رئيس الوزراء: "مشروع الضبعة النووي" أساس لتحقيق رؤية مصر 2030    بعد إبطال 19 دائرة.. عماد جاد ل الرئيس السيسي: نطالبكم بإصلاح جذري للحياة السياسية    غلق كلي لامتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل الجمعة 21 نوفمبر لتنفيذ أعمال كوبري مشاة المونوريل    النيابة الإدارية تأمر بتشكيل لجنة لكشف ملابسات التحقيقات في واقعة التنمر على تلميذة الدقهلية    النيابة تكشف عن شبكة أسرية لسارة خليفة لتصعصابة سارة خليفةنيع وترويج المخدرات    اعتماد تعديل مشروع شركة إعمار مصر للتنمية في المقطم    أردوغان: صادراتنا السنوية بلغت في أكتوبر 270.2 مليار دولار    وزير الخارجية يبحث مع نظيره اليوناني تطورات الأوضاع في غزة والسودان    اتصال هاتفى بين وزير الخارجية ونظيره الايطالى    بيراميدز يعلن موعد المؤتمر الصحفي لفريق ريفرز يونايتد النيجيري    شوبير يكشف حقيقة تولي كولر تدريب منتخب مصر    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    وزير الإسكان يتابع جهود تنظيم وتنمية الإعلانات على الطرق والمحاور العامة    جامعة مصر للمعلوماتية تكشف عن برامج مبتكرة بالذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني والتعليم وعلوم البيانات    19 نوفمبر 2025.. استقرار البورصة في المنطقة الخضراء بارتفاع هامشي    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة بين قائدى سيارتين ملاكى بالجيزة    محمد حفظي: العالمية تبدأ من المحلية والفيلم الأصيل هو اللي يوصلنا للعالم    أحمد المسلماني: برنامج الشركة المتحدة دولة التلاوة تعزيز للقوة الناعمة المصرية    محمد حفظي: العالمية تبدأ من الجمهور المحلي.. والمهرجانات وسيلة وليست هدفا    بعد أزمته الصحية.. حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    خالد عبدالغفار: دول منظمة D-8 تعتمد «إعلان القاهرة» لتعزيز التعاون الصحي المشترك    الصحة: مصر خالية من الخفافيش المتسببة في فيروس ماربورج    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    جامعة قناة السويس تدعم طالباتها المشاركات في أولمبياد الفتاة الجامعية    فرق الصيانة بالسكة الحديد تجرى أعمال الصيانة على القضبان بشبرا الخيمة    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    موعد مباراة بيراميدز القادمة.. والقنوات الناقلة    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    الداخلية تضبط أكثر من 17 طن دقيق مخالف وتتصدى لتلاعب المخابز    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير السعودي بالقاهرة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    اليوم، حفل جوائز الكاف 2025 ومفاجأة عن ضيوف الشرف    ماذا قالت إلهام شاهين لصناع فيلم «بنات الباشا» بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي؟    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    العدد يصل إلى 39.. تعرف على المتأهلين إلى كأس العالم 2026 وموعد القرعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البلاغ الختامي للجنة المركزية للجبهة الديمقراطية .. بلاغ الوطنية والحرية والعدالة لتحقيق الأمن والسلام.
نشر في شباب مصر يوم 03 - 11 - 2010

بلا أدنى شك ،أصبحت الشعوب على امتداد الوطن العربي والإسلامي ،تردد القول لماذا نفاوض ؟ في هذه الظروف السياسية التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية اليوم، والتي تفتقر للعدالة و الإنصاف ... وعلى ماذا نفاوض ؟. ولكنّ الحيرة كلّ الحيرة لماذا نسير نحو هذا التفاوض بعد مرور سنوات عجاف من التفاوض والتأمر ؟ وهل من جدوى، أيّ جدوى، من هذا التفاوض؟
نعم لقد أوصلنا هذا الحال بان ننغمس في مستنقع من النفاق السياسي ، وان نلقي بأنفسنا بخضم محيط لا بحر .... لنعيش في صخب ضوضاء سياسي ، يبعدنا عن معرفة ما هو الحق ؟ وما هو الباطل ، وان لا نفرق بين المنطق واللامنطق ، والحق والباطل والمنطق واللامنطق، نضع أنفسنا بداخل قمقم ليصم الأذان ويغشي البصر ، كي نبتعد عن الحقيقة ، ألا وهي استسلام الأمة .نحن الشعوب أصبحنا لا نبالي بهذا ، ونقول هذا فعل أنظمتنا وقادتنا ...
