عمرو زكى ليس جديدا ولامن قبيل الاكتشافات ان نري مريضا اسمه الكرة المصرية دخل في غيبوبة لوائح فلا تتعرف علي زائريها من المشاكل والازمات والحالات الجدلية.. ولا يوجد في اتحادها من يعرف ويفهم ويساعد الناس علي الفهم والمعرفة.. باب النجار مخلع وكمان شبابيكه وجدرانه، الا من غرفة واحدة يجلس فيها الكابتن حسن شحاتة ورفاقه »قدما علي قدم« وكأنهم في عزلة عن هؤلاء الذين يمرون امامهم كالاشباح لا عمل لهم الا اختراع المشاكل ثم البحث من حلول لها وهي هواية الذين يعانون من فراغ ولا يريدون ان يراهم الاخرون بلا عمل ولا دور. هذه الجبلاية الواسعة المدججة بالموظفين لا يوجد بها واحد فقط يعرف ويفهم اللوائح.. والكارثة انهم جميعا ربما لا يعرفون ان الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا« قرر عام 7002 ان تنظم الاتحادات الاهلية اعتبارا من اول يناير 8002 وحتي عام 1102 دوريات محترفة.. اي ان المطلوب من اتحادنا الموقر ان يتذكر هذا القرار وان كان يتذكره »ويطنش« عليه الا يطنش لان المطلوب منه العام القادم ان يشرف مع رابطة للاندية المحترفة علي دوري للمحترفين سبقتنا اليه معظم او كل الدول بالامر المباشر وليس بالاختيار حتي ان محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري الذي لا يعجبنا ولا يحبه مسئولو اتحاد الكرة اصدر قرارا في بلده يجبر الاندية علي توفيق اوضاعها لتتوافق مع دوري المحترفين، ونحن هنا في مصر مازلنا نتحدي عن البند 81 وعن اندية لم توفق اوضاعها حتي في اساس شرعيتها.. بل صدر منشور ملكي في المغرب يؤسس دوري المحترفين وفق تعليمات الاتحاد الدولي.. ولا يدري مسئولو اتحادنا ان تنفيذ تعليمات الفيفا تحتاج الي وقت وان فضيحة بانتظارنا بينما كل هم قيادات اللعبة ان تقنع او تضلل الرأي العام وتؤكد له ان العقوبات الموقعة علينا انتصارا لدبلوماسية الجهابزة الذين فضحونا لدرجة ان الفيفا لم يلتفت اصلا لملف الشكوي من احداث المباراة الفاصلة وربما لا يكون هنا ملف اصلا. والمفهوم طبعا ان تحويل مؤسسة الكرة المصرية الي الاحتراف ودوري المحترفين سوف يضر جدا بالمصالح الخاصة للمنتفعين بالوضع الحالي الذي يساعد علي التربح والانتفاع بينما النظام الجديد يمنع ذلك.. وتذهب مصلحة الكرة المصرية الي الجحيم ما دام ان يأتي من ورائها المنفعة الخاصة التي يقاتل الجميع من اجلها. هذا كله شرحه لي محمد عبيد الحاصل علي دبلومة في لوائح كرة القدم واقتصاديات اللعبة والذي يتعجب من هذا الهدوء الذي يسيطر علي الجبلاية وكأنها لا تعلم عن دوري المحترفين شيئا.. ولما سألته عن عدم قدرة اتحاد الكرة علي تحديد موقف عمرو زكي مهاجم الزمالك رغم سهولة المعرفة حتي بدون الاستفسار من الفيفا.. وافقني في ذلك وفجر مفاجأة بأن عمرو زكي من حقه قانونا المشاركة في كأس مصر والمطلوب فقط التعمق في اللائحة وليس الاطلاع عليها من السطح.. ويفسر ذلك بأن عمرو زكي فسخ اعارته مع نادي هال سيتي الانجليزي والبند 3 من المادة السادسة في لائحة الفيفا تنص صراحة علي استثناء اي لاعب انهي اعارته بالترضية اي بالاتفاق علي الفسخ مع ناديه قبل نهاية الموسم، لانه في هذه الحالة سوف يتم تصنيفه في خانة »البطالة« وهو ما يخالف قاعدة تشغيل العمالة التي فرضها الاتحاد الاوروبي »الكيان السياسي« علي الاتحاد الاوروبي »الكيان الرياضي« واخذ به الاتحاد الدولي.. هذا هو الاستثناء الوحيد اما باقي الحالات العادية فتطبق عليها المادة »6« من لوائح الانتقالات والتي تنص علي عدم جواز قيد لاعب 3 مرات في الموسم الواحد. وغيبوبة اللوائح التي يعاني منها الاتحاد المصري كانت تجتهد في توقع العقوبة المنتظرة علي مصر من جراء احداث مباراة مصر والجزائر بالقاهرة وتبين هذه التوقعات علي ما تسمعه بالاذن من الاخرين.. رغم ان اي مهتم بلوائح الفيفا يستطيع ان يعرف بسهولة انها تنص صراحة علي خصم نقاط واللعب خارج الدولة في بلد اخر اذا وقعت احداث ادت الي اصابات وافلت الاتحاد من فضيحة وكارثة كبري ليس بفضل المساعي الدبلوماسية لمسئولي الاتحاد بل لان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يخطط للفوز في الانتخابات ويري ان اخلاء قارة افريقيا من اية مشاكل سوف يساعد علي انجاح كأس العالم في جنوب افريقيا.. وبالتالي تجنب اية انتقادات من المنافسين وخاصة محمد بن همام الذين ينوي الترشيح.. ولذلك سارع الاتحاد الدولي الي رفع العقوبة عن حارس الجزائر وايضا عن منتخب توجو.. وهو شكل ايضا من اشكال الفساد والبحث عن المصلحة الخاصة. الم يحن الوقت الان لكي يبحث اتحاد الكرة عن الطريق السالك للشرعية وخدمة المصلحة العامة اما ان مصالح قياداته سوف تظل تتحدي وتهمل الي ان تقع الكارثة الاكبر.