رغم الظروف الخاصة التي تعيش فيها شمال سيناء وخاصة الشيخ زويد ورفح، لازال »الخوخ» هو مصدر الخير والسعادة للعديد من الأهالي ويعتبر موسمه فاتحة خير علي المزارعين، بعد أن ذاع صيته وشهرته في مختلف أسواق القاهرة، وأخذ موقعه بقوة منذ عام 1982 بعد تحرير مناطق الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، ولم يكن هناك اهتمام في البداية بشجرة الخوخ ولكن الإقبال الشديد عليه من تجار الفاكهة القادمين من كافة محافظات الجمهورية جعل زراعته محل اهتمام كبير في مساحات الزراعة بشمال سيناء، نظرا للعائد المادي الذي يجنيه المزارع مما أنعش المنطقة الصحراوية بزراعته، سواء لتلبية احتياجات الأسواق الداخلية أو التصدير إلي الخارج.. وكما يصف مصطفي سنجر من الشيخ زويد محصول الخوخ، فهو بحسب تعبيره »جالب السعادة» علي الكثيرين من الأهالي مزارعين وتجار وغيرهم من الذين يعيشون علي الخدمات الأخري التي تتم مع المحصول بداية من القطف وحتي التداول والنقل، وهو ما يجعله يصف الخوخ أيضا بأنه مصدر رزق البسطاء، حيث يعتمد عليه الكثير من المزارعين في سد متطلبات الحياة، مشيرا إلي أن معدل إنتاج مدينتي رفح والشيخ زويد من محصول الخوخ يفوق 200 ألف طن سنوياً. ويوضح حسين إبراهيم من الشيخ زويد أنه توجد نوعيات مختلفة من أشجار الخوخ، لافتا إلي أن الأشهر والأجمل والأصل هو الخوخ البلدي متميز المذاق، لكنه قليل الإنتاج، فيما اتجه الأهالي لشجرة الخوخ المركبة التي تم جلبها من قطاع غزة والتي تعطي كميات كبيرة من الإنتاج، كما اتجهوا الآن إلي زراعة الخوخ الأمريكي، الذي يعتمد علي الري الدائم عكس الخوخ البلدي الذي يعتمد علي مياه الأمطار الموسمية، وبدأ الموسم هذا العام بأسواق رفح والشيخ زويد مبكرا، للحاق بالأسعار ومحاولة توفير دخل لاعتماد الأسر علي عائد البيع حيث يجمع الثمار تجار محليون بسعر 3 جنيهات للكيلو الواحد وبمقدار 2 طن يومياً كبشائر.. ولازال الخير ينساب من محصول الخوخ رغم تعرض إنتاج المزارعين من الخوخ لأزمة حقيقية بسبب عدم وجود منافذ تسويق نتيجة الظروف الأمنية في رفح والشيخ زويد، وقلة عدد تجار الفاكهة القادمين من صعيد مصر والقاهرة والشرقية لشراء محصولي الخوخ والكانتلوب، فيما تعذر إقامة نفس العدد من مراكز التسويق والفرز وإعادة التعبئة من جديد علي طريق المطار جنوبالعريش والشيخ زويد والماسورة.