هل يجب علينا أن نبقى نقتل و نصرخ كي يسمع صوتنا في خضم هذا الزخم السياسي المنحاز السافل ، ؟ هل يكفي الصراخ فعلا ليسمع الإنسان صوته وهو يذبح ، وسط هذا الانحياز الوقح الخبيث الشرس ، وأمام عدسة هذا الإعلام الوقح التافه ، الذي لا يفرق بين الجزار والذبيحة ، وهل نبقى نؤمن ونسعى وراء التفاوض ، الذي يجسد التأمر ، هل نبقى نؤمن ونردد كالببغاء بوعد البيت الأسود الذي مازال يطغى ويطغى حتى نال منا ومن قضيتنا من اجل محتل غاصب ؟
نعم والله ، قد أصبحت الرباعية العربية تنفخ في قربة مثقوبة، وتنادينا من تحت صخرة ، خوفا من سيد أمريكي يحمل عصا بيد ، وقرار بيد أخرى ، يا إما الضرب ، أو الترويج للقرار على انه تعهد أمريكي من اجل حل القضية ، أنّ ذلك لن يمنعنا كشعوب على امتداد الوطن العربي ، من طرح الأسئلة التي تقض اليوم مضجع كل عربي حر ، حول مواقف الإدارة الأمريكية ، وبعض المواقف العربية ، ومواقف الرباعية العربية التي أصبحنا ندرك مدى هبوط سقف بياناتها خلال الفترة الماضية التي لا تتعدى الشهور ، وأصبح واضحا لنا بان الإدارة الأمريكية تعمل على توظيف الرباعية بخدمة مصالحها بالمنطقة . وكذلك توظيف وسائل الإعلام المأجورة منها العربية الساذجة لجانب الرباعية العربية ، من اجل أن تروّج لنا الإجابة على الأسئلة التي تقض اليوم مضجع كل عربي حر ، بكل ألوان الكذب و التضليل والتهميش من أجل طمس المعلومة والخبر من اجل إخفاء الحقيقة ، تحقيقا للمآرب الأمريكية والإسرائيلية على حساب العرب وقضية فلسطين وبأقل التكاليف، فوصفوا لنا المقاومة بالإرهاب، خلطوا لنا المفاهيم ، لان الشرعية الدولية أقرت لنا مقاومة الاحتلال ، والأنظمة العربية قالت لبيك أمريكا المقاومة من اليوم إرهاب .
واليوم ومن خلال تصفحي الأخبار وجدت البلاغ الختامي الصادر عن أعمال الدورة الكاملة للجنة المركزية للجبهة الديمقراطية
في الفترة من 23 إلى 26/10/ 2010 عقدت اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، برئاسة الأمين العام نايف حواتمه، دورة كاملة، كرستها لبحث التطورات الجارية على الصعود الفلسطينية والعربية والدولية، وما ترتبه من مهمات على عاتق الحركة الوطنية الفلسطينية. وتوصلت اللجنة المركزية إلى العديد من النتائج ، ووجدت في هذه النتاج الإجابة على الأسئلة التي تقض اليوم مضجع كل عربي حر0
حو ما هي المفاهيم التفاوضية وما مصلحتنا من ذلك التفاوض ؟ فوجدت الإجابة الحقيقية التي يفهمها كل عربي لا أقول فلسطيني فقط ألا وهي : حول المفاوضات المباشرة : إن اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترى أن الموافقة الفلسطينية الرسمية على الانضمام إلى المفاوضات المباشرة بدءاً من 2/9/2010 لا تصب في خدمة نجاح العملية السياسية ولن تسهم في تقدمها، لأن مبناها يقوم على مرجعيتها الذاتية المحكومة بميزان قوى في الميدان راجح لصالح الاحتلال، فضلاً عن كون هذه المفاوضات منفلتة من الضوابط الملزمة المستمدة من قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ولأن رعاية المفاوضات تنحصر عملياً بالولايات المتحدة بتحيّزها المعروف ب «إسرائيل».
