ميدان قارون او كما يطلق عليه أهل الفيوم ميدان السواقي، هذا المكان التاريخي الذي زاره معظم سياح العالم، وتم تصوير بعض مشاهد الافلام السينمائية به يعتبر رمزا وعنوانا لمحافظة الفيوم التي اشتهرت منذ قديم الازل بتواجد السواقي التي تعد أول الات لرفع المياه في التاريخ لري الاراضي الزراعية والتي يرجع تاريخ صناعتها إلي نحو 2500 سنة منذ عصر الملك بطليموس الثاني. وبالرغم من القيمة الحضارية والاثرية لتلك السواقي فقد تعرضت للاهمال علي مدار السنين حتي اختفي السائحون من الداخل و الخارج عن زيارة المكان وهو الأمر الذي حدا بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة لانتشال الميدان بآثاره وتطويره ليخرج في شكل مغاير لما كان عليه إلي موقع ساحر يبهر الناظرين. يقول المهندس ايمن عزت رئيس مدينة الفيوم أن اعمال التطوير استغرقت 6 أشهر ونفذت بطريقة مبهرة ضمت الميدان وسواقي الهدير والنصب التذكاري وإنارته من كافة الاتجاهات، بالاضافة إلي تنفيذ عمليات التشجير من النخيل واقامة نافورات المياه التي تعطي شكلا مميزا للميدان وتم رصف الشوارع المحيطة به وذلك بتكلفة بلغت 28 مليون جنيه. ويشير محمد سيد »باحث أثري» إلي أن تاريخ سواقي الهدير يرجع إلي أكثر من 2500 سنة وتحديدًا في العهد البطلمي الذي شهد اتجاه المصري القديم إلي الزراعة في تلك المساحة ذات الطبيعة الخاصة فابتكر تلك الطريقة الهندسية الفريدة لري المساحات الشاسعة من الأراضي التي تنحدر من الجنوب علي ارتفاع يزيد علي 26 مترًا فوق سطح البحر، ولعب انحدار الأرض دورًا كبيرًا في صناعة شلالات طبيعية من المياه مختلفة الارتفاعات في أجزاء كثيرة من بحر يوسف الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم. ويوضح أنه علي مدار عقود من الزمان اكتسبت الفيوم شهرة عريضة من سواقي الهدير فغني لها المطربون ونظمت إليها العديد من الرحلات وتحولت إلي مزار سياحي، وكانت قبلة للسائحين، حيث يوجد في الفيوم نحو 200 ساقية منتشرة في الحقول علي المجاري المائية في مواقع الهدارات وتحولت السواقي مؤخرًا إلي أثر بسبب الإهمال حتي بدأت القوات المسلحة مؤخرًا في تطويرها لإعادتها إلي سابق عهدها مرة أخري، وبالفعل عادت أفضل حالا مما كانت عليه. فيما ناشد د. جمال سامي محافظ الفيوم الأهالي ضرورة الحفاظ علي الميدان والاستمتاع به مع الالتزام بالسلوكيات والآداب العامة حتي يظل واجهة مشرفة للفيوم وقال إن الحفاظ علي جمال وروعة المكان ونظافته واجب وطني وضروري لعودة السياحة مرة أخري للمحافظة، بعد ان أنفقت الدولة الملايين لتجميل ورصف الشوارع والميادين بالمحافظة من أجل استعادة المظهر الحضاري والجمالي ضمن خطة تطوير بدأت من ميدان عبد المنعم رياض علي الطريق الدائري وصولا لميدان المسلة وميدان الزهور بحي الجامعة وشوارع النبوي المهندس وبطل السلام وأحمد شوقي، وأشاد المحافظ بدور القوات المسلحة في الانتهاء من مشروع التطوير في الموعد المحدد وبكفاءة عالية، حتي خرج الميدان بهذا الشكل المبهر.