يا شعب مصر الأصيل.. يا صاحب التاريخ العريق.. يا من تتميز بالعادات والتقاليد المنفردة.. يا صاحب المواقف الشجاعة في كل ثوراتك ليه في سنواتك الأخيرة أصبح سوادك الأعظم بيتخلي عن كل ما كان يميزه عن باقي الشعوب؟! لماذا بعد الثورة -التي من المفروض ان تجمع شملنا وتوحد صفنا وتزيد عزمنا علي العمل والانتاج- أصبحنا شيعا واحزابا وفرقا وجماعات كلما اتفقت مجموعة منها شردت منها مجموعة أخري في الرأي والتوجه؟! قالوا ان هناك انفلاتا أمنيا والحقيقة لم يكن انفلاتا أمنيا بقدر ما كان انفلاتا اخلاقيا في شتي مناحي الحياة.. فكلما وجهت حديثك إلي أي من الشباب ناصحا أو موجها باعتبارك أكبر منه سنا تراه ينظر إليك نظرة ازدراء واحتقار وأحيانا يتطاول عليك بأفظع الألفاظ وأصبح سائقو المركبات بكل أنواعها لا يحترمون الشارع ولا اشارات المرور.. حتي الذين يسيرون علي الأقدام لا يحترمون أبسط قواعد عبور المشاة للشارع ولا يلتزمون بأماكن عبور المشاة المخصصة لذلك. وأصبح الشارع كله من بدايته إلي نهايته عبور مشاة وعبور سيارات والباعة ينتشرون بين السيارات.. وفي النهاية نقول مصر الحضارة والتقدم ذات التاريخ العريق أين هذه الحضارة الآن.. وأين أخلاقيات الثورة في بدايتها حينما كنا نري الشباب يحرسون الشارع وينظفونه وينظمون المرور. يا سادة ان ظلت الأمور علي هذه الفوضي فسيأكل بعضنا بعضا بعد ان رأينا الشباب لا يحترمون الكبار. يقول الرسول الكريم في حديث شريف ما معناه »ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا« صدق رسول الله »[«.. أليس كذلك يا سادة؟!