ولأنها لم تتلق الضمانات اللازمة، التي تسمح بتقليص نسبي لاختلال التوازن بين طرفيها، وهي –بالحد الأدنى- التجميد الكامل للاستيطان، فإن الموافقة الفلسطينية على المشاركة في المفاوضات بدون شروط ملزمة للجانب الإسرائيلي، أضافت عناصر تعقيد أخرى إلى العملية السياسية التي انطلقت في 19/5/2010 تحت عنوان «محادثات التقريب»، والتي فشلت في «تقريب» المواقف رغم اندراجها تحت مظلة التجميد الجزئي المؤقت للاستيطان لمدة عشرة شهور (من 26/11/2009 إلى 26/9/2010)، الأمر الذي لم يَحُل –خلال هذه الفترة- دون إنهاء «إسرائيل» العمل بثلاثة آلاف وحدة استيطانية (!).
إن اللجنة المركزية تؤكد أن تجميد الاستيطان –على افتراض الالتزام به- وإن كان ضرورياً لتوفير الحد الأدنى من شروط إجراء مفاوضات هادفة وذات مغزى، فهو غير كافٍ لضمان التقدم على مسارها، ما لم يترافق – إلى جانب الفعل الفلسطيني في الميدان- مع متطلبات أخرى في مقدمها اعتماد قرارات الشرعية الدولية كمرجعية وإطار للمفاوضات (وجوهرها انسحاب قوات الاحتلال حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967)، وذلك ضمن مدى زمني قصير ومحدد، وضمانات دولية لآليات تطبيقية ملزمة لما يتم الاتفاق عليه.
وحول المفاوضات في سياقها العربي : في محاولة منه لنقل مسؤولية اتخاذ القرار السياسي إلى الحالة العربية الرسمية توجه الجانب الفلسطيني مرة أخرى كما قبل «محادثات التقريب» في 2/3/2010- إلى «لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية» (ل.م.ع.) التي فوّضت الرئيس محمود عباس (29/7/2010) تحديد موعد الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، فقدمت له غطاءً سياسياً، لكنها –في الوقت نفسه- حمّلته مسؤولية اتخاذ القرار.
لقد قررت ل.م.ع. تغطية ذهاب الفلسطينيين إلى المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" بتبريرات مختلفة: منع نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، من تسجيل هدف في مرمى العرب، والتذرع بتوفر ضمانات أمريكية (أية ضمانات؟!) على الرغم من إقرار الدول العربية بأن حكومة نتنياهو ليست جادة في السعي إلى السلام.
وترى اللجنة المركزية أنه بهذا القرار تكون ل.م.ع. قد تراجعت عن الشروط والضمانات التي تكررت في قرارات مجلس الجامعة العربية المتتابعة والتي اعتمدتها القمة العربية بسرت في آذار (مارس) 2010، لا بل تراجعت عن قراراتها السابقة كما وردت في البيان الصادر عن ل.م.ع. في 13/11/2009 الذي نص على: «الالتزام بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية يتطلب قيام إسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
المفاوضات في سياقها الأمريكي : إن مؤشرات بداية الاستدارة عن مواقف الإدارة الأمريكية في مطلع عهد أوباما (2009) واضحة في هذا الكلام. وفي هذا السياق تشير اللجنة المركزية إلى التعديل الذي طرأ على السياسة الأمريكية حيال ملف الصراع العربي والفلسطيني – الإسرائيلي خلال فترة قصيرة نسياً:
ففي البداية حصلت ثلاثة تطورات حقيقية في موقف الإدارة الأمريكية حيال هذا الصراع: 1- إن المصلحة القومية والعسكرية الأمريكية تقتضي إيجاد حل لهذا الصراع. 2- الحديث عن ضرورة قيام دولة فلسطينية بنفس مستوى ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل، وباعتبار هذه الدولة مصلحة أمريكية. 3- مواجهة الاستيطان.
