسم مصر الي مناطق او دويلات! "الاضراب " عن العمل والعصيان المدني ليس بالامر الجديد علينا.. فقد اضرب عمال المقابر في "دير المدينة" ايام رمسيس الثالث لصرف رواتبهم قبل ان يقوم بحارة لندن في القرن 18 بشل حركة السفن تضامنا مع مظاهرات بالمدينة.. كما نفذ المصريون عصيانا مدنيا ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 . هناك فارق بين العصيان المدني والاضراب.. فالاضراب في المقام الاول يقوم به العمال او الموظفون بصورة مقصودة وجماعية للضغط علي رب العمل.. ويمكن ان تضرب مجموعة تعاطفا مع نظرائهم.. وقد تطور الامر لينتقل الي الطلاب وأحيانا معهم المدرسين.. كما يضرب ايضا المواطنون للضغط علي الحكومات لتغيير سياساتها.. ودائما ما يكون الاضراب بمثابة التهديد أو الخيار الأخير أثناء التفاوض.. اما العصيان فهو أحد الطرق التي يثور بها الناس علي القوانين غير العادلة.. ووسيلة تستخدمها الجماهير للمطالبة برفع الظلم عنها.. وغالبا ما استخدم العصيان ضد المحتل فقد استخدمه غاندي من أجل العدالة الاجتماعية واستقلال الهند عن بريطانيا.. وفي جنوب أفريقيا استخدموه لمقاومة الفصل العنصري.. وفي امريكا ضد العبودية والاجهاض المقنن والحرب في فيتنام.. كما تم استخدمه في وسط وشرق اوروبا ووسط اسيا في الثورة "الوردية" بجورجيا و"البرتقالية" باوكرانيا و"البنفسجية" بتشيكوسلوفاكيا وفي خلع "ميلو سوفيتش" في صربيا.. كما تستخدمه حركة الحقوق المدنية الأمريكية. المشاركون في "العصيان المدني" يقومون بممارسة نوع من الشغب غير العنيف والمخالفة المتعمدة للقوانين بقطع الطرق و احتلال المنشآت لدفع السلطات إلي اعتقالهم أو مهاجمتهم أو الاعتداء عليهم ليظهروا رفضهم لها.. وعادة ما يتلقون تدريبات مسبقة علي كيفية التصرف عند اعتقالهم أو مهاجمتهم بحيث تظهرأفعالهم في شكل مقاومة ورفض هادئين والظهور أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنهم الطرف الأضعف فيحصلون علي مساندتهم وتأييدهم. اعرف ان التظاهر والاعتصام والاحتجاج والعصيان وسائل ديمقرطية للتعبير عن الرأي.. ولكن الدول لا تترك الدنيا لديها سداح مداح ليفعل كل شخص مايريد ولاي سبب كما يحدث لدينا.. فبريطانيا تمنع اضراب "التعاطف".. وامريكا تجرم اضراب رجال الشرطة والاطفاء والمدرسين.. والقانون الامريكي يعطي لصاحب العمل الحق في تسريح العمال في حالة إضرابهم. كل الجهات الدينية والمدنية اعلنت رفضها للعصيان المدني.. وفي رأسي العديد من التساؤلات التي تبحث عن اجابات يأتي في مقدمتها.. هل هناك رابط بين الدعوة للعصيان وما يحدث من اضرابات واعتصامات وفوضي أمنية وبين مخطط تقسيم مصر الي 4 مناطق او دويلات؟.. وما هي حكاية "السلاسل البشرية" التي ظهرت مؤخرا علي شاطئ الاسكندرية وكوبري قصر النيل؟ وما دور الامريكيين و المتأمركين في الحشد للعصيان المدني واطلاق الدعوات بين الشباب الثائر من طلاب الجامعات والمدارس؟ وهل المسيرات لوزارة الدفاع ومن قبلها للبرلمان عفوية ام مخططة؟ وكيف يستغل المخططون للفوضي والشغف الاعلامي لنشر دعواهم عبر الفضائيات والصحف؟