الشيعة الدروز لهم كتاب مقدس اسمه »المنفرد بذاته« وفي ذلك الكتاب الكثير الذي يتعارض مع شرائع الاسلام السبت: أجمع المؤرخون علي ان عبدالله بن سبأ هو مؤسس الفكر الشيعي، وهو أول من قال بأن عثمان بن عفان أخذ الخلافة بغير حق، وان صاحبها الشرعي هو علي بن أبي طالب.. وعبدالله بن سبأ وشهرته ابن السوداء نسبة الي أمه الحبشية - كان يهوديا جاء الي المدينةالمنورة من صنعاء.. وأظهر الاسلام ليهدمه من داخله.. وقال بألوهية علي بن ابي طالب، وبأن القرآن الموجود بين أيدي المسلمين جزء من تسعة أجزاء، والقرآن الكامل عند علي رضي الله عنه.. وأتي بمقدمات صادقة وبني عليها مباديء فاسدة، راجت عند السذج، وأصحاب الأهواء من الناس.. ومن ذلك قوله ان لكل نبي وصيا.. وان عليا هو وصي محمد، عليه صلوات الله وسلامه، وقال ايضا ان محمدا خاتم الأنبياء، وأن عليا خاتم الأوصياء.. وفي كتب الحديث عند الشيعة، يتكرر في كثير من الأحاديث والروايات، لفظ »الشيعة« كمصطلح يدل علي عقيدتهم، وأئمتهم.. ووصل بهم الامر الي ذكر روايات تدل علي ان لفظ »الشيعة« معروف قبل بعث محمد بن عبدالله، صلي الله عليه وسلم، وان ولاية عليّ مكتوبة في صحف الأنبياء، وان ابراهيم، عليه السلام، كان من شيعة عليّ.. وبلغ بهم الغلو الي الزعم بأن الله سبحانه وتعالي أخذ ميثاق النبيين علي ولاية عليّ، وأخذ عهد النبيين علي ولاية عليّ!! ويقول علي بن الحسين بن علي المسعودي، وهو من مؤرخي الشيعة، ان الفرق الشيعية بلغت ثلاثا وسبعين فرقة، وكل منها تكفر الاخري.. واللافت للنظر في كتب المقالات والفرق الشيعية، هو كثرة تلك الفرق وتعددها.. فبعد وفاة كل امإم من أئمتهم تظهر فرق جديدة، وكل فرقة تنفرد ببعض العقائد والآراء، وتدعي انها هي الطائفة المحقة. وسبب هذا الاختلاف في الغالب، انهم يذهبون مذاهب شتي في عدد اعيان الأئمة.. واذا رجعنا الي كتب الفرق، التي ذكرت طوائف الشيعة فإننا نجد بينها اختلافا في الاصول التي انبثقت منها الفرق الشيعية الكثيرة.. والامام الاشعري يقول ان اصول فرق الشيعة ثلاث فرق : »الغالية«، »والرافضة« - الامامية - و»الزيدية«.. وبلغ مجموع ما تفرع عنها خمسا واربعين فرقة.. الشيعة الدروز والشيعة الدروز هم احدي الفرق الباطنية، التي تؤمن بسرية ما تؤمن به، فلا تنشره ولا تعلنه، ولا تلقنه إلا لمن يبلغ سن الاربعين ممن ينتمون إليها.. وهذه العقيدة نشأت في مصر، ثم لم تلبث ان انتقلت الي بلاد الشام بعد ان انقلب عليها المصريون. والشيعة الدروز يؤلهون الخليفة الفاطمي أبوالمنصور بن العزيز بالله، بن المعز لدين الله الفاطمي الملقب ب»الحاكم بأمر الله«.. ويعتقدون ان الله قد تجسد فيه.. والعياذ بالله. والحاكم بأمر الله كان شاذ الفكر والسلوك والتصرفات.. وكان يأمر بتعذيب الناس وقتلهم دون أي اسباب.. وكان ايضا يأمر بقتل الكلاب، ويمنع بيع العنب والبلح والملوخية والجرجير. والحقيقة ان المرض النفسي الذي كان الحاكم بأمر