الدكتور كمال الجنزوري رجل دولة من الطراز الفريد عرفناه كأول وزير للتخطيط والتعاون الدولي بالمفهوم العلمي للتخطيط فكان بنك التخطيط القومي صرحا وحدثا اقتصاديا في عالم البنوك المسئولة عن مشروعات الدولة العملاقة وجعل من معهد التخطيط قبلة للعلماء ورواد المالية والاقتصاد في مصر وعرفناه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ومسسئولا عن التحول الاقتصادي لمصر من العشوائية التي لازمته لفترات طويلة لاقتصاد اشتراكي يتمتع بالحرية وآليات السوق بما يحفظ للطبقة الكادحة حقوقها ثم رئيسا لمجلس الوزراء 1996-2000 فأعاد لمصر عصر المشروعات العملاقة بعد غياب طويل عن الدولة. فكان مشروع ترعة السلام لاستصلاح 400 الف فدان في سيناء وتحقق حلم الزعيم الراحل انور السادات لتعبر مياه النيل الي سيناء العزيزة و مشروع شرق التفريغة والمشروع العملاق توشكي في جنوب مصر وغيرها تلك مشروعات ارتبطت باسم الرجل المخطط لمستقبل مصر أما مبدأ العدالة الاجتماعية الذي تبنته ثورة يوليو 1952 وتقهقرالي الخلف وتوقف برحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فاعاد الجنزوري له شريان الحياة بالاصلاح الوظيفي لاكثر من ستة ملايين اسرة مصرية فانتعشت حركة الحياة في مصر وكعادة التاريخ الظالم لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فما أن بدأت بشاير الخير تهل علي شعب مصر الا ونذير الشؤم قد حل علي البلاد بظهور حملة مباخر مشروع التوريث وبدأ الحاقدون علي الرجل من الأفاعي في إشعال الفتن مع الرئيس السابق فسياسات الجنزوري لاتروق للكثيرين من مفسدي الحياة السياسية والاقتصادية والاعلامية فكانت كالهشيم علي الرجل المشهود له بالطهر والنزاهة والانجاز فخرج من الوزارة بلا ادني تكريم ومطاردة لمدة 12 عاما وتأتي الثورة في 52 يناير ويدعمها الرجل بموقفه الشريف الواضح فلم يبخل بأفكاره وخبرته في دعم مؤسسات الدولة بالتوجيه والارشاد وتعيد الرجل للحياة العامة من جديد واليوم يكلف الرجل بمهمة انتحارية من المجلس الوطني العسكري لتشكيل حكومة انقاذ وطني حقيقة انها مهمة شبه مستحيلة ولكننا لعلي ثقة انه بتوفيق الله سوف يجعل من المستحيل ممكنا ولما لا والمشروعات التي بدأها في وزارته الاولي وتوقفت عن عمد من السهل اعادة الروح اليها فمشروع تمليك اراضي ترعة السلام لبدو سيناء وفقا لضوابط عدم البيع او التصرف للغير الا بموافقة الدولة لا يحتاج الا لقرار جريئ لحكومته فيعيد لاهل سيناء الثقة في الدولة المصرية ويكفل لهم الامن الاجتماعي والاقتصادي و السياسي ويحفظ لمصر امنها القومي اما مشروعات شرق التفريعة والعملاق توشكي فستمكن المصريين من اعادة صياغة حياتهم لعصرجديد للنهضة بخلق مئات الآلاف من فرص العمل والاستثمار طويل وقصير الامد في الزراعة والصناعة لعقود قادمة لابنائنا واحفادنا إنني اناشد شباب الثورة النقي الشريف الطاهر والمخلصيين الشرفاء من الشخصيات العامة والقوي السياسية علي اختلاف توجهاتها ان يضعوا اياديهم في يد رجل أوقف حياته من اجل مصر فلا أقل من أن نعضد ساعده ونشد من أزره ونهيئ له المناخ بالتوقف عن المطالبات الفئوية والاعتصامات ونعود لمسيرة الانتاج والعمل لنعبر جميعا ذلك النفق المظلم الذي دخلناه بإرادتنا بأمن وأمان لنعيش جميعا مصر الجديدة المدنية الديمقراطية بدستور دائم مستمد من الشريعة الاسلامية السمحة باذن الله