في نفس الشهر والسنة الثامنة من الهجرة التي وقعت فيها غزوة حنين، دارت معركة الطائف، فعندما انتصر المسلمون في الجولة الثانية من حنين فر فلول هوازن وثقيف مع قائدهم مالك بن عوف إلي مدينة الطائف الحصينة، التي يحميها جبال وسور، ولا يدخلها أحد إلا من خلال أبوابها، وتحصن الكفار داخلها، وبعد ان فرغ النبي [ من معركة حنين وتخزين غنائمها أمر الجيش ان يتوجه إلي الطائف، فضربوا عليها حصارا، ولشدة حصونها وقوة أبوابها، استخدم المسلمون لأول مرة »المنجنيق« تلك الآلة التي يقذفون بها الحجارة لتعبر فوق الاسوار العالية، كما استخدموا عربات خشبية مكسوة بالجلد وبها مقدمة مدببة يتم دفعها والجنود محميون بسقفها لإحداث فتحة في الأبواب واطلقوا عليها اسم الدبابة، ولم تشهد المعركة أي مواجهة بين الجيشين ولكنها كانت معركة سهام تتراشق بين الجانبين، كان الطرف الاقوي فيها الكافرون لانهم كانوا يرمون المسلمين من أماكن عالية فوق الأسوار، وكانوا يرمون علي دبابات المسلمين اسياخ حديد ساخنة فتحرقها وتصيب المسلمين. ونادي المسلمون علي من داخل الحصن ان من يخرج منهم ويسلم سيكون آمنا ولن يمسه سوء ولو كان عبدا سيتم عتقه، فخرج 32 متسلقين الاسوار. ولما طال حصار الطائف قال بعض المسلمين للنبي [ ادع علي ثقيف فقد أحرقتنا نبالهم، فقال [ اللهم اهد ثقيفا. وعاد المسلمون إلي مكة، وتقبل الله دعاء نبيه [ وأتي أهل ثقيف مكة مسلمين.