عز علي الكثيرين أن تنجح الانتخابات البرلمانية في مصر، والتي هي أول انتخابات برلمانية حقيقية تشهدها البلاد منذ ستين عاما ، فراحوا يولولون بكل حرقتهم في مختلف الفضائيات علي" السلبيات التي شابت العملية الانتخابية " ويفتشون عن أي خطأ ولوبسيط لا يذكر ليضخموه بقدر الامكان، وذلك بقصد ضرب كرسي في الكلوب وافساد فرحة الشعب المصري بانتخاباته وتعكير الجوالعام .. تتساوي في ذلك الفضائيات العربية والفضائيات المصرية المستقلة .. والتي ثبت بالفعل أن معظم أصحابها لا تحركهم للأسف الا الأهواء الشخصية وأنهم لم يفتحوا قنواتهم التليفزيونية إلا بغرض التخديم علي مصالحهم وليس التخديم علي مصالح الشعب الذي طالما تحدثوا باسمه في " الفاضية والمليانة " .. هؤلاء يمكن بكل بساطة اعتبارهم خونة، هم ومقدمو برامجهم وضيوفهم .. عايزين جنازة يشبعوا فيها لطم ومش مهم مصلحة البلد، ومش مهم الاستقرار ومش مهم أي شيء آخر .. المهم هو ألا تقوم لمصر قائمة من جديد، ولا أجد ما أقوله لهم الا أن الله سبحانه وتعالي لكم بالمرصاد ومثلما نجحت المرحلة الأولي من الانتخابات في مصر فسوف تنجح بمشيئته وحده باقي المراحل وليس بمشيئتكم، هل آلمكم أن تبدأ مصر أولي خطواتها علي طريق الديموقراطية الحقيقية بانتخابات حرة نزيهة ستأتي بأول مجلس نيابي حقيقي يعبر عن جموع الشعب المصري بمختلف أطيافه واتجاهاته، هل جاء نجاح التيار الاسلامي في الانتخابات علي " الوجيعة " وتصورتم أنها فرصتكم للتصيد في الماء العكر ورحتم تخوفون الشعب من الاسلاميين بكل ما تملكون من اسلحة رخيصة .. بالعكس ان الاسلاميين أنفسهم يعلمون قبل غيرهم أنهم ملتزمون بالتعبير عن مصالح جموع الشعب المصري كافة، وليس مجرد التعبير عن فئة أو جماعة، ماذا تجنون عندما تحاولون أن تحدثوا القلاقل والفتن .. متناسين أن أبسط قواعد الديموقراطية هي احترام رأي واختيار الأغلبية .. وقد اختار الشعب المصري من يمثلونه تحت قبة البرلمان . الاعتراف بالحق فضيلة أقولها لأخواننا المعتصمين بميدان التحرير .. اعتصامكم ليس له محل من الاعراب .. لا تكابروا ولا تعاندوا واعترفوا بأنكم قد تسرعتم في موقفكم الرافض للمجلس العسكري وللحكومة الجديدة .. لماذا لا تنتظرون قليلا لكي تأخذ الحكومة الجديدة فرصتها ثم لكم أن تحكموا عليها بعد ذلك بالنجاح أوبالفشل .. كيف عرفتم مسبقا أن حكومة الجنزوري سوف تفشل في مهمة الانقاذ السريعة الموكلة إليها .. لقد تساءلت في هذا المكان من قبل : هل قمنا بالثورة لكي نستبدل ديكتاتورية مبارك بديكتاتوريتكم .. بأي حق تفرضون علي الشعب وصايتكم وتريدون ان تفرضوا رأيكم وارادتكم وأنتم بضعة آلاف علي الملايين الذين تعبوا من عدم الاستقرار .. أرجوكم ارحمونا واتركوا الميدان وسيبوا البلد تعمر من جديد وأعطوا الحكومة الجديدة فرصتها لكي تنقذنا مما نحن فيه واعلموا أن ما أقوله ليس رأيي وحدي، بل هو رأي الملايين الذين لم يوافقوكم علي موقفكم الرافض ولم يشاركوكم اعتصامكم في الميدان .. أنا لا أشكك في نواياكم الطيبة ولكن الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده، لذلك كله أرجوكم اتركوا الميدان قبل أن ينقلب الجميع ضدكم .