فريد الديب - الملقب أحياناً بالثعلب - له تاريخه الواضح في سجل المحاماه، واكتسب الشهرة بين أقرانه من المحامين، في قضايا المشاهير خاصة الفنانات والفنانين، وهو بالتأكيد رجل ذكي دؤوب عنيد ويملك في أحيان كثيرة الحجة والمنطق، لكنه خانه ذكاؤه في الفترة الأخيرة وتحديداً بعد اندلاع ثورة 52 يناير المجيدة. فقد صدم مشاعر الشعب الذي احتضن الثورة، بقبوله الدفاع عن رأس النظام الذي اسقطه الثوار بما يشبه الاجماع، وقد حاول البعض تبرير موقفه هذا بأنه رجل مهني لا يتحرك وفق عواطف وأهواء الشارع، وقال البعض الآخر إنه ربما قبل هذه المهمة الصعبة المستفزة لأنه ملتزم بقاعدة »المتهم بريء حتي تثبت إدانته«. وهي القاعدة التي يستند عليها بعض المحامين الذين يدافعون عن القتلة وتجار المخدرات، وقال البعض الآخر إنه فقط أراد أن يستعرض مهارته وخبراته العديدة في موقف بالغ الصعوبة، وليحقق - بالتالي - مزيدا من الشهرة!. علي أي حال فعلها الديب، وكانت لديه الجرأة علي أن يتحدي مشاعر أكثر من ثمانين مليون مواطن، وأطلق تصريحات وثيرة تؤكد قدرته علي إثبات براءة الرئيس السابق، ونجليه، ووزير داخليته، ولعله كان يعتمد - سراً - علي دعم ومساندة بعض المنتمين للنظام السابق والذين مازالوا يشغلون مواقعهم المؤثرة ومن ثم يكون لديهم من الوثائق والتسجيلات والمعلومات ما قد يفيده في دحض الإتهامات، وانتزاع البراءة. (وهذا ما كشفه المحامي العام من تقاعس اجهزة الأمن والمخابرات عن إمداده بالمعلومات والتسجيلات المطلوبة) فهل نجح الديب في تحديه الشرس للثورة وللواقع؟! الواقع ان الرجل خانه ذكاؤه مرة أخري في مرافعته عن مبارك، فبعد محاولته للطعن في إجراءات المحاكمة، ركز علي محاولته لاستثارة المشاعر والعواطف بأن يتحدث عن تاريخ الرئيس السابق، وهو تاريخ يتضمن - في مراحله الأولي - ما يشرفه ويشرف أي مصري - لكن المحامي الشهير تجاهل المراحل الأخري من حياة واداء موكله، وانزلق إلي إطلاق اوصاف لمبارك لا صلة لها بالواقع، فقال مثلا أنه »يحكم ولا يتحكم!!، يحترم القانون!!، عادل وغيرمستبد!!، طاهر اليد!!!!!!!«، ويبدو أن الديب لم ينتبه إلي أنه أول من يرفض تلك الصفات، وهذا ما كشفه مؤخراً تسجيل فيديو يرجع تاريخه إلي عام 5002 ويتضمن مرافعته امام محكمة الجنايات دفاعاً عن المعارض الشهير لنظام مبارك » الدكتور أيمن نور«، فقد قال الديب في مرافعته بالحرف الواحد: »خطر لي خاطر استوقفني إذ قلت في نفسي إن القضية تفوح منها رائحة الانتقام السياسي الغادر، وينبيء شكلها عن استخدام السلطة (نظام مبارك) لاجهزتها التنفيذية في الاجهاز علي خصم سياسي نشط وعنيد، ووقوفي للدفاع عنه ربما يجلب عليّ النقمة من المتربصين الذين تتوفر لديهم ماكينات البطش والإيذاء وربما يوجهون لي سهامهم الغادرة فأجد نفسي عما قريب في ذات القفص، وليس أسهل من تلفيق التهم وتدبيرها، وهذا ما تأكدت منه عندما قرأت أوراق القضية حيث هالني الظلم والتلفيق الذي تعرض له أيمن نور!!« - هكذا تهدم مرافعة فريد الديب عن أيمن نور »في عام 5002« مرافعته عن مبارك »في 2102«، ومهما حاول التملص من دلالة ذلك فإنه - بالتأكيد - في موقف لا يحسد عليه!! ولعله تأكد ان ذكاءه خانه أكثر من مرة منذ رحب بالمهمة المستفزة!