ماكرون: مصر شريك أساسي وقوة إقليمية واستقرارها مهم لنا مصر تتغير إلي الأفضل ونسعي للمساهمة في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الطموحة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اتفاق مصر وفرنسا علي التعاون المشترك في مجال مكافحة الارهاب الذي يمثل تهديدا مباشرا لجهود التنمية المستدامة. وأشار الي أن المحادثات شهدت اتفاقا في الرؤي بشأن أهمية الاستمرار في مواصلة العمل علي مكافحة الإرهاب البغيض الذي يستهدف أمن الدولتين. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي امس مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون عقب القمة المصرية الفرنسية وأعرب خلاله السيسي عن ترحيبه الشديد بالرئيس الفرنسي والوفد ضيفا عزيزا علي مصر في زيارته الأولي، مؤكدا الشراكة الاستراتيجية الممتدة، والتي تم الاتفاق علي اعطائها دفعة قوية. وقال الرئيس ان المباحثات شهدت حوارا إيجابيا حول الأوضاع الراهنة وحقوق الإنسان في بلدينا ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأوربية حيث أكدت الأهمية التي توليها مصر لهذه المبادئ والقيم المترسخة عالميا باعتبارها مكونا أساسيا لانطلاق شعب مصر نحو التقدم والازدهار. التاريخ والحضارة وشدد الرئيس السيسي علي أن مؤسسات المجتمع المصري بكافة أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية تتضافر جهودها لحماية حقوق الإنسان من منطلق فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث التي تقود إلي حركة التطور الطبيعي للمجتمع وفقا لامتلاكه العناصر اللازمة التي تدفعه من مرحلة لأخري، اتساقا مع تطلعاته الوطنية ومسئولياته الإنسانية، ولا يخفي هنا ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل لأن تلك الحقوق متشابكة ومتداخلة وتعزز بعضها البعض، وهي حقوق توليها مصر أولوية كبيرة التزاما ببنود الدستور، والشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدي ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية، واجتماعية. وأضاف الرئيس السيسي: اشكر الرئيس ماكرون علي اهتمامه ولكن لسنا كأوروبا وأمريكا فنحن في منطقة لها خصوصيتها وطبيعتها والتعدد والخلاف بين الدول امر طبيعي ولا يمكن ان يسير الجميع علي نهج واحد ونقول انه الأفضل والامثل ولا يمكن تغيير المسار واختصاره في مسار واحد فقط. وقال السيسي: نتحدث عن 100 مليون نسمة استقرارهم امر مهم ونحن في منطقة مضطربة ونحن جزء منها وكان هناك مخطط لإقامة دولة دينية في مصر ولكنه لم ينجح وكان مشروعا يحمل تحديات والدولة المصرية بذلت جهدا كبيرا في إطار حقوق الإنسان مشيرا إلي انه كان هناك 250 الف اسرة يعيشون حياة غير آدمية في سكن لا يليق بهم والدولة المصرية ذات الظروف الصعبة والتي تخوض حربا علي الارهاب، وفرت لهم 250 ألف شقة مفروشة لعدم تركهم بلا مأوي. وأضاف الرئيس: كما تغلبنا علي قوائم انتظار المرضي وعالجنا 120 الف حالة علاج صعبة من أورام وجراحات وهو أمر يعد من حقوق الانسان من منظور آخر ومصر لا تقوم بالمدونين وانما بالعمل والجهد ونجري اصلاحا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ودينيا ولم يكن احد يجرؤ علي الحديث عن العلاقة بين الاديان والآن الجميع له حق المواطنة. الأمانة والشرف وقال السيسي: في مصر يتخرج سنويا مليون شاب كيف أوفر لهم عملا اريد اجابة منكم وماذا عن 2٫5 مليون