د. موسى أبو مرزوق اثناء حديثه مع اسامة عجاج يجب وضع حد لاستخدام القضية الفلسطينية »شماعة« لغياب الديمقراطية في العالم العربي موقف د. نبيل العربي من فتح معبر رفح إنساني وقانوني وسياسي ويستحق الإشادة كان امامي خياران لقضايا الحوار مع د. موسي أبو مرزوق الرجل الثاني في حركة حماس، ونائب رئيس المكتب السياسي. اما السير باتجاه الحديث حول التفاهمات التي تم التوقيع عليها مع حركة فتح برعاية مصرية منذ ايام بالقاهرة وكانت محل اهتمام جميع وسائل الاعلام، والعنوان الرئيسي للمؤتمر الصحفي الاربعاء الماضي. والخيار الثاني البحث عن موقع حماس في خضم الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية وقد تأثرت بها الحركة سلبا وايجابيا، وكان انحيازي المهني الي المسار الثاني، فمن المهم ان نتعرف عن صياغة علاقات حماس مع مصر بعد تصاعد الدور السياسي للاخوان المسلمين. وعلينا ان نتعرف علي رؤي الحركة تجاه احداث سوريا التي قد تقصف بالنظام هناك وكان احد الجهات الداعمة والتي استضافت قيادات الحركة والموقف عن معبر رفح وملف الجندي الاسير جلعاد شليط، وطرحت في الحوار مخاوف البعض من قيام اسرائيل باجهاض المصالحة بالعدوان علي غزة والضغط علي رام الله. وآليات التعاطي مع الملف السياسي. وكان الرجل واضحا وصريحا ومحددا عندما تحدث عن ماضي العلاقات بين مصر ما قبل 52 يناير، وحركة حماس. وعن الموقف المصري المشرف في فتح معبر رفح، والمساهمة في انهاء الحصار علي القطاع والذي اعلنه د. نبيل العربي وزير الخارجية المصري وهذا نص الحوار: شهدت العلاقة بين حركة حماس ومصر الرسمية ما قبل ثورة 52 يناير نوعا من التوتر الدائم، يتخللها فترة بسيطة في التوافق، هل لديك تفسير لهذا التباين؟ - ما تقوله صحيح كانت وجهة نظر مصر في الفترة السابقة، ان حماس كتنظيم اذا اختار ان يتمسك بالمقاومة فلن يكون جزءا من محور التسوية. مجاله الحقيقي الا يكون في اطار السلطة، ولا حتي في المجلس التشريعي. ولا الحكومة لانه يعني التسوية السياسية، معظم المواقف كانت تنبع من هذه النظرة وكان موقفنا في حماس اننا كتنظيم لابد ان نبدأ في اطار التسوية السياسية ويجب ان يكون هناك مسافة مع الذين يسعون الي ذلك نقطة اخري حتي لو كانت حماس وبرنامجها الذي يتبني المقاومة إلا انها يجب ان تكون متوافقة مع الخط السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ودائما كان هناك حوارات تدعو إلي التهدئة ووقع برنامج المقاومة وهذا يفسر تذبذب العلاقات مع حماس الرسمي. يضاف إلي ذلك الظروف التي تعيشها المنطقة كان هناك قناعة تتعلق بالتفاوض ومحاولة الوصول بها إلي نتائج عبر المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي وكانت وجهة نظر السلطة الوطنية ان هذا يستلزم الالتزام بالتهدئة مع الكيان الاسرائيلي ووقف العمليات باعتبارها اهم العوائق امام التسوية السياسية. وكيف تقرأون الاحداث الاخيرة في العالم العربي، والتي لم تعد تقتصر علي دولة واحدة. والبعض يتحدث عن انكم من اكثر المستفيدين منها؟ - في ظل تصاعد العلاقة بين حماس والمسئولين في مصر في الفترة السابقة كانت احد ادوات التي يتم استخدامها لممارسة الضغوط علي حماس.. ما يمكن ان اسميه »قوات التدخل السريع« في الصحافة والاعلام، وكانت مادة الخطاب ضد حماس ليس الاشارة إلي انها تنظيم مقاوم يمكن انتقاده فمثل هذه الامور لن تؤثر في رجل الشارع العادي ولكن محاولة تحميل حماس بامور لا تليق ليس نقصد اتهامها بالتورط في حادث تفجير كنيسة القديسين.. أو تفجير خط انابيب الغاز ولكن اتهامها ايضا بالتورط والقيام باطلاق الرصاص علي المتظاهرين في ميدان التحرير بعد 52 يناير، وهي اختلاقات، واكاذيب، ومحض افتراءات لقد نسج النظام السابق اكاذيب كثيرة ضد حماس، ونسب قصصا وهمية حول الحركة وقياداتها رغم ان حماس ومنذ نشأتها واحد التزاماتها التي تمسكت بها عدم التدخل في اي شأن عربي اطلاقا. في اي لحظة لقد حددنا معركتنا ومجالها داخل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وعدونا هو العدو الصهيوني. وسرنا علي هدي هذا الالتزام وتلك القاعدة السياسية. رغم الضغوط التي تم ممارستها علي الحركة كنا نتحمل هذه الضغوط. حتي لا ننحاز إلي طرف ضد طرف. أو نتدخل في شأن داخلي.. علي خلفية درس تاريخي من منظمة التحرير الفلسطينية، التي تدخلت في العديد من القضايا العربية فكان الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن وبدءا من حرب ظفار في التسعينات في سلطنة عمان واثناء الغزو العراقي للكويت، وفي الاردن في الستينيات وفي لبنان عندما تم اعلان دولة الفكهاني »مقر منظمة التحرير الفلسطينية« أو »فتح لاند« في جنوب لبنان اما نحن فقد تعلمنا الدرس مبكرا ونجحنا في هذا الاتجاه، ولم نتدخل في اي خلاف عربي - عربي أو حتي في اي ازمة بين دولة عربية واخري غير عربية وحافظنا علي الحياد وحتي اثناء الحرب العراقية الايرانية عندما كان لنا علاقة مع ايران اتخذنا قرارا باقامة نفس مستوي العلاقات مع العراق. هناك مخاوف لدي قطاعات مهمة بين الشعب المصري. عن تطبيع العلاقات ما بين حماس والنظام الجديد في مصر، علي خلفية الارتباط العضوي بين حماس وجماعة الاخوان المسلمين. وهي القوة السياسية الصاعدة في مصر في الفترة الحالية؟ - لا احد ينكر ان حماس جذورها مستمدة من الاخوان المسلمين، ولهذا السبب كان البعض يرفض قيام دولة دينية علي حدود مصر في غزة أو يسمح لتيار علي هذا الشكل بالعمل. ولهذا كان هناك عدم رغبة أو ترحيب بنمو حماس في قطاع غزة وبعد انتخابات 6002 اصبحت المشكلة اكثر تعقيدا. ولكن علينا ان نعترف ان الاخوان المسلمين قوة من قوي المجتمع المصري.. ولكن نحن نعتبرها قضية داخلية مصرية. وبالنسبة لصياغة العلاقات بين حماس ومصر قديما وحديثا كنا حريصين علي ان نتعامل رسميا مع الدولة المصرية. وبالتوازي مع كل القوي الشعبية، علي نفس القدر والمستوي ولا نتدخل في الشأن المصري مهما كانت موازين القوي فيه. الاخوان شأن مصري ويبقي بالنسبة لنا كذلك.. نحن نستوعب جيدا تشكيل القوي في الدولة القطرية علي المساعي العربية ونعرف ان لها مقتضياتها. وماذا عن سوريا التي تشهد ملامح تغيير وانتفاضات .. وهي احد الدول الداعمة والتي تستضيف قيادات حماس.. كيف تقرأون الاحداث؟ - لابد ان نعترف بان سوريا من افضل الدول التي وفرت دعما لحماس واحتضنت قيادتها.. ودعمت مواقفها وسياساتها.. وتحملت من اجل ذلك الكثير من الضغوط نتيجة وجود حماس في دمشق وتقديرنا عال لهذا الدور الذي قامت به الحكومة السورية. ولكننا في نفس الوقت ايضا لا يمكن ان نكون في مواجهة المطالب المشروعة لاي شعب من الشعوب العربية وموقفنا واضح. تجاه كل ما يحدث في الدول العربية ولا شك ان تطلعات الشعب السوري تجاه دعم القضية الفلسطينية يتوافق مع ما تقوم به القيادة السورية. وهو امر مماثل لكل ما يتم في الدول العربية وقناعتنا ان كلما كانت الدول العربية اقرب إلي المسار الديمقراطي وتستجيب لرغبات شعوبها، فهذا يصب في صالح القضية الفلسطينية ويجب ان ينتهي استخدام القضية الفلسطينية كمشجب يتم تعليق غياب الديمقراطية. أو فرض حالة الطواريء علي الشعوب. فاذا كانت فرض هذه الحالة مرتبطة بالصراع مع العدو الاسرائيلي فالدولة العبرية لا تحكمها الطواريء وهي في هذه الحالة اولي فهي تشهد تداولا للسلطة وكلما كان الحكم في الدول العربية اكثر قربا للشعب يكون الصمت بالقضية الفلسطينية. هناك مخاوف بالفعل لدي البعض.. من ان يتحول ملف احداث العملية السياسية إلي ازمة تعرقل تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية؟ - دعنا نشير إلي حقيقة مهمة هي ان الحكومة الجديدة المشكلة من كفاءات فلسطينية مستقلة غير سياسية نعم تعرف بان هناك خلافا كبيرا حول الملف السياسي.. فهناك برنامج تسوية وبرنامج للمقاومة وهما سارين في الساحة الفلسطينية. والتساؤل مشروع حول التوفيق بينهما. خاصة ان المرحلة السابقة شهدت حالة من الشد والجذب علي مدار السنوات الاخيرة. وتحديدا منذ عام 5002 وحتي الان افرز الكثير من التراجع ولكنه افرز ايضا الكثير من الوثائق التي تعالج المسألة السياسية.. المقاومة والمفاوضات الموقف من قرارات القمم العربية ومن قرارات الشرعية الدولية وهذه الوثائق بدأت بوثيقة القاهرة 5002 ووثيقة الوفاق الوطني 6002 واتفاق مكة 7002 وبيان الحكومة الوطنية 7002 وكل هذه الوثائق تم التوثيق عليها ويمكن ان نقول انها مادة كافية لتحديد مسار العمل السياسي بالاضافة إلي الورقة المصرية التي وقعت عليها حماس بعد اضافة بعض الملاحظات وكل هذه الوثائق تنص علي تشكيل اطار قيادي مؤقت بعلاج الشأن السياسي. من الناحية السياسية والاستراتيجية وعندنا من الادوات ما يكفي للتعامل مع قضية المفاوضات والمقاومة وقرارات الاممالمتحدة.. وجامعة الدول العربية وهذا الاطار القيادي يضم اعضاء اللجنة التنفيذية للمنصة ورئاسة المجلس الوطني ورؤساء الفصائل وجزء من المستقلين. وهذا ما جري طوال فترة وجود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سواء في اثناء وجوده في تونس أو بعد عودته إلي رام الله. واتذكر ان اول حوارات قمنا بها مع المنظمة كان في ديسمبر 2991 في تونس.. وشاركنا فيه اربعة من حماس بالاضافة إلي ان هذا الاطار القيادي ليس جديدا علي الساحة الفلسطينية ومهمتها انتقالية حتي يتم اعادة تشكيل منظمة التحرير ولسنا جزءا منها، في انتظار اجراء الانتخابات حتي يتم دخول حماس وغيرها ويضاف إلي ذلك ان عملية المفاوضات اصلا متوقعة. هناك من يتخوف من ان تنجح اسرائيل في تعكير اتفاق المصالحة الفلسطينية عبر عدوان علي غزة وضغوط علي رام الله؟ - بغض النظر عن الظرف السياسي الذي تعيشه يجب ان تؤكد علي الطبيعة العدوانية لاسرائيل والتاريخ يؤكد لنا انه لم يمر 5 سنوات لم تخض فيه اسرائيل عدوانا علي دولة عربية ما أو علي الشعب الفلسطيني منذ 8491 حدث هذا في 45، 65، 76، 37، 28، 6891، 0002 6002، 8002، 9002 وبينهم آلاف من حالات الاغتيال ضد قيادات فلسطينية في العراق وسوريا ولبنان. في السودان، اوروبا والعشرات من حالات الخطف اخرهم المهندس الفلسطيني اسرائيل دولة طبيعتها عدوانية لا تعيش بدون حروب سواء لارادة سياسية أو لاسباب داخلية. والضحية في كل الحالات الشعب الفلسطيني. واتساءل هنا ايهما افضل ان نواجه العدوان الاسرائيلي منقسمين أو متوحدين في الحالة الاخيرة سيكون الموقف الفلسطيني اقوي في رد العدوان، حتي في التعامل مع العدو الصهيوني في مجال التسوية. كيف سيكون الحال. اذا تعامل محمود عباس مع العدو الصهيوني ووراءه شعب موحد الانقسام لم يحقق مصلحة لأي طرف والمصالحة مصلحة فلسطين وضرورة فتح وحماس وللوضع العربي لقد كان الانقسام الفلسطيني ذريعة من اجل التخلص من المسئوليات سواء من الجانب العربي أو الأوروبي أو الامريكي تجاه حقوق الشعب الفلسطيني. هل تمت مناقشة وضع معبر رفح في جلسات الحوار في ضوء تصريحات د.نبيل العربي وزير الخارجية عن فتح المعبر.. واجراءات لانهاء حصار الشعب الفلسطيني؟ - منذ اغلاق معبر رفح حتي اللحظة الحالية لم يمر جلسة من جلسات الحوار أو زيارة من زياراتنا أو لقاءاتنا مع الاخوة في مصر إلا وكان معبر رفح علي اجندة الزيارة. واحيي تصريحات ومواقف د.نبيل العربي وزير الخارجية المصري، التي جاءت من خلفية قانونية وليس فقط من منطق سياسي فالقانون الدولي يلزم مصر بفتح المعبر وعدم اغلاقه عفي شعب يتعرض للعدوان والحصار، وهو موقف قانوني وسياسي وانساني. واخوي وبغض النظر عن الدور التاريخي لمصر فهناك شعب موجود تحت الاحتلال وليس معني وجود دور مصري في هذه القضية ان يتخلي العدو الصهيوني عن مسئولياتها ان تتخلي مصر الاولي قوة احتلال وشعبنا يعيش في مأساة حقيقية. يكفي ان هناك اكثر من 04 الف منزل تم تدميره بشكل جزئي أو كلي في العدوان الاخير وممنوع دخول الحديد والاسمنت أو اي مواد بناء واهالي غزة محاصرون. اتساءل في النهاية هل هناك رغبة في استعادة فتح ملف الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط والعودة إلي الوسيط الالماني؟ - دعنا نشير إلي حقيقة مهمة دور الوسيط الالماني اضر بهذه القضية تماما وظني انه في هذه المرحلة الحالية والقادمة سيكون الوضع افضل في التفاوض ونأمل انجاز هذه المهمة بعد مرور خمس سنوات علي بدايتها لان هناك مأساة حقيقية في السجون الاسرائيلية آلاف من الفلسطينيين هناك بعضهم ظل في السجون 03 عاما ومن المؤكد ان ملف الاسري يمثل مسئولية وطنية وامانة في اعناقنا ولابد من السعي لخروج كل هؤلاء من غياهب السجون.