«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحصاد الكبير لزيارة الرئيس لفرنسا
الاستعلامات : اتفاقيات ب 400 مليون يورو و25 شركة كبري تستثمر في مصر
نشر في الجمهورية يوم 28 - 10 - 2017

نتائج ملموسة. وحصاد كبير حققته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الثالثة إلي فرنسا في مجالات الاقتصاد والتسليح والاستثمارات والتعاون الأمني والعسكري بين مصر وفرنسا. فضلا عما حققه أول لقاء قمة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تفاهم سينعكس بالتأكيد علي مسار العلاقات المصرية الفرنسية بشكل إيجابي. وقد تميزت زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الفرنسية باريس التي استغرقت اربعة ايام.
خصائص عديدة رصدها تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات علي النحو التالي:
أن الرئيس قد عقد لقاءات منفردة مع أبرز قيادات ورموز الدولة الفرنسية وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ثم رئيس الوزراء إدوارد فيليب. ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية "مجلس النواب" فرانسوا دوروجي. ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه. ووزير الداخلية جيرارد كولوم. ووزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي. ووزير الشئون الخارجية جان أيف لودريان. ووزير الاقتصاد والمالية برونو لومير. وسكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنجل جوريا.
أن الرئيس قد حرص علي زيارة مقار المؤسسات السياسية الفرنسية التي التقي قادتها. فزار قصر الإليزيه حيث التقي الرئيس ماكرون. وقام بزيارة قصر ماتينيون مقر رئاسة الوزراء. ومقر الجمعية الوطنية. ومقر وزارة الجيوش الفرنسية. ووزارة أوروبا والشئون الخارجية. ولا شك أن قيام الرئيس بزيارة هذه المؤسسات قد أتاح فرصا أكبر للتواصل بين الجانبين وأكثر تأثيرا من مجرد لقاء هذه القيادات علي هامش زيارته لرئاسة الحكومة او في مقر إقامته. وهي لفتة بروتوكولية قابلها الفرنسيون بكثير من التقدير والتجاوب والتعاون.
كما أن الجوانب الاقتصادية كان لها نصيب كبير من اهتمامات الرئيس السيسي خلال الزيارة. خاصة وأن فرنسا شريك اقتصادي واستثماري وتنموي كبير لمصر في مجالات عديدة. فالتقي الرئيس رؤساء 25 شركة فرنسية بعضها يعمل في مصر والبقية تسعي لدخول السوق المصري للاستثمار وتنفيذ المشروعات. كما التقي قبل ذلك مع كل من رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية. ورئيس شركة "داسو" المنتجة لطائرات الرافال المقاتلة. ورئيس شركة" نافال" للصناعات العسكرية البحرية. كما تم خلال الزيارة توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عديدة تبلغ قيمتها نحو 400 مليون يورو.
قد وجه الرئيس رسائل إعلامية عميقة الأثر إلي الشعب الفرنسي ومن خلاله إلي أوربا والعالم من خلال حديثين مطولين مع اثنتين من أكبر وسائل الإعلام الفرنسية وأكثرها انتشاراً في فرنسا وأوروبا. وهما صحيفة "لوفيجارو" وقناة "فرنسا 24¢ التليفزيونية. ثم من خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس ماكرون والذي شهد حديث الرئيس السيسي بقوة وثقة وإقناع عن كل ما يثار من تساؤلات تتعلق بالأوضاع في مصر وخاصة حقوق الإنسان ومواقف مصر السياسية تجاه العديد من القضايا.. إلي جانب الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية لزيارة الرئيس لباريس . فقد برز خلالها علي نحو لافت الطابع الودي والدبلوماسي الرفيع الذي تمثل في الاستقبال الحافل الذي قوبل به الرئيس السيسي في باريس حيث رافقت مقاتلات فرنسية ومصرية من طراز "رافال" الطائرة الرئاسية المصرية. بعد دخولها المجال الجوي الفرنسي ترحيباً بزيارة الرئيس السيسي لفرنسا. وحلقت 3 طائرات مصرية علي الجانب الأيمن من الطائرة الرئاسية المصرية. فيما حلقت علي جانبها الأيسر 3 طائرات فرنسية. في ترحيب ملحوظ يتناسب مع مكانة الزائر والمكانة التاريخية والثقافية لمصر في نفوس الشعب الفرنسي.