الله يعاني منه،جعله فريسة سهلة لاثنين من الموالين للمجوس الفرس، هما حمزة بن علي الزوزني، الذي يعتبر المؤسس الفعلي للعقيدة الدرزية.. وشريكه محمد بن اسماعيل الدرزي المعروف باسم »نشتكين«، الذي تسرع في اعلان ألوهية الحاكم بأمر الله علي الملأ، مما اغضب عليه، حمزة الزوزني صاحب النفوذ الاقوي.. فاضطر الي الهرب الي بلاد الشام، ليبدأ فيها بالدعوة الي عقيدته، فالتف حوله عدد من المرتزقة الذين اتخذوا من الجبل المطل علي سهل حوران، مقرا ومستقرا، يتيح لهم السيطرة علي طريق القوافل بين الشام ومصر، وبين الشام والحجاز..، واصبح اولئك المرتزقة، هم النواة الاولي للشعب الدرزي. انفرد حمزة الزوزني بالسيطرة علي الحاكم بأمر الله. واقنعه بضرورة الاعتكاف في احدي مغارات جبل المقطم، والعيش علي التمر والحليب.. ولكي يكون الحليب طازجا، جاءوا له ببقرة مع وليدها الصغير ليقوم احد العبيد بحلبها قبل كل وجبة.. وانفرد الزوزني بعد ذلك بادارة شئون البلاد، بمساعدة احد المقربين اليه، ويدعي الحسين بن حيدرة الفرغلي، الذي كان معروفا باسم »الأخرم«.. واحاط نفسه بمجموعة البلطجية، الذين كانوا يجتمعون معه فيما كان يسمي ب »الخلوة« التي لا يعرف ما يدور فيها احد من فجور وشذوذ.. ضجت الرعية بعد ان فاض بها الكيل.. واضطرت »ست الملك«، اخت الحاكم بأمر الله، لانهاء تلك المهزلة.. بأن ذهبت الي المغارة التي يقيم فيها الحاكم واغمدت الخنجر في ظهره. انتشر خبر مقتل الحاكم كما تنتشر النار في الهشيم.. وعمت الفوضي.. واضطر حمزة الزوزني، ومعه الحسين بن حيدرة، وجوقة البلطجية والاتباع الذين التفوا حولهم، الي الهرب الي بلاد الشام، لينضموا الي اتباع الدرزي. ومجتمع الدروز يتألف من قسمين، يضم الأول الروحانيين الذين يعرفون أسرار العقيدة ويحفظونها.. وهم ثلاث درجات.. الرؤساء، والعقال والاجاويد.. وأعضاء هذه الدرجات الثلاث لا يعملون بالاعمال الدنيوية، ولهم زيهم الخاص الذي يميزهم عن عامة الدروز، الذي يتألف من العمامة والعباءة الكحلية اللون، ويطلقون لحاهم.. وهم يحصلون علي خمس ما يكسبه العوام للاستعانة به علي أعباء المعيشة.. وجميع هؤلاء لابد ان يكونوا قد تجاوزوا الاربعين من العمر.. ولا يدخنون، ولا يشربون الخمر.. وهؤلاء هم فقط الذين يحق لهم الدخول الي الخلوة لممارسة طقوس العبادة الخاصة بهم.. اما القسم الثاني فيضم الذين يمارسون الامور الدنيوية.. وهم درجتان فقط.. الامراء »أصحاب الزعامة السياسية« والجهال.. وهم سائر الشعب الدرزي الذين يمارسون الاعمال العامة، ويتولون الوظائف.. ويحترفون سائر المهن، كالطب، والصيدلة، والهندسة، والتعليم، والاعمال الفنية المختلفة.. وعلي كل هؤلاء ان يدفعوا خمس ما يكسبون الي الروحانيين. والدروز لا يفرقون بين الرجل والمرأة.. ولهم شيخ يسمي »شيخ العقل«.. ولهم كتاب مقدس اسمه »المنفرد بذاته« وفي ذلك الكتاب الكثير الذي يتعارض مع شرائع الاسلام.. ويقول كتابهم ان