بعد أن اصطدمت الإدارة الأمريكية بتعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها الإقدام على تجميد حقيقي للاستيطان، اختزلت خطوطها ضمن إستراتيجية ثلاثية القوائم: 1- مفاوضات بدون شروط مسبقة (أي إسقاط مطلب تجميد الاستيطان). 2- الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل (بمضمون الدولة القومية للشعب اليهودي (!)). 3- دولة فلسطينية على قاعدة الاعتراف بحدود آل 67 مع إقرار تبادل الأراضي.
واللجنة المركزية ترى أن ثمة أسباباً لهذا التعديل (الجزئي ربما، لكن المؤثر) في السياسة الأمريكية، ولا تعتقد أن من ضمنها – على الأقل ليس بشكل رئيسي – اصطدام التوقعات المتفائلة بالواقع القائم وعناده، بل الصعوبات التي تواجهها الإدارة الأمريكية داخلياً وخارجياً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى غياب الموقف الفلسطيني الموحد، وتداعيات الانقسام، رخاوة محصلة السياسة العربية الرسمية التي تسِّهل على واشنطن الضغط عليها واستدراج التنازلات منها، ضعف معسكر السلام داخل «اسرائيل»، وذلك بالتوازي مع انكفاء الإدارة الأمريكية عن بعض مواقفها الابتدائية المتقدمة، وصولاً إلى الانحياز إلى مواقف اسرائيل لا سيما في قضيتي الاعتراف بيهودية الدولة والقبول باستمرار الاستيطان بالتوازي مع استئناف المفاوضات، التي باتت واشنطن تقترب من قبول اعتماد مبناها القائم على مدتين: الأول، خلال عام، التوصل إلى «اتفاقية إطار». والثاني، خلال عشرة أعوام إنجاز وتطبيق اتفاقيات متفرعة تطول مجمل قضايا وعناوين الحل الدائم.. وفي هذا الإطار تصبح السياسة العربية ذات قابلية عالية للضغط على الجانب الفلسطيني، وهذا ما لاحظناه بجلاء في إطلاق محادثات التقريب (19/5)، كما المفاوضات المباشرة (2/9).
وانطلاقا من الحملة العدوانية الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، وبما يرتكب في فلسطين من جرائم بشعة و يومية على مرأى من الشرعية الدولية و الجميع، الشقيق والصديق و لابس قناع المتعاطف والمتنكرين لنا في صفة الصديق لا بد من : الإستراتيجية البديلة :
–1 فإن اللجنة المركزية وهي تقيم الموقف القابل بالمفاوضات بصيغة 2/9، تؤكد أنه، وعلى الرغم من الضغوط، كان بالإمكان إشهار سلاح الموقف بعدم الانضمام إليها ما لم يجر تعديل شروط انعقاد المفاوضات وبالوجهة التي تضمن توازنها. ذلك أنه لا يمكن للمفاوضات أن تنعقد إذا غاب موضوعها الذي يشكل جدول أعمالها وهو القضية الفلسطينية، وإذا تغيّب حامل هذا الموضوع والمخول بالبت فيه الذي هو م.ت.ف.
ومع ذلك، فإن اللجنة المركزية ترى أن المسألة المطروحة تتجاوز، عمقاً واتساعاً، موضوع محض المشاركة في المفاوضات من عدمها، رغم معرفتنا بالأهمية الفائقة لما يترتب على تحديد وممارسة موقف من هذه المفاوضات.
2 في تناولنا للمسألة المطروحة ننطلق من سؤال: ما هو البديل للخروج من هذه المفاوضات إذا ما استمرت حبيسة في قالب 2/9.