نشاط مكثف ... وتعاون عسكري
وطبقا لتقرير هيئة الاستعلامات. بدأ الرئيس السيسي نشاطه بالعاصمة الفرنسية باستقبال ايريك ترابييه الرئيس التنفيذي لشركة "داسو" للصناعات الجوية المُصنعة لطائرات الرافال الحربية. حيث أشاد الرئيس خلال اللقاء بالتعاون الوثيق القائم مع الشركة الفرنسية. معرباً عن "تطلع مصر لمواصلة هذا التعاون والعمل علي تطويره خلال الفترة القادمة" . مؤكداً علي "كفاءة مقاتلة "الرافال" في ضوء ما تتميز به من قدرة علي المناورة وتنفيذ المهام الحربية بدقة عالية. بما يساهم في تعزيز قدرات مصر الدفاعية ويُمكّنها من الحفاظ علي أمنها القومي".
وفي مساء اول ايام الزيارة توجه الرئيس السيسي إلي مقر وزارة الجيوش الفرنسية "وزارة الدفاع". حيث كانت في استقباله السيدة فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية. وشهد اللقاء تباحثاً حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وخاصةً في ضوء التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. والجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب. كما تم بحث الجهود التي تُبذل في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. حيث أكد الرئيس علي "ضرورة مواجهة هذه الظاهرة باستراتيجية متكاملة تعالج أسبابها الجذرية ومن بينها إنهاء الصراعات السياسية في الشرق الأوسط وافريقيا. فضلاً عن إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية¢. وعلي صعيد القضايا الإقليمية. تم تبادل وجهات النظر إزاء آخر المستجدات علي صعيد الأوضاع الميدانية في ليبيا وسوريا والعراق.
رسائل إعلامية للصحافة والتليفزيون
وفي اليوم الاول للزيارة أيضاً اذيعت مقابلة الرئيس السيسي مع قناة "فرنسا 24¢ الإخبارية الفرنسية والتي أكد فيها الرئيس "أن الإرهاب لا يضرب ويهدد مصر ودولًا عربية فقط. بل يهدد المنطقة بأجمعها والشرق الأوسط وأوروبا. ولابد من أن نتكاتف جميعا. وليس علي قدر فرنسا ومصر فقط. مشيرا. إلي أنه علي كل دول العالم أن تنتبه. لأنه التحدي الحقيقي للإنسانية والاستقرار وللأمن في العالم كله". وقال الرئيس السيسي: "هناك دول تقوم بتمويل الإرهاب بالمال والسلاح وتدريب المقاتلين. وبالدعم المعنوي والاعلامي والسياسي. ويجب علي هذه الدول أن تتوقف. ليس من أجل استقرار مصر فقط. ولكن من أجل استقرار العالم".
وبشأن حقوق الإنسان. أكد الرئيس السيسي. حرصه الكامل علي مصر وشعبها. وقال "إن مصر حريصة علي احترام مواطنيها. والحفاظ عليهم. وعلي حقوقهم ومساعدتهم. وقد انتخبوني لذلك". وتساءل الرئيس السيسي عن حقوق الإنسان للشهداء. وأسرهم. والأطفال. والأرامل. والأمهات. الذين فقدوا أبناءهم في كل حوادث الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية. قائلا "أين حقوق الإنسان الخاصة بهؤلاء الشهداء".
وحول ادعاءات منظمات حقوقية عن وجود آلاف المعتقلين السياسيين في السجون المصرية. أكد الرئيس. عدم وجود أي معتقل سياسي. موضحا أن هناك اجراءات تقاضي عادلة. يتم من خلالها مراعاة كافة الإجراءات القانونية طبقا للقانون المصري. وأضاف "هذا أمر مهم. ونحن مستعدون لزيارة أصدقائنا لكي يشاهدوا السجون المصرية. ويقابلوا النائب العام. ويسمعوا منه كل الإجراءات التي يتم اتخاذها".
كما نشر في اليوم الاول للزيارة الحوار الذي أجراه الرئيس مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية. والذي أكد فيه علي "أن العلاقات بين مصر وفرنسا قديمة وعميقة وازدادت قوة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة علي كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية". ووصف الرئيس فرنسا ب "الشريك الأساسي والمميز لمصر". وتوقع أن "تشهد السنوات القادمة مزيدا من آفاق التعاون والتشاور غير المسبوق بين البلدين".
