أكد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن العلاقات بين مصر وفرنسا متميزة، وتتسم بالتنوع والثبات والاستقرار ويحرص كلا البلدين علي تنميتها خلال المرحلة القادمة، وأشار الي ان الزيارة التي بدأها الرئيس أمس للعاصمة الفرنسية هي الثالثة له لفرنسا والاولي عقب تولي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئاسة بلاده، بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية المتبادلة بين الرئيسين خلال الفترة الماضية، في اطار العلاقات المتميزة بين البلدين والتي شهدت زخما كبيرا في مختلف اوجه ومجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والعسكري، الي جانب التشاور والتنسيق والاتصالات المتواصلة بين الجانبين بشأن العديد من القضايا الاقليمية والدولية. جاء ذلك في تصريحات للسفير علاء يوسف للوفد الصحفي المرافق للرئيس السيسي خلال زيارته لفرنسا، أوضح خلالها ان مصر منفتحة علي مناقشة مختلف الموضوعات خلال المباحثات المشتركة، ومن بينها الرد علي عدد من المزاعم التي يطرحها البعض حول اوضاع حقوق الانسان وأضاف ان هناك تفاهما دوليا لهذه الرؤي وقال : سنتواصل مع المجتمع الدولي بشكل كامل في هذا الشأن، الي جانب ان الجانب الفرنسي متفهم للرؤية المصرية بهذا الشأن. وأشار الي ان البلدين اعضاء بمجلس الأمن وبالعديد من المحافل الدولية، ويوجد بينهما علي الدوام توافق كبير في وجهات النظر بشأن مختلف القضايا والموضوعات. وأوضح السفير علاء يوسف ان التعاون بين البلدين في المجال العسكري شهد تطورا كبيرا في الفترة الماضية، وتجسد احد مظاهره في مشاركة قطع بحرية تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا، في الاحتفال بعيد القوات البحرية واشتراكها في المناورات التي جرت خلال تلك الاحتفالات. وأكد السفير علاء يوسف ان الرئيس السيسي استهل نشاطه في العاصمة الفرنسية فور وصوله مساء أمس، حيث تضمن برنامجه لقاء مع رئيس احدي الشركات الفرنسية، وحديثا لمحطة الاخبار التليفزيونية الفرنسية »فرانس 24». واختتم الرئيس السيسي برنامجه بحضور حفل العشاء الذي تقيمه علي شرفه وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي. وأضاف أن اليوم سيشهد مراسم استقبال رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي في ساحة الانفاليد، ويتم بعدها عقد جلسة المباحثات الرسمية بقصر الاليزيه بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والفرنسي ماكرون، يليها غداء عمل يقيمه الرئيس ماكرون علي شرف الرئيس السيسي، ويشهد الرئيسان عقب ذلك مراسم التوقيع علي 17 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين في المجالات المختلفة، خاصة ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية في ظل وجود عدد كبير من الشركات الفرنسية التي تستثمر في مصر، حيث تسجل الاستثمارات الفرنسية تزايدا متواصلا في مصر، الي جانب وجود فرص واعدة لمشاركتها في الاستثمار في منطقة قناة السويس، والتي يمكن من خلالها الانطلاق الي الاسواق العربية والافريقية، وردا علي سؤال حول إمكانية انشاء منطقة صناعية فرنسية بمحور التنمية اجاب السفير : يجري بالفعل نقاش حول زيادة الاستثمارات الفرنسية . واشار الي ان هناك سلسلة اخري من اللقاءات المهمة التي سيجريها الرئيس السيسي، تشمل لقاءاته بكل من رئيس الوزراء، ووزير الخارجية الفرنسي الذي سيقيم مأدبة عشاء علي شرف الرئيس السيسي الي جانب لقاءات مهمة اخري مع عدد من كبار المسئولين الفرنسيين. واوضح ان هناك اهتماما كبيرا بالجانب الثقافي من كلا البلدين، وسيمثل محورا مهما من زيارة الرئيس السيسي الي فرنسا خاصة ان هناك احتفالا كبيرا العام القادم بمناسبة ذكري انشاء قناة السويس يشارك فيه الجانب الفرنسي. وأكد المتحدث ان ملف الارهاب سيكون ضمن الموضوعات التي يناقشها البلدان خلال الزيارة، والقمة بين الرئيسين، خاصة ان كلا البلدين تعرضا لهجمات ارهابية كبيرة وانهما يسعيان دوما الي التكاتف والدعوة لتعزيز التعاون الدولي لمحاربة الارهاب واستئصاله من جذوره واجراء مراجعة شاملة لمواجهة الارهاب ليس فقط علي المستوي الأمني وانما من خلال كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية. وأضاف ان الملف الليبي سيكون ضمن جدول المباحثات المصرية - الفرنسية خاصة في ضوء الاتفاق في الرؤي بين الجانبين علي اهمية عودة السلام والاستقرار لليبيا والتوصل الي توافق بين الاطراف الليبية المختلفة، حتي تعود المؤسسات الليبية وعلي رأسها الجيش الليبي والبرلمان المنتخب لاداء مهامهما الوطنية علي النحو الأكمل. كما يعتبر ملف السلام الفلسطيني - الاسرائيلي من القضايا المهمة التي سيتم مناقشتها في ظل توافق الرؤي علي اقامة الدولة الفلسطينية وفقا لحل الدولتين، ووضع تصور شامل للسلام، الي جانب ان هناك اتفاقا في الرؤي بين البلدين لاستئناف عملية السلام وصولا لإنشاء دولة فلسطينية.