توقيع اتفاقيات ب 400 مليون يورو.. و2019 عام للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكَدَّتْ الأساسَ القوي الذي نستند إليه في العمل علي مواصلة الارتقاء بشتي مجالات التعاون إلي آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس أمس في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي بقصر الإليزية عقب مباحثات القمة التي عقدها الرئيسان،وتوقيع اتفاقية تعزيز التعاون الوطني والاقتصادي والسياسي بين البلدين حيث قام بتوقيعها من مصر سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الفرنسي جان ايفً لودريان . وقال الرئيس يطيب لي في البداية أن أعرب لكم عن خالص التقدير والشكر علي حسن الاستقبال الذي لقيناه منذ وصولنا إلي بلدكم الصديق، والذي تربطنا به علاقات تاريخية ممتدة وشراكة قوية في شتي المجالات، وهو ما يعكس حالة الزخم التي تشهدها علاقاتنا الثنائية، والمستوي الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وأضاف : لقد تباحثت مع الرئيس »ماكرون» حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين علي مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية، حيث اتفقنا علي تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا. وأشار إلي أن العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي حظيت بأولوية كبري خلال المباحثات، حيث استعرضت مع الرئيس »ماكرون» ما تم تنفيذه من خطوات في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وما حققه من نتائج إيجابية في استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية، خاصة في إطار المشروعات القومية الكبري التي تنفذها مصر وتحظي باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية. وأوضح الرئيس أنه شهد مع ماكرون مراسم التوقيع علي مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا، بقيمة تبلغ حوالي 400 مليون يورو، في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرية والبرية ومترو الأنفاق. وأشار الرئيس إلي أن الملف الثقافي والتعاون في المجالات السياحية والتعليمية كان حاضراً في المحادثات حيث تم الاتفاق علي إعلان 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بيننا، خاصة في ضوء الاهتمام الفرنسي الكبير، الذي نُقدّره ونعتز به، بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية، لاسيما الفرعونية، فضلاً عن تزامن هذا العام مع الذكري 150 لافتتاح قناة السويس، والتي تحظي تنمية محورها بأهمية كبري في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015، ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة في الشرق الأوسط. وقال الرئيس السيسي : لقد تناقشت اليوم مع الرئيس »ماكرون» حول سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره، وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، ويعد التحدي الأكبر لجهودنا في تحقيق التنمية، حيث أكدنا علي ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة أوجه القصور في مكافحة تلك الظاهرة. وتناولنا أيضاً تطورات الأوضاع في ليبيا والتي يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين، في ظل تأثيره المباشر علي الأمن القومي المصري والفرنسي ومنطقة البحر المتوسط. كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع في سورياوالعراق . و أعرب السيسي عن ثقته في أن اللقاء سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين بلدينا، كما أؤكد لكم حرصنا علي الاستمرار في التنسيق والتشاور من أجل متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته علي أرض الواقع، بما يساهم في تطوير علاقاتنا المشتركة علي كافة الأصعدة. وأضاف: في الختام، يطيب لي أن أجدد لكم، فخامة الرئيس، الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة لمواصلة التنسيق المشترك، بما يسهم في تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين. من جانبه أعرب ماكرون عن حرصه علي تعزيز الشراكة بين مصر وفرنسا في ظل الأهمية المتصاعدة لذلك، لمواجهة المخاطر المتزايدة في المحيط الاقليمي غير