قطع بحرية جديدة لمصر
استهل الرئيس السيسي نشاطه في اليوم الثاني لزيارته لباريس باستقبال هيرفي جيلو الرئيس التنفيذي لشركة "نافال" للصناعات العسكرية البحرية. وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بالتعاون القائم مع الشركة الفرنسية. مشيراً إلي أن البحرية المصرية باتت ثاني أكبر مستخدم للقطع العسكرية التي تنتجها شركة "نافال" بعد البحرية الفرنسية. وذلك عقب التعاقد علي عدد من القطع البحرية من انتاج الشركة. وأشار الرئيس إلي ما تمثله هذه الوحدات المتميزة من إضافة محورية لمسيرة تطوير وتحديث أسطول القوات البحرية المصرية.
وفي نفس اليوم استقبل الرئيس السيسي أيضا جييوم بيبي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية. حيث تم استعراض الجهود التي تبذلها مصر من أجل تطوير منظومة السكك الحديدية. والخطط التي وضعتها وزارة النقل المصرية من أجل الارتقاء بنظم الإشارات والتشغيل. وتحسين القدرات البشرية والالكترونية للهيئة القومية للسكك الحديدية.
وقد أعرب الرئيس عن التطلع للاستفادة من خبرات الشركة. لاسيما في مجال التدريب وتقييم المخاطر. وتحديث شبكات ومنظومة السكك الحديدية. وبصفة خاصة في مجال ربط المشروعات التنموية الكبري بالمدن المصرية والموانئ الرئيسية بما يمكن من الإسهام في تطويرها اقتصادياً وتنميتها بشرياً.
القمة الأولي بين السيسي وماكرون
حسب ما رصده تقرير هيئة الاستعلامات. توج اليوم الثاني من الزيارة بانطلاق أعمال القمة المصرية الفرنسية بقصر الإليزيه بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. بعد مراسم استقبال الرسمية والعسكرية للرئيس السيسي في قصر "الإنفاليد" الرمز التاريخي للعسكرية الفرنسية. وتطرقت المباحثات لعدد من الموضوعات الثنائية بين البلدين. حيث استعرض الرئيس السيسي الخطوات المتخذة علي صعيد الإصلاح الاقتصادي. وما توفره المشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها من فرص استثمارية في العديد من المجالات.
وقد أعرب الرئيس الفرنسي عن حرصه علي تعزيز التعاون والشراكة بين مصر وفرنسا علي الأصعدة كافة. مؤكداً علي دعم فرنسا لمصر للمضي قدماً في تنفيذ برنامج النمو الاقتصادي المستدام. والتطلع للمزيد من الارتقاء بمستوي التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. ولاسيما في منطقة قناة السويس وفي مجال المشروعات التنموية في مختلف القطاعات.
كما تناولت المباحثات عدداً من مجالات التعاون المشترك. حيث اتفق الرئيسان علي إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين. كما تم استعراض آخر المستجدات علي صعيد عدد من الأزمات الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط. ولاسيما في ليبيا وسوريا. حيث اتفق الرئيسان علي تكثيف التشاور والتنسيق المشترك للتوصل إلي تسويات سياسية لهذه الأزمات. مؤكدين علي ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي للتصدي بحزم للإرهاب وتمويله.
وعقب انتهاء اللقاء. شهد الرئيسان السيسي وماكرون مراسم التوقيع علي إعلان مشترك لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والفرانكفوني والجامعي والعلمي والفني. كما وقع الجانبان علي عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا. بقيمة تبلغ حوالي 400 مليون يورو. في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه. البحرية والبرية ومترو الأنفاق. فضلاً عن التدريب وبناء القدرات.
وعقب مباحثات القمة المصرية الفرنسية عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين أشاد فيه الرئيس الفرنسي بالرئيس السيسي علي المثابرة في التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة. معلناً أنه قد تم تبادل الآراء لتعزيز الشراكة بين البلدين وأنه يجب أن يكون هناك التزام معنوي وليس عسكريا فقط لمكافحة الإرهاب.
وأكد ماكرون أن فرنسا عازمة علي مساندة مصر لمواجهة تحديات في مجال الطاقة والمساندة الاجتماعية. وأن القوات المسلحة المصرية قامت بالتصدي للإرهاب بالمنطقة وان فرنسا ومصر بحاجة لمشروعات مشتركة في مواجهته.