الحاكم بأمر الله سيعود يوم القيامة، ويعذب من لم يؤمن به عذابا شديدا. وللدروز رسائل مقدسة تسمي رسائل الحكمة، وهي من تأليف »حمزة بن علي الزوزني« ومن ائمتهم بهاء الدين والتميمي.. ولهم كتاب مقدس آخر اسمه »ميثاق ولي الزمان«.. وكتاب مقدس ثالث اسمه »النقض الخفي«.. وهو الكتاب الذي نقض فيه امامهم »الزوزني« الشرائع السماوية كلها، وخاصة اركان الاسلام الخمسة. العقائد الدرزية والدروز يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله.. ويؤمنون بأنه سيعود في آخر الزمان.. وهم ينكرون جميع الانبياء والرسل، ويصفونهم بأنهم أبالسة وشياطين، والعياذ بالله ويستبيحون دماء المسلمين وأموالهم، ويقولون بأن سلمان الفارسي هو الذي ألف القرآن.. ويفتخرون بالانتساب الي فراعنة مصر، وبعضهم يعتقد انه من سلالة الحكماء الهنود.. والتاريخ عند الشيعة الدروز يبدأ من سنة 804 هجرية، وهي نفس السنة التي اعلن فيها »حمزة الزوزني« ألوهية الحاكم بأمر الله.. الذي سيعود يوم القيامة، ليتجلي في الركن اليماني للكعبة المشرفة، قادما من بلاد الصين، يحيط به قوم يأجوج ومأجوج.. وفي اليوم التالي لمجيئه، سيمسك بسيفه الذهبي، ويقودهم لهدم الكعبة، ثم القيام بسحق المسلمين والمسيحيين في كل انحاء الأرض، ويفرض الجزية والمذلة علي من يفلت منهم من الموت.. والشيعة الدروز يحرمون تعدد الزوجات، ولا يزوجون بناتهم من غير الدروز، ولا يسمحون بعودة المطلقة.. ولا يعترفون بحرمة الأخ والأخت في الرضاعة.. والمرأة الدرزية لا ترث زوجها أو أباها أو أخاها.. ومناطق الشيعة الدروز خالية تماما من المساجد، ولا يسمحون لغيرهم بدخول معابدهم التي يقيمون فيها خلواتهم.. ولا يحجون الي بيت الله الحرام في مكة، وانما يحجون الي »خلوة البياضة« في بلدة »حاصبيا« في لبنان.. ويزورون كنيسة »المريمية« في قرية »معلولا« بمحافظة دمشق. والدرزي لا يبوح بعقيدته أبدا، ويؤمن بتناسخ الأرواح.. بمعني ان الانسان الذي يموت تحل روحه في انسان آخر قبل ولادته.. فإذا مات الثاني فإن روحه تحل في انسان ثالث. والشيعة الدروز موجودون الآن في محافظة السويداء في سوريا، وفي مناطق الشويفات وعالية وظهر البيدر في لبنان، وفي شمال شرق فلسطين والذين يعيشون منهم في اسرائيل اندمجوا في المجتمع الصهيوني.. ويقدر عددهم بحوالي خمسين ألفا.. ويحتل بعضهم مراكز مهمة في جيش الدفاع الاسرائيلي، الذي يضم فيلقا درزيا.. وهذا الفيلق هو الذي قام باحتلال هضبة الجولان السورية في حرب 7691. وعداوة الدروز للمسلمين من اهل السنة والجماعة لا تخفي علي أحد.. وابن تيمية وصفهم بأنهم كفرة.. ووصف الذي يشك في كفرهم بأنه كافر مثلهم.. وقال انهم ضالون لا يباح طعامهم وانهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم.. ولا يجوز استخدامهم للحراسة، وللبوابة، والحفاظ.. ولا يجوز النوم في بيوتهم.. ولا المشاركة في تشييع موتاهم. وللحديث عن فرق شيعية أخري بقية بإذن الله