أمس حلت ذكري انتصار أمتنا المصرية العربية علي الصهاينة ،أمس حلت ذكري مجد لم يكن له أن يتحقق لولا أن أعددنا.. ولولا ما بذل شعبنا من أرواح و دماء.. نعم كانت حرب أكتوبر رمضان حرب شعب أراد الحياة ، وأعد في سبيلها أقصي ما أمكنه فحق له نصر مؤزر من عند المولي سبحانه صادق الوعد ، فالثابت أن مصر في يوم العاشر من رمضان لم تكن الأقوي عدة ولا عتادا ، وإنما كانت الأعظم إصرارا علي النصر والأفضل تدريبا ، وكان جندها الذين قضي فيهم الحق بأن يكونوا في رباط إلي يوم الدين ، راغبين إلي شهادة يرتفعون بها عند ربهم أحياء.. والناظر إلي مجريات حربنا التحريرية المجيدة ، لابد أن يستوقفه كيف ارتعد زعماء العصابة الصهيونية في تل أبيب لسماع ما كان يردهم من خط القتال علي الجبهة المصرية من أنباء واستغاثات يائسة أطلقها خنازيرهم اللائذين بحصون خط بارليف المتداعي ومن قلب مدرعات دمرها واخترقها مصريون ليس بين أيديهم أكثر من الأسلحة الآلية ومضادات المدرعات من الآر بي جيه الروسي.. والأكثر أنه لا ذراعهم الطولي (سلاح الجو ) التي غلت أمام التصدي الضاري من غابة الصواريخ المصرية ولا ترسانتهم النووية ولا الجسر الجوي لسادتهم في أمريكا لا شيء من ذلك كله أفلح في صد موجات الهجوم الهادر لجند النيل . وأخيرا إن من حقنا أن نزهو ببدرنا الطالع في ذاك اليوم البعيد من رمضان .. من حقنا أن نتذكر كيف صنع أبناؤنا هذا النصر العظيم .. ومن حقنا أن نزهو وأن نباهي العالم بشهدائنا .. ومن حق "شهدائنا" ألا ننسي ما قدموه ولا ما وهبوه لنا ، و لا كيف إن مصر المؤمنة انتصرت يوم لم تتقيد بحسابات القوة !!