طفل يولدون كل عام.. واقول انكم تتحدثون لغة اخري غير الواقع الذي نعيشه ونحن نقود بلادنا بالامانة والشرف والعزة ونقوم بأكبر برنامج في العالم لعلاج المواطنين من فيروس سي وقمنا بالمسح الطبي علي 55 مليون مصري وعلاج المصابين وقال إن منظمات المجتمع المدني في مصر تفوق 45 الف منظمة وطرحنا القانون للنقاش لدعم دور منظمات المجتمع المدني في ظل ظروفنا الصعبة ولا يجب اختزال حقوق الانسان في مصر في اطار آراء الناس ولا نريد تكرار ما حدث في المنطقة. واستطرد الرئيس: ماذا يمكن ان تعملوه لنا اذا قامت حرب أهلية في مصر … نريد ان ترونا بالعيون المصرية لا العيون الأوروبية … من موقعي لا اقبل ان تكون الغالبية المصرية لا تريدني واستمر في الحكم واقف هنا بإرادة مصرية. وأشار الرئيس السيسي الي إنه ناقش مع ماكرون سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين مصر وفرنسا في ظل احتفال البلدين بعام 2019 كعام للثقافة المصرية الفرنسية، و»النخبة المصرية المثقفة»، مضيفا: »تأثرت بكتابات مفكري عصر النهضة الفرنسية، كما أن الشعب الفرنسي والرئيس ماكرون لديه ولع بالحضارة المصرية القديمة، ولا ننسي إسهام علماء فرنسا في فك رموز حضارتنا الفرعونية العريقة». وحول التعاون الاقتصادي اعرب الرئيس عن ترحيب مصر بالشركات الفرنسية وتعظيم مشاركتها في الاستثمار بمصر مشيرا الي أهمية منتدي الأعمال المصري الفرنسي الذي يعقد علي هامش الزيارة ومساندته والرئيس ماكرون له. وحول القضايا الإقليمية قال السيسي: استعرضنا تطورات الأوضاع الاقليمية في ليبيا وسوريا والهجرة غير الشرعية واولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي والتعاون بين مصر وفرنسا في القارة الافريقية. واضاف: أكرر تقديرنا لدعم فرنسا والتطور المتسارع للعلاقات الثنائية في شتي المجالات. ومن جانبه قال: الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التقيت السيسي عام 2017 في زيارة مهمة لتبادل الحوار مع شريك مهم، وأجرينا حديثا معمقا علي التعاون الثنائي والتطورات الاقليمية وهناك تقارب كبير في وجهات النظر، ونتعاون منذ شهور بشأن ليبيا ونعمل بالتنسيق معا لهدفين: محاربة الارهاب ودعم الاطراف الليبية وتحقيق المصالحة الوطنية اللازمة للاستقرار واستضفنا مؤتمرا في 2017 ونأمل في تحقيق المزيد من التقدم وندعم مبعوث الاممالمتحدة. تسوية سياسية وأشار ماكرون الي ان مصر وفرنسا ضمن مجموعة 7 دول تعمل للتوصل الي تسوية سياسية شاملة دائمة في سوريا وفقا للقرار 2254 للامم المتحدة والعمل سيتواصل في الاممالمتحدة وقوي المنطقة للوصول الي تقدم دستوري وسياسي لتأمين الاستقرار في سوريا والنظام لم يعط اي اشارة علي التطبيع السياسي. كما تبادلنا الآراء حول سبل دفع عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني وكسر الجمود ونعمل معا ومقتنعون ان الحل لن يكون ممكنا إلا بتحقيق المصالحة الفلسطينية. وأضاف الرئيس الفرنسي: خلال أيام سيتولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي ولنا توجه مشترك في افريقيا وحفظ السلام وفرنسا تعمل الي جانب الاتحاد الافريقي. وقال إن العلاقات الثنائية لها اولوية خاصة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب والرغبة المشتركة في تحقيق الامن ومواجهة الإرهاب ونعمل معا في التعاون في هذا الصدد في اطار من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومصر قوي اقليمية امنها مهم لنا بسكانها ال100مليون نسمة. وأضاف ماكرون خلال المؤتمر الصحفي: يجب ان يتماشي الاستقرار والامن الدائم مع دولة القانون وفي اطار شراكاتنا، مضيفا: أن المجتمع المدني مهم لمواجهة التطرف وابلغت الرئيس السيسي بأهمية عمل المنظمات غير الحكومية في مصر ومواقع الانترنت وأجرينا حوارا وسألتقي ممثلي المجتمع المدني. وقال ماكرون : الرئيس السيسي ابلغني بالاصلاحات الاقتصادية الطموحة ومصر تعود للنمو ونأمل ان ندعم هذا النمو من خلال مليار يورو تمثل تمويلا فرنسيا جديدا خلال السنوات الاربع القادمة والشركات الفرنسية يمكن ان تسهم في نمو دولة بحجم مصر بها 100 مليون نسمة وتزيد 2٫5 مليون سنويا. مصر تتطور وأكد أن مصر تتغير وتتحدث وتتطور وعلي شركاتنا الفرنسية ان تشارك في هذا واوضحنا الكثير للشركات الفرنسية، مضيفا: نود المضي قدما في الشراكة في مشروع العاصمة الجديدة في البنية الاساسية وتطوير الشراكة الثقافية والصناعية في مجال السيارات الكهربية وبلدنا يسعي للمساهمة في هذا المشروع الطموح لتحقيق مشروعات بنية اساسية طموحة إلي جانب قطاعات الصحة والتعاون الاكاديمي لتدريب الكوادر والتعاون الجامعي ومضاعفة عدد منح الطلاب المصريين وإقامة جامعة فرنسية في العاصمة الجديدة واشكر السيسي علي تعليم اللغة الفرنسية في الثانوية. وأشاد بالتعاون الثقافي وما يجسده معبد ابوسمبل لذلك قائلا : ونود مواصلة التعاون في مجال الاثار والمجال العلمي ونتعاون في مدينة الاثار والفنون في العاصمة الجديدة. وقال ماكرون: إن الروابط التاريخية والاحترام المتبادل تمثل سياسة فرنسا التي لم تتغير في اطار من المبدأ السياسي.. وللشعب ان يقرر مصيره وفرنسا لا تتبع سياسة التدخل وانما نسعي لتحقيق المصالحة ولا تملي علي احد سير الاحداث ونرغب في تحقيق الاستقرار في مصر وعدم املاء طرف شيئا باسم الدين او غيره ولكن لدينا مبادئ عالمية وبحثنا مع السيسي في اكتوبر 2017 ان الأمور لا تسير علي ما يرام وهناك مدونون وكتاب محبوسون. وأضاف: النجاح يمر عبر العالم الاقتصادي والثقافي والحفاظ علي افضل الكوادر واستغلالها واعتقد ان الاستقرار الحقيقي في مصر يمر عبر حيوية المجتمع المدني ونحن حريصون علي استقرار مصر وتنمية الاقتصاد والسياحة. وقال: واري ان ملاحظتنا تحترم سيادة مصر ومن المهم ان اقول الوضع بحقيقة لكي اكون صديقا حقيقيا لمصر. لا اعطي اي درس واري الجهود المبذولة لضمان حرية الاديان في مصر وافتتاح الكاتدرائية والكنيسة في العاصمة الجديدة. وفقاً للدستور وأوضح ان بيع السلاح الفرنسي لمصر جاء في اطار القوانين الفرنسية واللجنة المعنية التي شكلها رئيس الوزراء وكانت لاغراض عسكرية 24 طائرة رافال تم تسليم 23 منها مضيفا: ولم نناقش الامر اليوم مع الرئيس السيسي. وقال ماكرون ان التعامل مع أصحاب السترات الصفراء مسموحا للتعبير عن الآراء بكل حرية ضد الدولة وضد الرئيس وكانت هناك مظاهرات غضب ولدينا حرية التعبير المضمونة وفقا للدستور واثناء المظاهرات التي لم يتم حظرها تدخل مخربون ومتطرفون واعتدوا علي رجال الأمن وتم استجوابهم ليس بسبب آرائهم وانما لانهم هدموا وحطموا واعتدوا علي مواطنين اخرين وسيتم التعامل معهم وفقا للقانون … وبالتالي هناك فصل بين من يعبر عن رأيه وبين من يخرب واسف لمن ماتوا في المظاهرات ولكنهم لم يكونوا ابدا ضحايا لعنف قوات الامن ولا يجب الخلط بين الامور والحقائق.