بعد ثلاثة أيام، وبالتحديد في يوم الجمعة القادم سيتقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأوراقه إلي مجلس الأمن طالبا قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأممالمتحدة، وذلك في حدود الأراضي التي تم احتلالها عام 7691، أي القدس العربية، والضفة الغربية، وقطاع غزة. وفي حالة موافقة مجلس الأمن علي المطلب الفلسطيني وهذا افتراض جدلي يصبح العالم أمام مسئولية دولية مختلفة، وهي انتقال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من دائرة احتلاله لأراض متنازع عليها، إلي دائرة مختلفة تماما، وهي احتلاله لأراضي دولة معترف بها، وعضو كامل العضوية في المنظمة الدولية. وهذا واقع مختلف، ومسئولية علي المجتمع الدولي كله تلزمه بضرورة العمل الجدي لإنهاء هذا الاحتلال، وتحرير واستقلال دولة فلسطينالمحتلة،..، وهذا هو الدافع الرئيسي وراء إصرار أبومازن علي الإقدام علي هذه الخطوة رغم كل ما يحيط بها من واقع عربي مشغول بذاته، وواقع دولي متشابك ومعقد، وموقف أمريكي منحاز لإسرائيل، وغير قادر، ولا راغب في دعم ومساندة القضية الفلسطينية. وأبومازن، الذي تحمل الكثير حتي الآن، من قهر وعدوان الاحتلال، وصلف وتعنت الساسة الإسرائيليين وتهربهم من استحقاقات السلام، وإصرارهم الدائم علي التهام الأراضي الفلسطينية قطعة وراء الأخري، قد فاض الكيل به، وقرر أن يخوض معركة قبول فلسطين عضواً بالأممالمتحدة حتي نهايتها، رغم كل ما يحيط بهذه المعركة من عقبات وأشواك. والعقبة الكئود، أو الكبري، أمام الرغبة والأمل، والحق الفلسطيني، هي الموقف الأمريكي، بالغ الانحياز للمحتل الإسرائيلي، والذي هدد باستخدام الڤيتو لمنع موافقة مجلس الأمن علي المطلب الفلسطيني، رغم ما أعلنه أوباما منذ عام أمام الأممالمتحدة، بأنه يريد ويأمل أن يري دولة فلسطين عضوا بالأممالمتحدة خلال عام. وأمريكا لم تتراجع فقط عن وعدها للفلسطينيين ولكنها تراجعت عن كل وعودها للعرب والمسلمين بالسعي لحل القضية الفلسطينية وإنهاء صراع الشرق الأوسط علي أساس إقامة الدولتين واحدة لفلسطين وأخري لإسرائيل. وهذا ليس غريبا في عالم لا يعرف ولا يعترف بغير لغة القوة،..، وهي اللغة التي لا يعرفها العرب حتي الآن.