إن اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية تدعو إلى تجاوز «إستراتيجية المسارين» التي تعتمدها السلطة الفلسطينية والتي سبق الإشارة إليها (بناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال مفاوضات تحت الرعاية الأميركية) وإلى اعتماد إستراتيجية بديلة تسير وفق المحاور التالية:
المحور الأول: المقاومة الشعبية والانتفاضة:
أ) توسيع نطاق حركة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان والتهويد، سواء في القدس أو في الضفة الفلسطينية وامتدادها إلى قطاع غزة، مع التأكيد على أهمية صون الإجماع الوطني الذي يتبلور على ضرورة النهوض بهذه الحركة وتأمين مقومات استمرارها وانتشارها. إن اللجنة المركزية تؤكد على ضرورة توفير مقومات تحول حركة المقاومة الشعبية إلى انتفاضة شاملة الأمر الذي يتطلب توفير العديد من الشروط والمقومات أبرزها:
1 إنهاء الانقسام العبثي المدمر 2 تعزيز مقومات الصمود للمجتمع في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
كما تؤكد اللجنة المركزية على تمسكها بالمقاومة المسلحة، فالمقاومة بكل أشكالها حق مشروع لشعبنا أكده موقف الإجماع في «وثيقة الوفاق الوطني» (2006) وكما يجيزه لنا، القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
ب) تصحيح آلية اتخاذ القرار الفلسطيني في مؤسسات م.ت.ف (المجلس المركزي، اللجنة التنفيذية، القيادة الفلسطينية) أولا، وعلى قاعدة قرارات المجلس المركزي، ووثائق الإجماع الوطني(إعلان القاهرة 2005، برنامج وثيقة الوفاق الوطني 2006، نتائج أعمال الحوار الشامل شباط/فبراير – آذار/مارس 2009). ثانياً الذهاب بالقرار الفلسطيني الموحَّد إلى ل.م.ع والقمم العربية، ثالثاً البحث الفلسطيني والعربي مع الكتل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة.
ج) توسيع نطاق «الحملة الوطنية لمقاطعة منتجات المستوطنات»، وصولاً إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي يتوفر لها البديل.
د) مقاطعة البناء والعمل في المستوطنات الأمر الذي يتطلب من السلطة الفلسطينية التعجيل بتوفير خطة اقتصادية اجتماعية جديدة لاستيعاب اليد العاملة في بناء المستوطنات بالضفة خلال أشهر محددة، بسلسلة من القروض والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وبناء المساكن الشعبية، تمثل البدائل الكريمة للحيلولة دون إلقاء العمال في إحصان البطالة مجدداً.
ه) صون الحريات الديمقراطية والحريات العامة للأفراد والمؤسسات وبما يصون حق الجميع في التحرك السياسي و إبداء الرأي بعيداً عن كل أشكال الضغط والقمع.
و) دمقرطة المجتمع الفلسطيني لتمكين مئات الألوف في الضفة والقدس وقطاع غزة من الشراكة ببناء مقومات الصمود الوطني الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية والنقابية والجماهيرية على الأرض وفي الميدان، وفي أقطار اللجؤ والشتات، بانتخابات شاملة (بلديات، نقابات عمالية، مهنية، جامعات، جمعيات، اتحادات نسائية، شبابية، طلابية..الخ)، وعلى أساس قوانين التمثيل النسبي الكامل، لتأمين الشراكة الديمقراطية بين جميع تيارات ومكونات شعبنا في الوطن والشتات.
دمقرطة مؤسسات الشعب بكل قطاعاته الاجتماعية أساس الصمود وتمكين مئات الألوف في الوطن، كذلك في الشتات لتصبح شريكاً جباراً في القرار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، وضمان الوحدة الوطنية القاعدية في الصمود والمقاومة الشعبية على طريق انجاز حقوق شعبنا بتقرير المصير والدولة عاصمتها القدس المحتلة وحق العودة.
المحور الثاني: توسيع دائرة التضامن الدولي مع قضية شعبنا وحقوقه، الأمر الذي يتطلب:
أ) العمل على توسيع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وبحقها في السيادة على أرضها حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس.
ب) التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار يغترف بخطوط الرابع من حزيران حدوداً للدولة الفلسطينية المستقلة ويلزم «إسرائيل» بإنهاء احتلالها للضفة الفلسطينية بما فيها القدس وقطاع غزة.
ج) وفي حال لجؤ الولايات المتحدة إلى استعمال الفيتو، اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورة استثنائية تحت قانون «متحدون من أجل السلام» وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضواً في المنظمة الدولية.