المستقر، وأكد علي ضرورة تعزيز تلك الشراكة والحوار المعمق حول ازمات المنطقة، وأضاف : نخوض معا معركة الارهاب وأحيي التزام الرئيس السيسي والجيش المصري بمواجهة وأمن مصر هو أمن أوروبا وعزائي لمصر في ضحايا العمليات الاخيرة. وقال ماكرون : تحدثنا عن الوضع في سوريا وليبيا و نعمل معا لمواجهة عناصر داعش والقاعدة،بشكل مترابط لتحقيق الاستقرار الإقليمي ومواجهة الجماعات المتطرفة . وأشار الرئيس الفرنسي إلي أن المعركة مع الاٍرهاب يجب خوضها باحترام دولة القانون وحقوق الانسان، وأوضح : تحدثنا عن ان منظمات المجتمع المدني ممكن أن تقف حائط صد لمواجهة الارهاب والاصولية العنيفة وأثق أن الرئيس السيسي سيحقق التوازن في هذا الأمر وأضاف: دعمنا برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري الطموح، ونحن نساهم من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية في مشروعات محددة ذات أولوية مصرية بالتزامات حوالي ملياري يورو ،وأشارك الرئيس السيسي ضرورة تطوير ذلك من خلال قطاعات لنا خبرة بها في قطاعات النقل والطاقة المتجددة، ومد هذه المبادرات يساهم في تعزيز العلاقات، وأعلن عن الاتفاق علي إرسال بعثة اقتصادية فرنسية خاصة إلي مصر مطلع العام القادم لتعزيز التعاون الاقتصادي، وخاصة في محور تنمية قناة السويس، كما تم الاتفاق علي عدد من الأحداث المشتركة في 2019 احتفالا بمرور 150 عاما علي حفر قناة السويس. وأكد ماكرون أن التعاون لدعم الشباب من أهم محاور التعاون بين البلدين من خلال الجوانب الثقافية والعلمية ودعم الجامعة الفرنسية وأشاد بمنتدي شباب العالم المقرر عقده مطلع الشهر القادم في شرم الشيخ . واختتم حديثه بتجديد الشكر للرئيس السيسي علي زيارته لباريس و عقب انتهاء الرئيسين في كلميتهما تم فتح المجال لاستقبال سؤالين من وسائل الاعلام المصرية والفرنسية. وردا علي سؤال من عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين حول آليات دعم مصر في حربها علي الارهاب قال ماكرون ان التزام مصر بمكافحة الاٍرهاب في كل المنطقة.. كان موضع بحث خلال المناقشات ونحن نعمل علي تعزيز التعاون وتقديم كافة اشكال الدعم التي تطلبها مصر لمواجهة الارهاب، والاستقرار الاقتصادي مهم لمساعدة الشباب ومكافحة التطرف، كما تعاوننا لمكافحة اعادة تمركز الجماعات الارهابية في القرن الافريقي ونتعاون استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب في سوريا، وإذا لم نفرض عملية انتقال سلمية سوية في سوريا فسنواجه جماعات متطرفة جديدة . وردا علي سؤال من ممثلي لإحدي وسائل الإعلام الفرنسية حول حقوق الانسان في مصر وقال ماكرون: يجب أن ننظر إلي الاطار الذي يحكم الآخرين وأضاف: قلت للرئيس السيسي إنني أدرك الظروف التي تواجهها لإعادة استقرار بلدك في ظل مواجهة مع أصولية دينية عنيفة ولا يمكن أن ننسي الإطار الذي يحكم به كما أنني لا اقبل أن يملي عليّ أحد كيف أحكم بلدي وشعبي وبالتالي نحترم سيادة الدول ولا نعطي دروسا في الحكم لدول اخري وانظروا الي ما آلت إليه الأوضاع في العراق وليبيا عندما حاولنا فرض قيمنا كانت النتيجة عنفا اكثر وعددا أكبر من القتلي وأكد أن فرنسا تدافع عن حقوق الانسان كقيم عالمية. ورغم أن السؤال كان موجها لماكرون إلا أن الرئيس السيسي أصر علي التعقيب وأكد حرص مصر علي حقوق الانسان في منطقة مضطربة كادت أن تتحول إلي بؤرة لتصدير الفوضي والارهاب الي العالم وشدد علي حرصه علي اقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة وأوضح أن الشعب المصري لن يقبل أي ممارسة غير ديمقراطية وقال: انا مسئول عن 100 مليون مواطن في ظل مواجهة فكر متطرف وأرجو ان نتحسِّب لما تنشره جماعات معينة لها أهداف معروفة ولدينا أكثر من أربعين ألف جمعية ومنظمة أهلية تعمل وفقا للقانون وهناك تنظيم مناوئ للاستقرار في مصر ومن يتحدث عن المواطن المصري يجب أن يتعامل مع المصريين وأضاف الرئيس انه اذا كنا نتحدث عن حقوق الانسان فماذا عن حقوق الشهداء والمصابين وأسرهم؟ وماذا عن حقوق المضارين من الارهاب والتطرف في قطاع مثل السياحة واشار الي انه يجب الا نقصر حقوق الانسان علي الديمقراطية فحتي الان ليس لدينا تعليم أو صحة أو اسكان جيد.