المارد المصري العظيم لم يعد خادما لعلاء الدين أو علاء مبارك، لقد شب عن الطوق، وحطم أغلال الطغيان، وخلع رداء الضعف والذل والاستكانة، وثار على الجلادين. استطاع شعبنا البطل أن يلقي بالديكتاتور حسني مبارك وابنيه وأذنابهم نظيف وحبيب وعز ...إلخ في ظلمات السجون التي طالما ضمت الشرفاء العاملين لصالح هذا الوطن. لم يعد شعبنا المقدام يخشى أمن الدولة أو الأمن المركزي، لم يعد يرهب السجون أو المعتقلات، لقد استعذب الشهادة في سبيل الحرية والعزة والكرامة. ما عاد شعبنا الكريم يرتضي حياة الجبن والبحث عن لقمة العيش الذليل، إذ صار يرفض العبارة المشينة التي حاول الطغاة غرسها في النفوس : صفارة تجمعه وعصا تفرقه. لذا أحذركم أيها الممسكون بزمام الأمور : إياكم ثم إياكم أن تثيروا غضب هذا الشعب العظيم، إياكم أن تحتقروه، إياكم أن ترفعوا في وجه الشرفاء الأحرار عصا الداخلية الغليظة. إياكم أن تفكروا في الاعتداء على مصابي الثورة الأبطال وأهالي شهدائنا الأبرار الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم فداء حرية وكرامة شعبنا المصري الوفي الذي يعرف كيف يرد لهم الجميل حين ينتخب حكومته بنفسه. لا تحتقروا هذا الشعب العظيم وتتهموه بعد القدرة على التمييز بين ما ينفعه وما يضره، بين من يحبه ومن يكرهه، بين من يمثله ومن لا يعبر عنه أو يمت له بصلة. لا تحاولوا سرقة حق الشعب في اتخاذ قراره أو انتخاب ممثليه أو وضع دستوره أو بناء دولته أو تحديد مستقبله وإلا حاسبكم حسابا عسيرا كما فعل بأسلافكم. لا تحاولوا وضع فرد أو هيئة فوق الإرادة الشعبية، فقد ولى زمن الاستبداد والاستعباد والاستبعاد، وجاء زمن السيادة فيه لشعب أبي كريم يرفض الوصاية عليه. لا تظنوا أن الانفلات الأمني، والكساد الاقتصادي، والإرهاب الإعلامي، والفشل السياسي سيردع المصريين الأبطال عن المضي قدما في طريق العزة والكرامة الذي رسموه يوم انطلقت ثورتهم العظيمة. انزعوا فتيل وثيقة ازدراء الشعب من يد الحربي (السلمي سابقا) قبل أن يفجر الوطن بمن فيه وما فيه، ولا تكابروا أو تعاندوا كما فعل الفرعون مبارك فأورده عناده موارد الهلكة.