علي مر العصور ظلت مصر لاعبا اساسيا وذا مكانة ريادية خاصة علي المستويين الاقليمي والعالمي.. كما كانت تتمتع بتقدم تتطلع اليه دول المنطقة.. ثم تم تغييب مصر وتهميش دورها خلال العقود الماضية بسبب النظام السابق الفاسد الذي استباح كل شيء وكان لا هم له ولا عوانه إلا جمع الثروة والحفاظ علي السلطة.. حتي أن أحد المراكز البحثية الامريكية أصدر دراسة أكدت تراجع دور مصر وقوتها الاقليمية بوضوح في عهد الرئيس السابق مبارك.. كما غابت عنها الروح الخلاقة في ادارة السياسات الخارجية وحل القضايا الاقليمية مما اتاح ظهور قوي أخري ومكنها من احتلال المواقع المتميزة والقيام بالادوار الاقليمية والعالمية. وبعد أقل من اربعة أشهر علي ثورة 52 يناير السلمية الملهمة تأكد للعالم ان الهدف المصري هو المحافظة علي الهوية العربية والتعاون والتكامل مع افريقيا ودول العالم لتحقيق المصالح المشتركة.. وعاد الدور المصري العربي متألقا في احتضان المصالحة التاريخية لقطبي الفصائل الفلسطينية »حماس« و»فتح« وتوقيع وثيقة الوفاق بعاصمة الثورة المصرية.. كما أكدت جولة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في دول الخليج علي وضع برامج جديدة للتعاون الاقتصادي تقوم علي المصالح والاستثمارات المتبادلة وليس الحصول علي المنح والهبات.. وكان للآداء الجيد والنتائج الايجابية التي حققتها الدبلوماسية الشعبية المصرية من زياراتها للدول الافريقية اكبر الأثر في اعادة التقارب والعلاقات مع دول حوض النيل بعد غياب طويل.. وكل ما اتمناه هو استمرار هذا الآداء الرائع للحكومة والشعب حتي تعود مصر رمانة الميزان للمنطقة.