95٪ من المصريين حتي سن الأربعين ربما لا يعرفون إلا القليل جدا عن المناضلة العظيمة جميلة بوحيرد أيقونة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي طوال الفترة من 1954 حتي 1962. كفاح وصمود جميلة بوحيرد في مواجهة الحكم باعدامها والتعذيب في السجون سجله التاريخ بأحرف من نور.. ومازال من تجاوزوا الستين يذكرون الحكايات والحكايات عن جميلة بوحيرد التي لم تخش الموت ونذرت حياتها دفاعا عن وطنها والتي سجلتها الفنانة الكبيرة ماجدة في فيلمها الخالد »جميلة بوحيرد» عام 1958 وهي مازالت في السجن ولا أعرف لماذا لايعرض في التليفزيون المصري والفضائيات حتي يعرف الشباب معني النضال والفرق بين النضال المسلح والنضال من خلف الميكروفونات ! بعد استقلال الجزائر عام 1962 وإطلاق سراحها دعاها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لزيارة مصر واستقبلها الشعب استقبالا اسطوريا لاينسي حتي أنها عندما وصلت إلي القاهرة يوم السبت الماضي في ثاني زيارة لها بعد غياب 55 عاما كان أول ما قالته لمستقبليها في المطار »مصر في حشايا أي مصر بداخلي والمصريون في عيوني لا أستطيع أن أنسي دعمهم ومساندتهم للثورة الجزائرية». جاءت جميلة بوحيرد بدعوة من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة الذي انطلقت دورته الثانية أول أمس بعدما قررت ادارة المهرجان اطلاق اسمها علي هذه الدورة وتصدرت صورتها بوسترات المهرجان التي تزين شوارع أسوان منذ أيام.. وهو المهرجان الذي تنظمه وزارتا الثقافة والسياحة برعاية المجلس القومي للمرأة. د. مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة كانت في مقدمة مستقبليها وفي صباح اليوم التالي »الأحد» نظم المجلس احتفالية لتكريمها اتسمت بمشاعر دافئة إلي أقصي حد وانهمرت فيها الدموع والحضور يرحبون بها بينما هي تردد »أنا لا أحب التكريم لأن ما فعلته كان واجبا عليّ تجاه وطني».. ولهذا تحول التكريم إلي احتفالية احتفاء وترحيب ألقت فيها جميلة بوحيرد كلمة قصيرة أكدت فيها شكرها وحبها للمصريين وتحدثت كيف أنها تربت في أسرة تحترم »ثقافة الشهيد» لأن جميع أشقائها استشهدوا ورغم هذا ظلت والدتها صامدة صابرة ولم تهتز حينما صدر حكم باعدام جميلة بوحيرد وقالت لها »لاتخافي وثقي بالله لأنه إذا تم اعدامك ستقابلين الله سبحانه وتعالي شهيدة». حضرت الاحتفالية د. ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة والمناضلة المصرية ابنة بورسعيد زينب الكفراوي التي لعبت دورا كبيرا في مواجهة العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 ود. هدي عبدالناصر التي عرضت فيلما لزيارة جميلة بوحيرد لمصر عام 62 وزيارتها لمنزل والدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر... وكانت المفاجأة أن جميلة بوحيرد قالت أنه ليس لديها أي فيلم عن زياراتها واستأذنت د. هدي عبدالناصر في الحصول علي نسخة منه. الغريب أنني لم أجد الاهتمام الكافي من التليفزيون والفضائيات بإبراز زيارة هذه المناضلة العظيمة لمصر باستثناء قناة (DM») التي انفردت بتغطية وصولها إلي القاهرة من خلال برنامج »السفيرة عزيزة» حيث سجلت الاعلامية جاسمين طه زكي لقطات وحوارا قصيرا معها ومع د. مايا مرسي وحسن أبو العلا مدير مهرجان أسوان لسينما المرأة. كنت أتوقع أن يعرض خلال فترة زيارتها فيلم »جميلة بوحيرد» الذي أشرت إليه بطولة الفنانة الكبيرة ماجدة وأن تستضيف برامج »التوك شو» من يجيدون التحدث عنها وعن بطولاتها التي جعلت منها رمزا للنضال والتحدي.. جميلة بوحيرد التي تزور مصر الآن وقد تجاوزت الثمانين وضعها التاريخ بين أبرز خمس شخصيات سياسية في القرن العشرين ولهذا فهي ليست مجرد اسم سيذكره التاريخ لكنها ستظل رمزا من رموز الكرامة العربية. آخر كلام قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بالسماح للناخبين بتعديل موطنهم الانتخابي تسهيلا لهم للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية اقتصر علي التعديل بين المحافظات ولم يمتد للتعديل بين الأحياء والمناطق المتباعدة في المحافظة الواحدة وهو ما يشكو منه كبار السن فهل مازالت هناك فرصة للاستجابة لرغبتهم ولو بمد المهلة المحددة لذلك يومين أو ثلاثة ؟