وعبدالله بن سبأ كان يحيط نفسه بإطار من الغموض والسرية..وهو الذي حول لقب »الشيعة« إلي مذهب يعتبر عليا بن أبي طالب أحق بالخلافة والامامة.. السبت: قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، انه لن يسمح لأي فرد، أو أية جماعة، بالتبشير للمذهب الشيعي في داخل الأزهر الشريف ومؤسساته.. وانه سوف يتصدي لذلك بمنتهي الحزم والصرامة.. فما هو المذهب الشيعي.. ومن هم الشيعة؟.. الشيعة، والتشيع أو المشايعة، معناها اللغوي الأنصار، والمناصرة أو الموافقة في الرأي.. ويقال ان فلانا من شيعة فلان أي من اتباعه، أو من مؤيديه، أو ممن يحيطون به.. مرافقونه علي آرائه. ويقول أبوحاتم الرازي -من أكبر دعاة الشيعة- في كتابه »الزينة«، ان كلمة »الشيعة« لقب كان يقال لقوم احاطوا بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في حياة رسول الله، »صلي الله عليه وسلم« ومنهم »أبوذر الغفاري« و»المقداد بن الأسود« و»عمار بن ياسر« و»سلمان الفارسي«، وناصروه بعد وفاة الرسول ونادوا بتفضيله علي سائر الصحابة وبأحقيته في الخلافة. وظل لقب »الشيعة« يلازم المحيطين بعلي بن أبي طالب، حتي ظهر في عهد عثمان بن عفان رجل اسمه عبدالله بن سبأ.. قال عنه ابن كثير في كتابه »البداية والنهاية« انه رومي الأصل أظهر الاسلام، وأحدث بدعا قولية وفعلية.. وقال عنه الطبري في كتابه »التاريخ« انه يهودي من الحيرة.. وقال عنه ابن عساكر في كتابه »تاريخ دمشق« انه يهودي من أهل صنعاء في اليمن.. وكان البعض يطلق عليه »ابن السوداء« لان أمه كانت سوداء من يهود الحبشة.. وعبدالله بن سبأ كان يحيط نفسه بإطار من الغموض والسرية ويحرص علي ذلك تماما، وهو الذي حول لقب »الشيعة« إلي مذهب يعتبر عليا بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله، »صلي الله عليه وسلم«، وأحقهم بالخلافة والامامة التي يتوارثها أولاده.. وتشعب هذا المذهب بعد ذلك إلي فرق كثيرة، سميت بأسماء شتي مثل »الرافضة«، و»الزيدية«، و»الكيسانية«، وغير ذلك من الاسماء. وقد حفلت كتب »المقالات والفرق« بذكر فرق الشيعة وطوائفهم.. واللافت للنظر هو كثرة هذه الفرق وتعددها.. وقد ذكر المسعودي، وهو مؤرخ شيعي، ان فرق الشيعة بلغت ثلاثا وسبعين فرقة، وكل فرقة تكفر الأخري.. أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد صنف الشيعة إلي ثلاث درجات.. شرها »الغالبة« التي تجعل لعلي بن ابي طالب شيئا من الألوهية.. والدرجة الثانية هي »الرافضة« وتضم كل فرق الشيعة باستثناء الزيدية.. والدرجة الثالثة هي »المفضلة« التي يفضل معتنقوها عليا علي أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب. ويذكر ابن تيمية ان أصل الرفض من المنافقين الزنادقة.. فقد ابتدعه الزنديق عبدالله بن سبأ الذي أظهر الغلو في عليّ بدعوي الامامة، وأدعي العصمة له، ثم أضفي عليه الألوهية!! ويصف سعد بن عبدالله القمي -وهو عند الشيعة جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصنيف- الشيعة بأنهم فرقة علي بن أبي طالب، المعروفون بانقطاعهم اليه، والقول بإمامته.. ويوافقه علي ذلك الحسن بن موسي النوبختي، وهو من شيوخ الشيعة وفلاسفتهم.. وورد في دائرة المعارف ان عدد فرق الشيعة يزيد كثيرا علي الاثنتين والسبعين.. وقال المقريزي ان عددها بلغ الثلاثمائة فرقة.. فقد كان يحدث بعد وفاة كل إمام من أئمتهم، ان تظهر فرق جديدة، تذهب كل منها مذهبا خاصا بها، وتنفرد ببعض العقائد والآراء، وتدعي انها الفرقة المحقة.. وهذا الاختلاف والتفرق كان محل شكوي من الشيعة أنفسهم.. فقد قال احد الشيعة لامامه أبوعبدالله: »جعلني الله فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟.. فقال: »وأي اختلاف«؟.. قال: »اني لأجلس في حلقة في الكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم«.. فقال أبوعبدالله: »أجل هو كما ذكرت، ان الناس أولعوا بالكذب.. واني أحدث أحدهم بالحديث، فلا يخرج من عندي، حتي يتأوله علي غير تأويله.. ولأنهم لا يطلبون ما عند الله، وانما يطلبون متاع الدنيا الزائل، فإنهم يكذبون علي أهل البيت أيضا.. ولذا كثر الخلاف والتفرق بينهم«. من هو الإمام؟ يقول ابن خلدون ان الاختلاف بين الشيعة حول الأئمة من أهل بيت رسول الله »صلي الله عليه وسلم« جعلهم يذهبون مذاهب شتي في أعيان الأمة، وفي عددهم، فضلا عما تنازعوا فيه من التأويل. وأمر الإمامة عند الشيعة هو أصل الدين.. وهم يرفعون أئمتهم إلي مرتبة الألوهية.. ويدعون انهم يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلي الملائكة والانبياء والرسل.. ويعلمون ما كان وما يكون، ويعلمون متي يموتون!! ويقول آية الله الخميني في الصفحة 25 من كتابه »الحكومة الإسلامية«: »ان للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.. وان من ضرورات مذهبنا ان لائمتنا مقاما لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.. وورد عنهم، عليهم السلام، ان لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل«!! وقال في الصفحة 211 من نفس الكتاب: »ان تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن، لا تخص جيلا خاصا، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلي يوم القيامة«!! وأئمة الفرق الشيعية كثيرون، لكن أكثرهم شهرة هم الذين تقول الجعفرية بأنهم أئمتها، وهم أمير المؤمنين علي ابن طالب، والحسن والحسين، وذرية الحسين، وهم بالترتيب مع ألقابهم: »علي بن أبي طالب »المرتضي«، والحسن بن علي »الزكي« والحسين بن علي »الشهيد«، وعلي بن الحسين »زين العابدين«، ومحمد بن علي »الباقر«، وجعفر بن محمد »الصادق«، وموسي بن جعفر »الكاظم« وعلي بن موسي »الرضا« ومحمد بن علي »الجواد« وعلي بن محمد »الهادي« والحسن بن علي »العسكري« ومحمد بن الحسن »المهدي«. ويزعم الشيعة الاثنا عشرية، ان الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن »المهدي«، لا يزال حيا حتي الآن، ويقولون انه دخل احدي المغارات لأداء صلاة المغرب، فانهار فوقه سقفها، لكنه لم يمت، وهم علي قناعة كاملة بذلك.. وكانوا يذهبون إلي المغارة كل يوم بعد المغرب ليكونوا في انتظاره.. ومنهم من يفعل ذلك حتي يومنا هذا!!.. ولأنهم يؤمنون بذلك فقد اتفقوا علي تسميته ب»الإمام المهدي المنتظر«، أو »المهدي المنتظر«.. ويقول الرازي ان الاثني عشرية هي المذهب الذي عليه امامية هذا الزمان.. وعندما يقال الشيعة يكون المقصود هم الذين يؤمنون بالائمة الاثني عشر.. ويقال لهم أيضا »الرافضة«، لانهم يرفضون خلافة أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، ويعتبرونهما قد ارتدا عن الإسلام. عقائد فاسدة! يقول محمد بن يعقوب الكليني، وهو من كبار دعاة الشيعة في كتابة »أصول الكافي«: »ان بعض غلاة الشيعة يقول ان عثمان بن عفان، احرق المصاحف، وأتلف السور التي كانت في فضل علي وأهل بيته عليهم السلام«. وذكر أحمد بن ابي طالب الطربسي في كتابه »الاحتجاج«: »عن أبي ذر الغفاري انه لما توفي رسول الله »صلي الله عليه وسلم« جمع علي بن أبي طالب القرآن وجاء به إلي المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فلما فتحه أبوبكر، وجد في أول صفحة فضائح القوم.. فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه علي، عليه السلام، وانصرف.. ثم حضر زيد بن ثابت، وكان قارئا للقرآن فقال له عمر: ان عليا جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا ان تؤلف القرآن وان نسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والانصار فأجابه زيد إلي ذلك، ثم قال: فان انا فرغت، واظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد يبطل كل ما عملتم؟.. قال عمر: فما الحيلة؟.. قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.. فقال عمر: ما حيلته دون ان نقتله ونستريح منه.. ودبر في قتله علي يد خالد بن الوليد، فلم يقدر علي ذلك، فلما استخلف عمر، سألوا عليا ان يدفع إليهم القرآن فيحرقوه فيما بينهم.. وقال عمر: يا أبا الحسن، ان جئت بالقرآن الذي جئت به إلي أبي بكر لنجتمع عليه.. فقال علي: هيهات، ليس إلي ذلك سبيل، انما جئت به إلي أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة: »إنا كنا عن هذا غافلين«، أو تقولوا: »ما جئتنا به«.. ان القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.. فقال عمر: فهل وقت الاظهار معلوم؟.. فقال عليه السلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره، ويحمل الناس عليه«!! ويقول الحسين النوري في كتابه »فصل الخطاب«: »يروي عن كثير من قدماء الروافض.. ان القرآن الموجود عند العامة، ليس هو الذي أنزله الله علي محمد »صلي الله عليه وسلم«، بل غيرِّ، وبدِّل، وزيدَ فيه، ونقص عنه«!! ويقول محمد بن يعقوب الكليني عن الامام أبي عبدالله عليه السلام، انه قال: »ان الدنيا والاخرة للإمام، يضعها حيث يشاء، ويدفعها إلي من يشاء«!! وفسر الشيعي المشهور مقبول أحمد، قول الله تعالي: »وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون« نقلا عن تفسير قال الإمام جعفر الصادق انه سمعه نقلا عن الحسين »رضي الله عنه« بأن الله خلق الجن والإنس ليعرفوه، لانهم إذا عرفوه عبدوه.. ولما سأله احدهم: ما هي المعرفة؟.. أجابه بأن يعرف الناس امام زمانهم«!! وذكر الكليني في »أصول الكافي«، ان الإمام جعفر بن محمد قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: »أنا قسيم الله بين الجنة والنار.. لقد أوتيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي.. علمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يغرب عني ما غاب عني«!! موقفهم من الصحابة! يقوم الفكر الشيعي علي السب والطعن واللعن والتكفير لصحابة رسول الله، رضوان الله عليهم.. ولم يسلم منهم إلا ثلاثة فقط هم »المقداد بن الأسود«، و»أبوذر الغفاري«، و»سلمان الفارسي«!.. أما أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، فلهما عند الشيعة، بصفة عامة، أكبر قدر من الشتم والسب واللعن، ويلتزمون بالدعاء عليهما في صلواتهم، ويقولون في جزء منه: »اللهم العن صنمي قريش وطاغوتيها، وابنتيهما.. فهما خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا انعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك، وأحبا أعداءك« ويختمون الدعاء بقولهم: »اللهم عذبهما عذابا يستغيث منه أهل النار«.. ويكررون هذا القول أربع مرات!! ويقول التستري، وهو من كبار علماء الشيعة، في الصفحة 613 من كتابه »احقاق الحق«: »كما جاء موسي، عليه السلام، وهدي خلقا كثيرا من بني اسرائيل وغيرهم، وارتدوا في أيام حياته، ولم يبق فيهم أحد علي ايمانه سوي هارون، عليه السلام.. كذلك جاء محمد »صلي الله عليه وسلم«، وهدي خلقا كثيرا، لكنهم ارتدوا علي أعقابهم بعد وفاته. ويزعم الشيعة ان أبا بكر الصديق »رضي الله عنه« كان يعتقد ان محمدا ساحر وليس رسولا.. ويقولون ان عمر بن الخطاب كان كافرا، يبطن الكفر ويظهر الإسلام، ويزعمون ان كفر عمر مساو لكفر ابليس ان لم يكن أشد منه!! عقائد شيعية.. من العقائد الغريبة، التي يؤمن بها الشيعة، عقيدة معروفة عندهم باسم عقيدة الطينة.. الهدف منها اضفاء صفات السمو، والعلو، والرفعة علي أنفسهم بعد ان أصبحوا علي يقين من أنهم أحباء الله.. وتقول هذه العقيدة ان الله، سبحانه وتعالي، عندما أراد ان يخلق آدم، اخذ قطعة طين من أعلي الجنة، وقطعة أخري من أسفل الجنة.. ثم اخذ قطعة من أعلي طينة النار، ومثلها من أسفل النار.. وخلق من قطعة طين أعلي الجنة أئمة أهل البيت، ومن قطعة أسفل الجنة أتباعهم من الشيعة.. ومن قطعة أعلي النار أئمة الجور »غير الشيعة«، ومن قطعة أسفل النار أتباع أئمة الجور.. وفي يوم القيامة فان عمل أهل السُنة من الصالحات يعود إلي الشيعة، وسيئات الشيعة تعود إلي أهل السُنة.. عقيدة ثانية اسمها »التقية«، ويعرفها احد أئمة الشيعة المعروف ب»المفيد« بقوله: »التقية هي كتمان الحق وستر عدم الاعتقاد فيه..« وفي تعريف آخر يقال: »التقية ان تقول غير ما تفعل وغير ما تعتقد«.. والتقية عند الشيعة هي تسعة أعشار الدين، وهي تعني الكذب.. وتنقسم التقية إلي نوعين.. »تقية خوف«، و»تقية مداراة«.. ويقول الكليني في »الكافي«: »ان التقية ديني ودين آبائي.. ولا دين لمن لا تقية له«. لم يعد علي هذه الصفحة متسع للحديث، الذي لا يزال منه الكثير، وأرجو ان أتمكن من مواصلته في يوميات مقبلة، بإذن الله!!