د) اعتماد سياسة «التبادلية» تجاه سياسات اسرائيل الأحادية (الاحتلال، الاستيطان، مصادرة ونهب الأرض...الخ) بسياسة الإعداد الجّاد لإعلان دولة فلسطين بحدود 4 حزيران/يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة، ودعوة الأمم المتحدة ودول العالم الاعتراف بها، ومساندتها ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال، وكذلك وقف التزامات السلطة الفلسطينية مقابل عدم التزام «اسرائيل» بالقرارات الدولية...
المحور الثالث: نزع الشرعية عن إسرائيل عبر مواصلة تعبئة المجتمع الدولي بضرورة وضع «إسرائيل» موضع المساءلة ومحاسبتها على انتهاكها الصارخ للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها ضد شعبنا الفلسطيني وصولاً إلى محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام العدالة الدولية وفرض العقوبات على دولة الاحتلال لضمان انصياعها للشرعية الدولية بما في ذلك:
1 متابعة العمل في مختلف المؤسسات الدولية المعنية لتنفيذ توصيات تقرير غولد ستون ومحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة خلال العدوان على قطاع غزة.
2 تفعيل فتوى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بشأن جدار الفصل والضم العنصري وإزالة المستوطنات.
3 استئناف عمل مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الرابعة بهدف إلزام إسرائيل بتطبيق هذه الاتفاقيات على جميع الأراضي الفلسطينية.
4 مواصلة حملة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل» شعبياً ورسمياً.
المحور الرابع: تفعيل قرارات لجنة المتابعة العربية
على خلفية قرار لجنة المتابعة العربية، بحث الأوضاع على ضوء انتهاء فترة الشهر الممنوحة للإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، وبعد أن تبين فشل إدارة أوباما في ذلك حتى الآن، فإن لجنة المتابعة العربية مطالبة بسلسلة من الإجراءات والمواقف لدعم الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة بما في ذلك:
1) تبني الموقف الفلسطيني في الذهاب إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
2) تبني الموقف الفلسطيني في حملة نزع الشرعية عن إسرائيل.
3) توفير الدعم المادي والمالي للشعب الفلسطيني ومؤسساته وفي المقدمة القدس، بما يوفر له القدرة على إدامة مقاومته الشعبية المتعددة الجوانب وتطويرها.
4) إتباع سياسة عربية جديدة على قاعدة تبادل المصالح للضغط على الولايات المتحدة لتعديل موقفها من قضية الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي.
5) الضغط على أوروبا وأطراف اللجنة الرباعية لإتباع سياسة تلتزم قرارات الشرعية الدولية بما خص القضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل تطبيق هذه القرارات.
ليس هذا كله فقط ما تحدث عنه البلاغ ، تحدث عن الانقسام ، وحق العودة والعملية التفاوضية ، و اللاجئون في لبنان والحقوق الإنسانية ، والكثير الكثير الداعي لصمود شعبنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان
و التلاحم الشعبي العربي والدولي مع قضية شعبنا وحقوقه الوطنية ، بمقاومة مخططات الاستعمار الغربي الداعم لإسرائيل وما يسمى أمنها.
إنّ هذا البلاغ رسالة لكل حر غيور على الأمة وأمنها القومي ، ورسالة مقاومة ضد ما يرتكب من فظائع في فلسطين المحتلة وما يخطط لتهويد القدس وترحيل أهلها ، وتقرير يكشف الحقيقة حول ما يحاك من مؤامرات سرا وعلنا ضدّ ضد فلسطين وشعبها ومقدساتها ، وضد الأمة العربية بأسرها، وانه لبلاغ لامتنا في هذه الأيام العصيبة، كي لا يترك المرء محايدا .
يجب أن يكون للجميع موقف مما يحصل اليوم من ظلم وقهر واستخفاف بمشاعر الأمة ومقدّساتها ، نعم وبلا أدنى شك انه بلاغ الوطنية والحرية والعدالة لتحقيق الأمن والسلام.
الكاتب العربي الفلسطيني
خضر خلف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.