فيما أكد الرئيس السيسي خلال كلمته في المؤتمر الصحفي علي حالة الزخم التي تشهدها علاقات البلدين الثنائية. والمستوي الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. مشيرا إلي أن مباحثاته مع الرئيس ماكرون تضمنت سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين علي مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية. حيث اتفقا علي تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية للبلدين.
وقال الرئيس: "لقد حظيت العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي بأولوية كبري خلال مباحثاتنا. حيث استعرضت مع الرئيس ماكرون ما تم تنفيذه من خطوات في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري. وما حققه من نتائج إيجابية في استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجاً. فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية. خاصة في إطار المشروعات القومية الكبري التي تنفذها مصر وتحظي باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية".
واشار الرئيس أيضاً إلي أن الملف الثقافي والتعاون في المجالات السياحية والتعليمية كان حاضراً في المحادثات المشتركة حيث تم الاتفاق علي إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية. ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين. خاصة في ضوء الاهتمام الفرنسي الكبير بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية. . فضلاً عن تزامن هذا العام مع الذكري 150 لافتتاح قناة السويس. والتي تحظي تنمية محورها بأهمية كبري في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة في الشرق الأوسط.
الإرهاب وحقوق الإنسان
وكشف الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك أنه ناقش مع ماكرون سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره. كما تناولا تطورات الأوضاع في ليبيا والتي يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين. في ظل تأثيره المباشر علي الأمن القومي المصري والفرنسي ومنطقة البحر المتوسط. وأضاف الرئيس: "تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية. وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام. وكذا تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية. وتبادلنا الرؤي حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية. فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين في يوليو الماضي".
وردا علي سؤال عما إذا كانت محادثاته مع الرئيس السيسي تطرقت إلي حقوق الإنسان. قال الرئيس الفرنسي ماكرون: "أنا مدرك للظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي. لديه تحدي بشأن استقرار بلاده ومكافحة تطرف ديني عنيف. ولا يمكن أن نتجاهل هذا". مضيفا "أنا أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروسا للآخرين كما لا أحب أن يعطي أحد دروسا لبلادي".
وشدد ماكرون علي أن فرنسا تدافع عن حقوق الانسان ومن مصلحة الرئيس السيسي أن يسهر علي الدفاع عن حقوق الإنسان. في إطار تقرره الدولة المصرية وحدها.
وقد تدخل الرئيس السيسي بدوره. قائلا للصحفيين "أنا معني بالإجابة عن مسألة حقوق الإنسان في مصر". مضيفا: "نحن حريصون علي حقوق الإنسان. لكن يجب أن تأخذوا بالاعتبار أننا في منطقة مضطربة جدا. وهذا الاضطراب كاد يحول المنطقة إلي بؤرة تصدر الإرهاب إلي العالم كله¢. وأكد الرئيس أنه حريص علي إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثه. قائلا: "إن الشعب المصري لا يقبل بأي شكل من أشكال الممارسة العنيفة والديكتاتورية وعدم احترام حقوق الإنسان. لكنني مسئول عن مائة مليون مواطن يجب تأمين الحماية لهم".
لقاءات علي أعلي مستوي وقضايا جوهرية
كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة مقر وزارة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية. حيث كان في استقباله الوزيرجان أيف لودريان. وشهد اللقاء تباحثاً حول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. خاصة مكافحة الإرهاب. حيث أعرب الرئيس عن تقديره للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية في أعقاب حادثة الواحات الأخيرة. وأكد الرئيس علي "ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي بفعالية للأطراف الداعمة للإرهاب".
وقام الرئيس السيسي أيضا بزيارة مقر رئاسة الحكومة الفرنسية. للقاء رئيس الوزراء إدوارد فيليب. وشهدت مباحثات الجانبين استعراضاً لمجمل العلاقات الثنائية المشتركة. حيث أكد رئيس الوزراء الفرنسي حرص بلاده علي دعم الجهود المصرية في سعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية. فضلاً عن اهتمام الشركات الفرنسية بتوسيع نشاطاتها خاصة في المشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها في مصر وعلي رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس. وذكر رئيس الوزراء الفرنسي أن بعثة من مجتمع الأعمال الفرنسي ستقوم بزيارة مصر قريباً لبحث سبل البدء في تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة في مجالات مختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.